ذكر تجار للذهب في السعودية ان تراجع اسعار الذهب ادى الى تحسين مستويات البيع في السوق في الفترة الحالية خصوصاً للزوار والسياح الوافدين على رغم حال الركود النسبية التي تشهدها اسواق الذهب على غير عادتها في هذه الفترة من كل عام. ويُقدر حجم سوق الذهب في السعودية بنحو ثلاثة بلايين دولار وسوق المشغولات الذهبية بنحو 3.7 بليون دولار تزيد نسبة المصنع منها محلياً على 80 في المئة. وقالت مصادر صناعية في السعودية ل "الحياة" ان قرار وزارة التجارة في شأن تعديل بعض بنود اللائحة التنفيذية لنظام المعادن الثمينة والاحجار الكريمة قد لا يؤدي بالضرورة الى زيادة عدد المصانع القادرة على صك العملات الذهبية مثل الجنيه السعودي، و"كينغ" الجنيه جورج الانكليزي وغيرها المستخدمة للاقتناء والادخار خصوصاً في ظل اشتراطها وجود ضمان مصرفي بأكثر من 133 الف دولار 500 الف ريال. وكانت وزارة التجارة اصدرت في النصف الاول من تموز يوليو الماضي قراراً سمحت فيه لمصانع المشغولات الذهبية بتصنيع الجنيه السعودي وفق مواصفات محدودة جاء في مقدمها الوزن 7.98805 غرام، ونسبة الذهب عيار 22 اضافة الى شروط خاصة منها ان مدة التصريح ثلاث سنوات، وضمان مصرفي ساري المفعول لمدة اربع سنوات لا يفرج عنه الا بخطاب رسمي من الوزارة نفسها. واذا لم يتقدم صاحب الترخيص بطلب تجديد لا تفرج الوزارة عن الضمان المصرفي الا بعد سنة من تاريخ انتهاء الترخيص. وفي السعودية نحو خمسة مصانع وطنية كانت تعمل في صك الجنيه تتفاوت قدراتها حالياً بعد اعوام من حظر التصنيع المحلي. وينتج كيلو الذهب الواحد 140 جنيهاً وتصل اجرة صناعة الجنيه الواحد اقل من نصف دولار بين 1.25 و 1.50 ريال ويُباع في السوق السعودية حاليا بسعر يتأرجح بين 72.69 دولار 260 الى 270 ريالا. ويعتقد كثير من العاملين في سوق المجوهرات ان تخصيص مصانع او توسيع اخرى من اجل صناعة الجنيه غير مجد من النواحي الاقتصادية في الوقت الحالي. ويرتبط الجنيه السعودي الذهب بالعادات والتقاليد في المجتمع، ويحرص السعوديون على اقتنائه لتقديمه في المناسبات الخاصة وحفلات الزفاف على سبيل التكافل والمساندة لما عُرف عن قيمة الذهب، حتى وان تغيرت العادة القديمة مع مراحل التطور التي دخلت المجتمع السعودي الا ان تقديم الجنيهات الذهبية لا يزال عادة بين السعوديين لها اهداف نبيلة، وحرص البعض على الاستثمار فيه والمتاجرة به. وارتبط بسعر السوق بعد تحريره في عهد الملك سعود وكانت الدولة السعودية صرفت بواسطته رواتب موظفيها في العهود السابقة. وذكر تجار للذهب التقتهم "الحياة" ان الاقبال على شراء الجنيه لا يزال مرتفعاً لارتباطه بعادات وتقاليد الاهالي وبعض الزوار من الدول العربية، ولا تزال الكميات الموجودة في السوق كبيرة على رغم ان اوساط العاملين في المشغولات الذهبية ترفض تقدير حجم الموجود منه في الاسواق لاعتبارات مختلفة في مقدمها عدم وجود احصاءات دقيقة ووجود كميات لا يستهان بها لدى التجار. وقدرت اوساط في السوق حجم المشغولات الذهبية بما يراوح بين 240 و290 طناً. وقال "شيخ الجوهرجية" في جدة السيد جميل فارسي ان التقديرات التي يتداولها تجار الذهب في المشغولات الذهبية تظل دائماً نسبية في ظل عدم وجود احصاءات دقيقة عن حجم الواردات والصادرات ونسبة العمليات النظامية الى غيرها التي تتم خارج نطاق الاحصاءات الرسمية لعمليات الاستيراد والتصدير.