أرجو ان يسمح لي القارئ بتوضيح يهمني حيث إنني أكتب لكم من موقف الفنان الذي يحاور في الفن مع الفنانين. لا أكتب من موقف الناقد أو من موقف المؤرخ فهذه مواقف تتطلب هي أيضاً التفرغ. فالنقد علم، والتأريخ علم أيضا وهذه قناعتي التي لن أحيد عنها، لكن مع بلوغي سن الستين ضربني "طائر البوح" بجناحيه. كتبت وزال عني موقف العزوف عن الكتابة لذا لزم التنويه والتوضيح من البداية. احسست دائماً بالدفء الفني بأعمال ثلاثة من كبار فنانينا هم حامد عبدالله وكمال خليفة والفنان رمسيس يونان. اختارهم القلب احساساً بأنهم آبائي، ومع مرور الزمن وفي سن الستين الذي ابلغه الآن احس معهم بأخوة فنية تجعل اقترابي من اعمالهم اقتراباً فيه لذة الاحساس بدفء العائلة وحميمتها مضافاً الى اللذة الفنية التي تجتاحني في تلقي اعمالهم. يتصادف ان يقام معرضان في القاهرة الآن، أوله للكبير حامد عبدالله في قاعة مشربية، وثانيه لفناننا رمسيس يونان في قاعة كريم فرنسيس. ولد رمسيس يونان في المنيا احدى محافظات صعيد مصر عام 1913. درس في كلية الفنون الجميلة من 1929 الى 1939. يتفرد رمسيس يونان مع قلة في حركتنا التشكيلية بمزاوجته بين القدرات الخلاقة التشكيلية واسهامات لا تقل عنها كمفكر مقاتل، شرس وحالم في آن واحد. يقول ادوار الخراط في كتابه الصادر حديثاً في القاهرة بعنوان "ما وراء الواقع" ان رمسيس يونان اصدر عام 1938 كتابه "غاية الرسام العصري" الذي كان ثورة على المفاهيم القديمة في فن التصوير. ويقول ايضا تكونت بعد ذلك جماعة "الفن والحرية". لم يكن رمسيس يونان قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره بعد. ولأن رمسيس يونان قد ترك لنا كتاباته لتوثق لنا افكاره ومعتقداته ومواقفه دون خوف من جانبنا في ان نقع في اخطاء النقل الشفهي او اي تحريف يبعدنا عن الحقيقة. كانت الجماعة التي التقت وكأنها على موعد مع التاريخ، شباب في شرخ وعنفوان صبوتهم الفنية، انفجاراً ابداعياً يجتاح الحركة الثقافية التشكيلية لشباب يحسون بمسؤوليتهم التاريخية تجاه البشرية جمعاء، بحثاً عن قيم العدل، الحرية، الجمال واطلاق طاقات الابداع الخلاقة ضد سجون الضحالة والاسترخاء. يحبون الحياة حتى الموت دفاعا عنها - تلك الحياة - فناً وفكراً يجتمعون، يكتبون ويرسمون، الفكر يتزوج الفن، والفن يتزوج الحياة، لا انفصام ولا استرزاق ولا متاجرة، لا بحث عن مجد زائف او وجاهة زائلة. تعالوا نقرأ معاً بيان "يحيا الفن المنحط" المؤرخ بتاريخ 22 كانون الاول ديسمبر 1938 دفاعاً عن اضطهاد النازي للموهوبين أمثال بول كلي وكاندينسكي وماكس إرنست ناهيك عن حرق اعمال رينو وآخرين، ومن المعروف ان النازي كان قد اضطهد هؤلاء الموهوبين بالانحطاط ووصم فنهم "بالفن المنحط". في الوقت الذي لا يهتم فيه الناس في العالم اجمع إلا بأصوات المدافع، نجد أنه من الواجب علينا ان نعطي لتيار فني معين فرصة ليعبر عن حريته وحيوته. ان نفوذ الفنان على مادة عمله قد اتسع نطاقه لدرجة ان خرجت هذه المادة الفنية من دورها السلبي فأصبحت عند بعض الفنانين علامة ظاهرة لحقائق مزعجة "جورج دي كيركو" واصبحت عند البعض الآخر حلقة من سلسلة تسمو على كل المسافات المتباعدة "ايف تانجي" وهذه السلسلة جميعها تربطها مأساة الحلم "سلفادور دالي" بمصادفات الحياة الباهرة "بول ديلفو". * الحلم - الرمز - المصادفة: "هذه الكلمات لا تكون بأي شكل قانوناً فنياً سبق تكوينه إلا للجهلة ومَن على شاكلتهم، ان كل كلمة من هذه الكلمات يجب ان تكون منبعاً لمتواليات جبرية هائلة، لمضخات تبعث على الذهول وهي أيضاً التي يحمل سرها الفنان الحر وحده". "ان هؤلاء الذين يهاجمون الفن الحر يتهموننا كل يوم، يتهموننا- كعادتهم- مرة أخرى بأننا نقوم بأعمال سلبية. إن الأعمال التي قام بها الفنانون الأحرار من محمود سعيد حتى فؤاد كامل، والتي بني عليها هذا المعرض، في هذه الأعمال الرد القاطع الذي ليس بعده رد. ان اعادة الحرية للخيال السجين مرة اخرى، واعادة الرغبة بكل ما فيها من قوة، واعادة الجنون بقوته القاتلة الى الاشياء، كل هذا لا يمكن ان يسمى عملاً سلبياً يا شباب. لقد حان الوقت للاتجاه نحو الآفاق الخفية. وعندها نسير جميعاً نحو تلك الكنوز الحقيقية التي هي ملكنا". كلمات قذائف تتوجه الى الشباب بنداء يعبق بالثورة لتحرير الخيال السجين ورفض الاستكانة والاسترخاء والتقليد وهو ما كان سائداً في الحركة التشكيلية ممثلاً في سلطات بلا حدود لكل من احمد صبري من ناحية ويوسف كامل من ناحية اخرى، اللذين تحكما في رئاسة كلية الفنون الجميلة والجمعيات المهيمنة على صالون القاهرة الشهير ذلك الوقت. تعالوا نستطلع معاً اسماء الفنانين الذين وقعوا ذلك البيان: رمسيس يونان - جورج حنين - فؤاد كامل - كمال الملاخ - كامل التلمساني - انجلو دي بيريز. واستمر رمسيس يشارك في معارض جماعة "الفن والحرية" من عام 1940 الى عام 1947 كأحد أهم فرسانها ومنظريها، الوثائق تغويني لأنها عادة نادرة في حركتنا التشكيلية ولدينا الآن بيان آخر يرجع تاريخه الى عام 1941 ممهوراً بإمضاء جماعة الفن والحرية. * الفن الحر في مصر: لكي يقوم الفن الحر برسالته في مصر لا بد له من هذه الاسس الثلاثة: اولاً: الرد على تلك الموجة من التصوير الكلاسيكي المحافظ الذي لا يخجل من سوء مستواه المضمحل ولا من جماله البشع، ولا من تعريته تلك الطبقة من نسائه المحترمات. اننا نرى من واجبنا هنا التصريح بأن اقل "إعلان "جِزَمْ" اميركاني يؤثر في الناس اكثر مما تؤثر فيهم كل صور "صالون القاهرة السنوي". إن العذر الوحيد لمنتجي هذه الصور من الفنانين هو أنهم لا يرسمونها الا لمجرد تمضية اوقات فراغهم. لن يفهم هؤلاء التعساء، وليس لهم اي نصيب من الفهم ليدركوا ان التصوير ما هو الا طريق للتفكير وللحب وللبغض وللكفاح وللعيش. ثانيا: اثارة التعجب في اذهان الجماهير... ذلك التعجب الذين يقولون ان لا داعي له لأنه كثيرا ما يكون مقدمة لإنارة الوعي النفسي ولبعض الانقلابات الفردية والجماعية. ان اكثرية الناس حتى الآن تسلّم بأن مسائل زمنهم الحيوية تحل بطريقة ما دون ان يبدو اي دهشة لذلك، هل في الامكان ان تعرض طريق الحل هذه بصورة اخرى غير التي عرضت بها؟. بين مفاجأة واخرى يمكن بسهولة احياء غريزة التعجب الصبياني التي لا حد لها ومثال ذلك: - ليه الدنيا معمولة كده؟ ومين اللي عملها كده؟. ثالثا: ربط نشاط شباب الفنانين في مصر بتلك الدائرة الكهربائية الواسعة التي يتكون منها الفن الحديث... ذلك الفن العاطفي العاصف الذي لا يخضعه اي امر مهما كانت صيغته الرسمية او الدينية او التجارية... ذلك الفن الذي نحس بنبضاته القوية في نيويورك ولندن والمكسيك حيث يكافح فنانون امثال: ريفييرا وولفجانج بالن وايني تانجي وهنري مور. في كل مكان من العالم يكافح رجال لا يتطرق اليأس الى قلوبهم لتحرير التفكير الانساني تحريرا مطلقا. الفن والحرية 1941 ويقاتل رمسيس يونان بالكلمة بجوار اللوحة قتالاً ضارياً لا هوادة فيه يكتب عن الفاشية التي قادت شعوب العالم الى حروب وهلاك قائلا: "ليس هناك مايحنق اكثر من قوم ينظرون الى المعركة العالمية الرهيبة المشتعلة كما لو كانوا يشاهدون - بنفس الطرب الابله - سباق خيل او عراك ديكة... او صراع ملاكمين لا قيمة له الا بما يثير الاعصاب من خلجات وقتية، لا تلبث ان تهدأ عند نهاية الحفل وتعود الحياة بعدها الى مجاريها المعهودة. وهناك قوم من "المثقفين" تعودوا الا يروا في المذاهب الاجتماعية والسياسية سوى "آراء" متنوعة، يتسلون "بتفنيظها"- كما يتسلى غيرهم بلعب الورق... ولا نهاية للتفنيط والرجوع الى اقوال الاولين والمتأخرين،، ولا غاية الا لذة التفنيط، وهم جلوس على مقاعدهم الثقيلة بجوار المراوح والمدافئ شتاءً، فاقدي الاحساس بكل ما يدب في المدينة من حولهم.. وهناك من لا يعرفون عن المعركة إلا اصطدام الدبابات واشتباك المقاتلات وزنة القنابل.. ولا يهمهم بعد ذلك أن يعرفوا لماذا اصطدمت هذه الآلات، وما هي الصراعات الاجتماعية العميقة التي بعثت الدبابات والمقاتلات والقنابل الى جبهات القتال. وحبة واحدة من الذكاء تكفي لأن ترينا بما يملأ العين ان هذه الحرب هي صراع قاس متشعب عنيف - اعنف ما عرف التاريخ - بين عناصر اجتماعية مختلفة الآمال والاطماع والاشواق.. وان نتيجة هذا الصراع لا تهم فقط شعباً او شعبين او ثلاثة، بل قد تقرر مصير العالم الى مدى اجيال.. وحبة اخرى من الذكاء تكفي لكي ترينا أن هذه الحرب هي أكثر من مجرد عراك بين بعض "الدول". ففي اوروبا المحتلة اليوم، وفي المانيا ذاتها، حروب اهلية كامنة بين طبقات تنتسب الى دول واحدة.. ولن يكون دور هذه الحروب صغيرا في تقرير خاتمة المعركة. واذا كنا قد اتخذنا - وسنتخذ دائما - موقف العداء الايجابي تجاه الفاشية على تعدد صورها، فذلك لأننا نمقت حقاً تلك العناصر- سواء في اوروبا أو في خارجها - التي تستند اليها العصابات الفاشية.. ونرى في انتصار هذه العناصرالنذير بمستقبل خانق ذبحت فيه كل كنوز الإنسانية العميقة التي اصبحت، في هذا العصر، غرام كل لب وذهن متنبه. ونحن نعرف ان العصابة الفاشية العالمية لا تنقصها القوة ولا تنقصها المهارة ولا تنقصها المؤسسات الضخمة ولا ينقصها الأعوان.. فليكن إذاً صراعاً طويلاً دامياً.. ولكنا من الايمان بالقوى الكامنة في الشعوب بحيث نرفض ان نيأس...". لا ابالغ حين اقول ان رمسيس يونان احد فرسان ثورة قامت ضد مخملية وانعزالية اكاديمية احمد صبري المسيطرة، كذلك ضد مدرسة يوسف كامل الذي نقل ما يطلقون عليه التأثيرية الفرنسية التي كان قد ولى زمانها بعد ان استنفذت اغراضها الفنية في بدايات القرن. كانت لحظة تاريخية حاسمة اسهم فيها فرسان المقدمة أمثال رمسيس يونان والأكثر شباباً فؤاد كامل ومحمود سعيد وزاملهم بموهبة خارقة الجزار وحامد ندا وسمير رافع الذي اختفى من الحركة التشكيلية رغم موهبته العالية - وكان حامد عبدالله فارس "المقدمة" الآخر رغم عدم انضوائه تحت اي جماعة او مدرسة واستكمل الطريق تحية حليم والمتفرد كمال خليفة. رغم كل ذلك سأفاجئكم بأنني لست متحمساً لإنتاج رمسيس يونان من اللوحات خلال مرحلته السريالية قبل السفر الى باريس في نهاية الاربعينات رغم احترامي الشديد لطهرية توريته وصواب تفكيره الذي طرحه وقاتل عليه، وكان لهذه الثورة فضل انحسار الضوء وتقليل بريق وسيطرة المخمليين والتزينيين والمنافقين في الفن، فأنا أفضل انجازات محمود سعيد والجزار وبعض حامد ندا من كل تلك الجماعة السريالية. يرحل رمسيس يونان الى باريس وهو يجيد الفرنسية ويترجم عنها ولا احد ينسى ترجمته لفصل من الجحيم لرامبو او كاليجولا لألبير كامو، يقيم في باريس ويعرض بجاليري دراجون عام 1948 وتتوقف معارضه الشخصية حتى عام 1958 بعد عودته الى القاهرة. لماذا؟. مع انه في مصر كان يعرض وينتج بشكل مستمر. يثار السؤال، واعتقد بأهميته، حلم باريسالمدينة الأم لكل فناني العالم ليس حقيقة، بيكاسو وجوان ميرو الاسبانيان نعم، كاندينسكي وشاجال الروسيان نعم، جياكوميتي السويسري نعم، لكن رمسيس فنان مصري، كذلك حامد عبدالله الذي عاش هو الاخر عشرين عاما في باريس دون المشاركة في الحركة التشكيلية الفرنسية. هل صُدم رمسيس يونان في احلامه بثورة عالمية تجعل خطابهم مشاركاً ومقتحماً وحالماً بعالم أفضل؟ هل صُدم بانحسار الحلم في مستقبل العالم بعد مناهضة النازية وانتهاء الحرب دون انتصار حاسم للديموقراطية كما نراها نحن ابناء الشعوب المستعمرة انذاك؟ هل التوقف عن العرض كان نتيجة لكل ذلك؟ اسئلة مثارة اعتقد انها ترجح احساسي الذي يدعوني الى الاعتقاد بأن رمسيس يونان صدم في حلمه الفرنسي بالإقامة في باريس. ثم تندلع حرب 1956 وتهاجم القوات الفرنسية والانكليزية بمشاركة قوات اسرائيل الوطن، يرفض الثوري الثائر اذاعة ما تمليه عليه الادارة الفرنسية تأثرا على ما يهين الوطن، وضد ما يعتقده وطني مثله. ويعود ليعطينا اجمل اعماله. كان ثروت عكاشة الذي اعطى التفرغ للفنانين اعطاه الله الصحة والعافية دوما، ويتفرغ رمسيس يونان وينتج لنا كنزا فنيا، واعمالا تضيف الى حركة الفن التشكيلي العربي منجزا متفردا، بل وسأقول ان هذه المجموعة من اللوحات قد اضافت الى فن القرن العشرين جديدا، تقف قامته عالية شامخة بجوار اعظم فناني العالم - لماذا انا متحمس كل هذا الحماس لهذه الأعمال؟. سأحاول تلمس الإجابة في الاجتهاد الذي سأطرحه عليكم. كان سيزان قد فتح الباب على مصراعيه للفن الحديث حين اصبحت لمسات فرشاته في العشر سنوات الاخيرة- وهي اهم سنوات انتاجه الفني- كل لمسة فيها تقول شيئا تشكيليا وتعبر عن جمال بصري تشكيلي رغم ان التعكز على الطبيعة كان مازال قائماً عنده. فعلها رمسيس يونان - دون التعكز على الطبيعة. بالطبع قد يقول قائل ان ذلك قد حدث ايضا في اعمال الخمسينات التجريدية في باريس وهذا حقيقي، لكن ما يجعل حماسي لمساهمة رمسيس يونان قائمة هو ان رمسيس يونان استطاع ان يضع عبق شرقيته في تلك اللوحات، بل وسريالية مضمرة ليست فجة ومعلنة عن نفسها، ولا هي سجينة تعاليم المدرسة السريالية باتباع "النظرية" ومحاولة اثباتها. في هذا طبيعة كل فن عظيم بل وكل فنان عظيم فالخروج على النظرية وكسر القانون هو احد شروط الفن التي لا هروب منها. قال البعض عن هذه اللوحات انها تجريدية وانا ارى انهم يخطئون كثيراً في تصنيفها هكذا. هذه الأعمال تكوّن مناظر من الطبيعة لكنها متخيلة او بشكل ادق هي لوحات ما اطلق عليه "طبيعة الفن". الا يذكركم هذا بزهور المحاياة التي لا يخطئ من يرى لوحتي في ان يقول هذه زهرة، لكنها غير موجودة في الطبيعة. اقول لمن يرى هذه المجموعة من اعمالي انها "زهرة الفن". رحل رمسيس يونان عن دنيانا عام 1966 وهو في اوج ازدهاره الفني. يقول ادوار الخراط في الندوة التي شاركنا فيها بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي "قتلوه يوم اجبروه في نهاية حياته على ان يأكل عيشه من الترجمة وبالصفحة كان هذا يوم ان سحبوا منه الفرغ وهو الاحق. فعلها هو في الفن وفعلوها "هم" ضد الفن، مثلما يحدث كثيرا ضد المبدعين والابداع، لا سامح الله من حرمه من التفرغ في اوج ازدهاره الشرس. ثروة فنية تركها لنا الفنان اذ اضفنا اليها كل اعماله السابقة بالاضافة الى انجازاته الفكرية في التأليف والترجمة لأصبح حينئذ من الضروري إقامة متحف لأعمال هذا الفنان الذي لا يتكرر امثاله كثيرا في اي بلد. هل نصدر كتابا عن اعماله وهو حلم زوجته التي تقدمت في العمر. همست لي في القاهرة منذ بضعة ايام قائلة في اسى: "انا لن اعيش الى نهاية الخليقة. ابتسمت. احسست انها تبكي. زارتني في باريس خلال اشرافي على المركز الثقافي المصري - شهور قلائل - حاملة اوراق الكتاب وتكلمت بحماس متصورة انها تحاول اقناعي. رحلت متباطئة متعثرة الخطوات بسبب عمرها. غامت عيناي بالدموع. سألني عبد المرضي لماذا؟ قلت: هذه السيدة البولندية تحمل جزءاً عزيزاً الى قلبي من تاريخنا، وانا لا املك القرار. * فنان تشكيلي مصر