كرر وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسيفين ان السبيل الوحيد لتسوية الازمة مع اريتريا هو سحب القوات الاريترية من الأراضي الاثيوبية ثم الجلوس الى طاولة مفاوضات من اجل حل الخلاف الحدودي بين البلدين. وأضاف "لا يمكن للحكم الاريتري المضي في نهجه غير العاقل وفي اعتداءاته الدورية على الدول المجاورة مهدداً الأمن في المنطقة بأكملها". وقال مسيفين لپ"الحياة" لدى توقفه في باريس في اطار جولة على عدد من العواصم الأوروبية، انه شرح لوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ووزير التعاون شارل جوسلان الموقف الاثيوبي من الازمة مع اريتريا. وأضاف انه ألحّ على المسؤولين الفرنسيين لحض اريتريا والضغط عليها لحملها على قبول قراري منظمة الوحدة الافريقية ومجلس الأمن وسحب قواتها من الأراضي التي احتلتها في أيار مايو الماضي والتزام تسوية سلمية للأزمة. وأشار الى ان الهدف من جولته التي شملت، الى باريس، لندن وبون كما ستشمل روما وموسكو، هو تشجيع هذه الدول على دعوة اريتريا الى قبول القرارين. وعمّا اذا كان طلب من الفرنسيين التوسط في الازمة على غرار ما حصل خلال الازمة اليمنية - الاريترية على جزر حنيش، قال مسيفين انه لم يطلب مثل هذه الوساطة، نتيجة المساعي التي تقوم بها في هذا الاطار منظمة الوحدة الافريقية، وانه دعا الفرنسيين الى دعم هذه المساعي بشكل كامل ودعم القرار الصادر عن مجلس الأمن. وقال مسيفين ان الوضع يتسم حالياً بپ"هدنة موقتة، هشّة" لا تستند الى اتفاق ملموس بين طرفي النزاع، وأن السبيل الوحيد الى تسوية يكمن في سحب القوات الاريترية من اثيوبيا، مشدداً على اهمية عدم الخلط بين الخلاف الحدودي والاعتداء العسكري. وأضاف ان "اريتريا تنفرد بهذا النهج العدواني في المنطقة اذ اعتدت على اليمن وأرسلت قواتها لاحتلال جزر حنيش، ثم دعت اليمنيين الى التفاوض، ثم استفزت جيبوتي عبر اشتباكات حدودية ودعتها بعد ذلك للتفاوض استناداً الى وثائق وخرائط اعدتها مسبقاً، وها هي تكرر الامر ذاته مع اثيوبيا". النهج الاريتري ونفى مسيفين ان تكون اثيوبيا شجعت هذا النهج الاريتري في وقت من الاوقات، وقال ان بلاده "كانت اول من عرض القيام بمساع حميدة بعد احتلال جزر حنيش لتسوية الازمة سلماً"، وانه كان "أول من قام بزيارات مكوكية بين صنعاء وأسمرا لاقناع الطرفين بعدم اللجوء الى القوة". ورأى ان "العدوانية الاريترية تعود الى ان الحكم في اسمرا غير عقلاني وديكتاتوري لا حدود لطموحاته حتى ولو كان ثمنها زعزعة المنطقة بأكملها". وأشار الى ان مثل هذه الطموحات التي تفتقر الى اي اسس واقعية "قد تكون ناجمة عما يسمى بعقدة الرجل الصغير، الذي يريد ان يكون مظهره اكبر من حجمه الفعلي، في حين ان اريتريا لا تملك في الواقع الحد الادنى من المكونات المتوافرة لدى اي دولة فعلية، مثل الدستور او المؤسسات التمثيلية او الموازنة. والاجهزة القائمة لديها ليست سوى مجرد استمرارية لأجهزة حركة التحرير" الاريترية. وعن تعدد المساعي القائمة لتسوية الازمة، قال ان "مجمل هذه المساعي يتقاطع لحسن الحظ مع القرار الصادر عن منظمة الوحدة الافريقية ومجلس الأمن، والهدف منها واحد وهو حمل اريتريا على التزام القرارين، وادراك بأنه ليس في وسعها المضي في تجاوز القانون الدولي".