رغم الخروج المبكر لمنتخب المانيا من المونديال الفرنسي ربع النهائي أمام كرواتيا والخيبة التي رافقت عودة المنتخب الى فرانكفورت، لا يمكن التغاضي في هذه الظروف الصعبة التي يمر فيها ابطال العالم عن الانجاز الذي حققه لاعبهم لوثار ماتيوس. ماتيوس الظهير الحرّ في نادي بايرن ميونيخ 37 عاماً شارك في النهائيات للمرة الخامسة وهو رقم قياسي يحمله مع الحارس المكسيكي انطونيو كارباخال الذي شارك في نهائيات 50 و54 و58 و62 و66، مع التأكيد على أن تحقيق إنجاز ماتيوس أصعب لأنه لاعب ميدان وليس حارساً للمرمى. كما انفرد ماتيوس بالرقم القياسي لعدد المباريات التي خاضها لاعب في النهائيات وهو 25 مباراة. عام 1982 كان في سن ال 21 في مونديال اسبانيا خاض ماتيوس، عندما كان يلعب في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ، 52 دقيقة فقط علماً انه اقنع المدرب يوب درفال بضمه بعدما راقب النجم الارجنتيني دييغو مارادونا والنجم البرازيلي زيكو خلال الجولة التي قام بها المنتخب في اميركا الجنوبية قبل ثلاثة اشهر من المونديال. وفي النهائيات شارك في الفوز على تشيلي 4-1 وعلى النمسا 1-صفر ولم يشارك في النهائي الذي خسرته المانيا امام ايطاليا 1-3. وفي 1984، انتقل الى فريق بايرن ميونيخ وفرض نفسه اساسياً في المنتخب لا سيما بعد فشل رجال المدرب درفال في بطولة اوروبا في فرنسا حين خرجوا من الدور الاول. وفي نهائيات مونديال 1986، شارك في مباريات منتخب بلاده السبع في النهائيات وسجل هدف الفوز في الدور الثاني في مرمى المغرب قبل دقيقتين من النهاية، وراقب دييغو مارادونا في النهائي وقام بواجبه كما يجب، وعلق على الخسارة بعد سبعة اعوام: "لو لم ينم بريغل المدافع ونسي اعتماد التسلل لاحرزنا اللقب". يذكر ان الهدف الارجنتيني الثالث جاء اثر تمريرة متقنة من مارادونا الى بوروتشاغا بعدما كانت المانيا عوضت فارق هدفين في اربع دقائق. ولم يكن ماتيوس قد فرض نفسه قائداً للمنتخب ووجد نفسه وسط صراع قوى بين لاعبي بايرن ميونيخ رومينيغه واوغنتالر وايدير من جهة ولاعبي كولن شوماخر وليتبارسكي والوفس من جهة اخرى. وفي العام 1988 انتقل للعب في الدوري الايطالي بعد قيادته منتخب المانيا الى نصف نهائي كأس الامم الاوروبية على ارضها، فاكتسب اسلوب لعبه بعداً جديداً وجعل منه مدرب انترميلان جوفاني تراباتوني قائداً حقيقياً. وكان ماتيوس عند حسن الظن وقاد الفريق الى لقب بطل الدوري للمرة الأولى منذ زمن العام 1989 مع مواطنه بريمه. ومنذ تلك الفترة لم يحرز انترميلان لقب الدوري. ومع اقتراب موعد نهائيات المونديال الايطالي كان ماتيوس قد اكتسب الخبرة اللازمة لقيادة منتخب بلاده الى اللقب. واثبت ماتيوس انه "جنرال" فعلي وقدم المثل الاعلى لرفاقه في المنتخب وقدم افضل عرض له دولياً امام يوغوسلافيا في المباراة الاولى عندما سجل هدفين. وسجل ايضاً في مرمى الامارات 5-1 وفي ربع النهائي ضد تشيكوسلوفاكيا. واختير ماتيوس افضل لاعب في المونديال ونال الكرة الذهبية لافضل لاعب اوروبي في العام نفسه. وكان العام 1990 الأفضل في مسيرة ماتيوس من دون شك وخلف القيصر بكنباور في قلوب المشجعين الالمان. وفي العام 1993 تراجع ماتيوس من وسط الميدان لشغل مركز الظهير الحرّ وطالب بعودة المخضرمين فولر وبريمه الى المنتخب الذي يستعد للمشاركة في مونديال 1994 الاميركي فحصل على مبتغاه، لكن خلافات كثيرة بين اللاعبين أدت الى الخروج في ربع النهائي امام بلغاريا. وخاض ماتيوس المباريات الخمس في الدورة وتوقف رصيده عند 21 مباراة ليعادل بذلك الرقم الذي سجله كل من الالماني زيلر والبولندي زمودا والارجنتيني مارادونا. وكان ماتيوس يأمل في تقدم فريقه الى نصف النهائي ليضيف مباراتين الى رصيده لكن ذلك لم يحصل وظن الجميع ان الرقم سيبقى مشاركة بين اللاعبين الاربعة... الا ان ماتيوس كان له رأي آخر ونشبت خلافات كبيرة بين ماتيوس وكلينمسان الذي بات بعد المونديال الاميركي القائد الفعلي للمنتخب. وعارض كلينسمان عودة ماتيوس الى المنتخب الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة اوروبا 96 في انكلترا واستمع اليه المدرب فوغتس فظن كثيرون ان مسيرة ماتيوس الدولية انتهت. لكن لا وجود لكلمة يأس في قاموس ماتيوس الذي تابع اللعب لفريق بايرن ميونيخ وقاده العام 96 الى كأس الاتحاد الاوروبي والعام 97 الى بطولة الدوري الالماني وهذا الموسم الى كأس المانيا. ومع غياب ماتياس زامر عن المنتخب بسبب الاصابات المتكررة شغل اولاف تون مركز الظهير الحر دولياً الى ان اصيب قبل المونديال الحالي بشهر فاضطر فوغتس الى استدعاء ماتيوس الذي خاض موسماً مميزاً مع بايرن. وبعدما بدأ لأولاف ثون المونديال ضد الولاياتالمتحدة انتظر ماتيوس فرصته وحصل عليها في الشوط الثاني من المباراة الثانية ضد يوغوسلافيا عندما دخل وتمكن الفريق من تعويض فارق هدفين. واشرك المدرب ماتيوس اساسياً امام ايران ثم المكسيك واخيراً ضد كرواتيا. ومع الاندية احرز ماتيوس القاباً كثيرة منها لقبا الدوري الايطالي والالماني وكأس الاتحاد الاوروبي مع بايرن وانترميلان وكأس المانيا. وبعد الخسارة اصرّ ماتيوس على الاستمرار مع ناديه ومع المنتخب، لكن قد يكون الامر صعباً لان المانيا بحاجة الى بناء فريق جديد بدماء شابة، وماتيوس قد لا يكون ضمن مشاريع المدرب فوغتس او خليفته في حال لم يستمر الاخير مع المنتخب