واشنطن - أ ف ب - عطلة نهاية الاسبوع الجاري لم تكن يومي راحة للرئيس بيل كلينتون الذي يستعد لمواجهة أسوأ يوم في رئاسته حيث سيمثل غداً امام القضاء لتفسير علاقاته مع المتوظفة المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. ومع ان الوقائع، أي علاقة كلينتون المفترضة مع الفتاة الكاليفورنية، يمكن ان تبدو عرضية فان المخاطر التي تنطوي عليها يمكن ان تكون جسيمة. فأي خطوة غير سليمة يمكن ان تؤدي الى بدء الكونغرس اجراءات لاقالة الرئيس. ووصف البيت الابيض، الذي يزداد ميلاً الى اتخاذ موقف دفاعي في وقت تتصاعد الضغوط عليه، المعلومات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" بأن كلينتون يعتزم الاعتراف بحصول مداعبات محدودة مع لوينسكي بأنها "مجرد تكهنات". وكرر مايكل ماكوري، الناطق باسم الرئيس الاميركي،ان كلينتون كان ذكر انه سيشهد شهادة "صادقة وكاملة" وان ليس من سبب للاعتقاد بأن هذا قد تغير. ومن الواضح ان الرئيس أمضى ساعات طويلة في تحضير افادته بأدق تفاصيلها. وكان محاميه الخاص ديفيد كندال شاهد بعناية، هذا الاسبوع، شريط الفيديو الذي سجلت عليه افادة كلينتون في كانون الثاني يناير الماضي ونفى خلالها اقامة علاقات جنسية مع مونيكا لوينسكي. واعترف ماكوري بأن النصائح تتدفق على البيت الابيض وان التكهنات تأخذ مداها. ولكن أربعة أشخاص فقط يعرفون ما سيفعله الرئيس وهم محاميه الخاص ديفيد كندال وشريكته نيكول سيليغمان، وزوجته هيلاري، وصديقه المحامي ميكي كانتور. ولا يوجد خيار لا ينطوي على مخاطر. فالتلفزيونات تعيد بث مشهد كلينتون وهو ينفي في كانون الثاني يناير علاقته بلوينسكي ويظهر فيه وهو يشير بسبابته الى الامام ويقول: "لم اقم علاقات جنسية مع هذه المرأة، الآنسة لوينسكي". وتشير الاستطلاعات الى ان ثلاثة أرباع الاميركيين يعتقدون ان كلينتون يكذب. ويبدو ان لوينسكي 25 سنة التي استجوبت الاسبوع الماضي بعد اداء القسم اقرت بوجود نوع من العلاقات الجنسية بينها والرئيس وباتفاقهما على اخفاء هذه العلاقة. ويواجه الرئيس خطراً اخر هو نتائج التحاليل التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي على فستان أزرق للوينسكي والتي ما زالت سرية. ويشير جميع الخبراء القانونيين الى انه ليس في امكان كلينتون ان يخاطر بالكذب غداً. "فالكذب في اجراء مدني قضية بولا جونز التي احيلت الى الحفظ، شيء، والكذب امام الهيئة الاتهامية في قضية جرمية شيء آخر"، بحسب ما اوضح لوكالة "فرانس برس" مستشار الرئاسة في الجامعة الاميركية ألان ليشتمان. وشدد ستيف هيس الخبير في معهد "بروكينغز" على انه يجب على الرئيس ان "يقول الحقيقة". وانطلاقاً من هذا، فإنه من الممكن لكلينتون، كما أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، ان يعترف بمداعبات ولكن مع التأكيد أنها ليست في نظره علاقات جنسية بكل معنى الكلمة. والتعريف الذي اعطاه محامو بولا جونز للعلاقات الجنسية في حينه يمكنه ان يخدم فعلاً هذه الاستراتيجية التي يشير الخبراء مع ذلك الى مخاطرها السياسية. فالناخبون يمكن أن يستاؤوا من رئيس يتلاعب على الالفاظ. واعتبر الان ليتشمان من جهته ان على كلينتون ان "يرد بأقل ما يمكن على الاسئلة من دون اعطاء تفاصيل" مشيراً الى ان الرأي العام ليس مهتماً حقيقة بالموضوع. واضاف انه "ليس رئيسا يخفي فساد حكومة مثل قضية ووترغيت وانما رئيس يخفي موضوعا خاصا". ويبدو ان استطلاعات الرأي الأخيرة تؤكد رأي ليتشمان. فبحسب استطلاع للرأي اجرته "يو. اس. اي. توداي" و"سي. ان. ان" وغالوب فان 71 في المئة من الاميركيين يؤكدون انهم سيواصلون ثقتهم بالرئيس اذا اقر بعلاقة مع لوينسكي ولكن 60 في المئة يعتقدون ان على كلينتون ان يترك منصبه في حال كذب غداً تحت القسم.