وصفت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الازمة مع العراق بانها "خطيرة"، لكنها تجنبّت التلويح بالتدخل العسكري، مشددة على أملها بأن تحقق الديبلوماسية المدعومة بالقوة النتيجة المطلوبة : "اجبار العراق على التراجع". وقالت اثر اجتماعها مع وزير الخارجية الالماني جوشكا فيشر اول من امس ان الخطوة المقبلة هي استصدار قرار شديد اللهجة من مجلس الامن يعتبر قرار العراق وقف التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم "انتهاكاً صارخاً". وكررت اولبرايت تصريحات الرئيس بيل كلينتون ومسؤولين اميركيين آخرين بان "كل الخيارات" مطروحة، بما فيها احتمال اللجوء الى القوة العسكرية. لكنها اوضحت ان "الغاية الاخيرة ليست استخدام القوة، وانما الوصول الى ما نريد. وهو ما حققناه حتى الآن في كوسوفو. نريد التأكد من ان الرئيس صدام حسين الغى قراره في 5 آب اغسطس الماضي وانه يتعاون مع اونسكوم". وقالت اولبرايت ان الجهود الديبلوماسية الناشطة حالياً ستتواصل، مشيرة الى ان "الاسرة الدولية ردت بطريقة موحدة" في هذه الازمة. واوضح الناطق باسمها جيمس روبن في وقت لاحق ان الولاياتالمتحدة تؤيد تبني مجلس الامن قراراً "شديد اللهجة"، معتبراً ان هذا يسمح بتوجيه "رسالة حازمة الى صدام حسين". واعتبر فيشر، وزير خارجية المانيا الجديد الذي ينتمي الى حزب الخضر، ان "صدور قرار جديد عن الاممالمتحدة ضروري من اجل موقف واضح وصريح" تجاه بغداد. ودعا الى بذل "جهد ديبلوماسي من اجل عزل صدام حسين"، مذكراً بان حكومة يسار الوسط الالمانية الجديدة تشدد على ان تحترم بغداد التزامات نزع السلاح "احتراما كاملاً". واضاف على غرار اولبرايت ان "الهدف ليس استخدام القوة وانما الحصول من صدام حسين على احترام كامل" لقرارات الاممالمتحدة. وقالت اولبرايت انها تتابع نتائج الجولة التي يقوم بها وزير الدفاع ويليام كوهين ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية توماس بيكرينغ في اوروبا ومنطقة الخليج للبحث في الخيارات المختلفة مع حلفاء الولاياتالمتحدة واصدقائها. واشارت الى انها اجرت اتصالات هاتفية مكثفة، من ضمنها التحدث الى ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الاثنين الماضي. ولمحت اولبرايت، في وقت لاحق خلال المؤتمر الصحافي، الى ان الولاياتالمتحدة قد لا تلجأ الى استخدام القوة في النهاية، حتى اذا لم يغيّر العراق موقفه تجاه عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها "اونسكوم". وأضافت ان العراق سيزداد عزلة في هذه الحال. وقالت "نرى بوضوح تام ان ما فعله صدام حسين غير مقبول، وانه يتعيّن عليه ان يلغي قراره، وان ينفذ التزامه ازاء المجتمع الدولي، وانه سيبقى معزولاً حتى يتراجع عن موقفه". ويثير هذا التصريح احتمال ان تسعى واشنطن، رداً على قرار بغداد، الى فرض مزيد من العقوبات الدولية او الاحادية الجانب