يحاول الصرب إحداث انقسام ديني وطائفي بين الألبان من خلال إحراق بيوت المسلمين وممتلكاتهم واعفاء منازل الكاثوليك، ضمن مخططهم لإضفاء صبغة دينية على الصراع في كوسوفو، في تكرار للمخطط الذي نفذوه في البوسنة. ويأتي ذلك متزامناً مع تعمد السلطات الصربية دعوة النازحين الذين تجاوز عددهم 300 ألف شخص حوالى ربع السكان الألبان للعودة الى ديارهم على رغم انها تحولت الى أرض محروقة، ما اعتبره المراقبون ابتزازاً إعلامياً أمام المجتمع الدولي. وتفيد المعلومات ان المقاتلين الألبان يستبسلون في محاولة الاحتفاظ بآخر معاقلهم في قرية يونيك القريبة من الحدود مع البانيا في غرب الأقليم. وذكرت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية التي صدرت في بريشتينا امس ان "ألفي مقاتل ألباني وحوالى خمسة آلاف مدني يدافعون عن يونيك". وأوردت الصحيفة اسماء سبع قرى البانية قريبة من يونيك "تواصل القوات الصربية قصفها، ما اسفر عن سقوط العشرات من سكانها بين قتيل وجريح". ولاحظ صحافيون أجانب زاروا قرى "راموتس" و"فرانيتش" و"بيتس" و"دوبرليانا" و"فريتس" و"جدريل" في بلديتي جاكوفيتسا وديتشاني، ان القوات الصربية تعمدت "إحراق منازل سكانها الألبان المسلمين بينما بقيت ممتلكات الألبان الكاثوليك فيها سليمة". وأفاد هؤلاء الصحافيون بعد عودتهم الى بريشتينا، ان القوات الصربية لجأت الى دعوة السكان الكاثوليك في القرى التي تقتحمها الى عدم الفرار والتجمع في الكنائس "كي يتوافر لهم الأمان". وأعلن المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا ان القوات الصربية "أصدرت عفواً عن 32 مقاتلاً ألبانياً كاثوليكياً من بلدة راموتس بعدما استسلموا للقوات الصربية وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في التمرد الجنوني الذي يقوم به الألبان المسلمون". وأضاف المركز الاعلامي الصربي ان الاعفاء عن هؤلاء المقاتلين "جاء نتيجة استخدام المسلمين القوة في تسليح سكان القرى من الكاثوليك". ومعلوم ان الكاثوليك يشكلون نحو 25 في المئة من مجموع المنتمين الى الشعب الالباني. ووزعت الداخلية الصربية منشورات في انحاء كوسوفو خاطبت فيها السكان بالقول: "إن الارهابيين يسيطرون على قراكم ويرغمونكم على حمل السلاح ويستبيحون أعراضكم وينهبون أموالكم وللتخلص من هذا الكابوس عليكم الاتصال بأقرب مركز للشرطة لمساعدتكم في العودة الى منازلكم". مجاهدون عرب وفي الوقت ذاته، تسعى السلطات الصربية الى الادعاء بوجود "وحدات مجاهدين عرب تابعة لجيش تحرير كوسوفو". ونسبت قيادة هذه الوحدات الى مواطن خليجي يدعى عبدالله دوهيمي قالت انه ينسق مع مكتب للدعوة الدينية مقره عاصمة خليجية. وتقوم محكمة صربية في مدينة ميتروفيتسا شمال شرقي كوسوفو بمحاكمة ستة أشخاص بتهمة الانتماء الى مجموعة تعرف باسم "مجاهدو أبو بكر الصديق". وادعت الشرطة الصربية ان المعتقلين اعترفوا بأن مجموعتهم "تتكون من 70 عضواً ينتمون الى دول عربية إضافة الى البانيا ومقدونيا والبوسنة واسكوتلندا".