في تحرك جديد لتوفير وظائف لشباب وشابات سعوديات في أكثر من ستة آلاف محل لبيع الذهب توصلت مشيخة المجوهرات والصاغة في جدة وأبرز تجار الذهب، إلى قرار بالتنسيق مع مجلس الذهب العالمي لإطلاق معهد جدة للصاغة؛ مع بداية العام الميلادي الجديد، وتتراوح مدة الدورات ما بين ستة أشهر وعامين، وتستضيف الدورة التدريبية الأولى 60 شابا سعوديا لمدة ستة أشهر تغطي ستة مجالات في أعمال ترتبط بمهارة صناعة المشغولات الذهبية وهي مهن تشغلها العمالة الوافدة رغم قرار سعودة الوظائف في محال بيع الذهب، الصادر عن مجلس الوزراء في 20/2/2007، واستهدف إتاحة أكثر من 20 ألف وظيفة أمام السعوديين. وقال شيخ الجواهرجية في جدة جميل فارسي إن المعهد الجديد يتضمن أول منهج دراسي باللغة العربية في صناعة المجوهرات وصياغة الذهب، وسيكون هذا المنهج أحد المصادر التعليمية الرئيسة المطبقة خلال الدورات، وستركز الدورات على الجوانب المهمة المختلفة في صناعة الذهب مثل التصميم والقولبة والصهر والتجهيز «الطلاء والتلميع»، إضافة إلى مهارات أخرى فيما تم اختيار مدينة جدة مقرا للمعهد كونها أكثر المدن السعودية استهلاكا للذهب والمجوهرات، مشيرا إلى أن المعهد يلقى دعم الجهات المعنية ببرنامج السعودة كالغرفة التجارية الصناعية في جدة، والصندوق السعودي لتنمية الموارد البشرية ووزارة العمل. وأكد فارسي أهمية المعهد في احتضان ورعاية المهارات والكفاءات الموجودة في الوطن لإعادة بناء صناعة قوية هي صناعة الذهب، حيث هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى كوادر شابة مدربة وطموحة في القطاع المتنامي، وكشف عن تنظيم مشيخة المجوهرات والصاغة بالتنسيق مع مجلس الذهب العالمي، وإحدى الشركات الخاصة، مسابقة «الريشة الذهبية لتصميم المجوهرات» والذهب بهدف تشجيع أصحاب المواهب وتطوير مهاراتهم الفنية، وترسيخ قيم الذهب في وعي المستهلك. وقال شيخ الجوهرجية في جدة: «نحن في مشيخة المجوهرات والصاغة نعمل دائما لتطوير مهنتنا وتشجيع أبناء وبنات الوطن للانخراط فيها بعد اكتسابهم المهارات الفنية والمهنية التي تمكنهم من منافسة الأيدي المهنية الوافدة، وهذا يفتح المجال أمامهم للدخول في هذه الصناعة وطرح أفكارهم وأعمالهم أمام شركات التصنيع التي تبحث عن المواهب في المعارض المحلية والدولية». أما المدير العام للسوق السعودية في مجلس الذهب العالمي في السعودية بشر دياب فأشار إلى أهمية إنشاء المعهد في السعودية لثقلها في سوق الذهب العالمية، وتعهد بأن يكون المعهد الجديد نقلة نوعية وعلامة فارقة تدفع بصناعة الذهب إلى الأمام وتساعد على توفير فرص وظيفية للمواطنين، موضحا أنه بعد إنشاء المعهد، مناقشة آليات لتطوير قسم خاص بالمرأة في المعهد يقدم دورات تدريبية في التصميم ومهارات الصناعة، وذكر أن دعم المجلس لمسابقة الريشة الذهبية لتسليط الضوء على ما يمثله الذهب من قيمة جوهرية في مناخ تقلبات الأسواق والهزات الاقتصادية، خاصة أن للذهب في المجتمع السعودي قيما ترتبط بالثقافة والتقاليد. ويأتي الحرص على تأهيل الشباب السعودي لصناعة المشغولات الذهبية في وقت يشكو فيه تجار ذهب في المنطقة الشرقية من ارتفاع أجور التصنيع للذهب المحلي خلال الفترة الأخيرة ووصول راتب العامل لأكثر من عشرة آلاف ريال حسب رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية عبداللطيف النمر الذي حذر من إغلاق عشرات المصانع أبوابها بسبب ارتفاع أجور العمالة الوافدة وقلة الإقبال على المشغولات الذهبية بعد ارتفاع الأسعار عالميا، وقال إنه قبل نحو عامين كانت الدمام تحوي نحو 80 مصنعا وورشة للذهب، في حين لا يتجاوز عددها حاليا نحو 15 ورشة فقط .