قد يكون سرّ نجاح المانيا في سياسة الاستمرارية التي ينتهجها الاتحاد لا سيما في ما يتعلق في اختيار المدربين. فمنذ العام 1937 لم تعرف المانيا سوى خمسة مدربين هم سيب هربرغر وهلموت شون ويوب درفال وفرانتس بكنباور وبرتي فوغتس المدرب الحالي. وكل واحد من هؤلاء قاد المنتخب الالماني الى لقب كبير على الاقل، فكان هربرغر مهندس الفوز العالمي العام 54، وشون صمم لقب بطولتي اوروبا 72 والعالم 74، في حين كان درفال وراء اللقب الاوروبي العام 80، وبكنباور قاد الفريق الى اللقب العالمي العام 90. وبذلك لم تكن مهمة بيرتي فوغتس عندما استلم دفة المنتخب بعد مونديال 90، سهلة قط، اذ كان عليه التعامل مع لاعبين متوقع ان يفقدوا الحافز بعد لقب عالمي. وتمكن فوغتس من التعامل مع الوضع لكنه انتظر ست سنوات ليقطف ثمار جهده. قاد فوغتس في بطولة اوروبا 92 الفريق الذي ورثه عن بنكباور. وبعدها راح يبني "فريقه" استعداداً لمونديال 94 وجرب عدداً كبيراً من اللاعبين لكنه استدعى "لاعبي بكنباور" قبل بداية المونديال بقليل، فلم يتمكن "فريق العجزة" من التقدم اكثر من ربع النهائي فنال المدرب الانتقادات لخياراته وعدم الثقة بنفسه وبفريقه. ونفض فوغاس جلد الفريق وجاء بطقم جديد من اللاعبين من دون احداث ثورة كبيرة في التشكيلة وتمكن من تحقيق لقب غال في بطولة اوروبا 96 علماً ان المانيا عانت كثيراً من الاصابات وعقوبات الوقف خلال النهائيات لكن الارادة والتصميم قادتا الفريق الى اللقب. ولد فوغتس في 30 كانون الاول ديسمبر العام 1946، ولعب لفريق واحد هو بوروسيا مونشغلادباخ في مركز الظهير الايمن واحرز معه لقب الدوري الالماني اعوام 70 و71 و75 و76 و77 وكأس المانيا العام 73 ولقب كأس الاتحاد الاوروبي مرتين عامي 75 و79. ومع المنتخب الدولي احرز كأس العالم 74 وتوج بطلا لاوروبا العام 72. بدأ العمل مع الاتحاد الالماني فور اعتزاله في العام 1979 وعين في مناصب عدة ودرب منتخبات الفئات المختلفة، فاصاب نجاحاً مع منتخب الصغار وقاده الى لقب بطولة اوروبا العام 84 قبل ان يقود منتخب الشباب الى نهائي بطولة العالم للشباب في تشيلي العام 87. وارتقى ليشغل منصب مساعد فرانتس بكنباور مدرب المنتخب الاول واستلم دفة التدريب بعد الفوز باللقب العالمي العام 1990. وقاد المنتخب في اول استحقاق له الى نهائي بطولة الامم الاوروبية العام 92 في السويد لكنه وقع ضحية مفاجأة دنماركية في النهائي، وعرف الفشل للمرة الاولى في بطولة العالم 94 عندما خرجت المانيا في الدور ربع النهائي امام بلغاريا. وصمد في وجه الانتقادات بعد المونديال الاميركي وعرف ان منصبه مهدد في حال عدم تحقيق لقب بطولة اوروبا 96 فكان ان حققت المانيا اللقب ومانت لخطط المدرب دور كبير في ذلك فارتفعت اسهمه من جديد. وقد لا يملك فوغتس "الكاريزما" التي يتمتع بها سلفه فرانتس بكنباور الذي فرض نفسه كأفضل لاعب مرّ على المانيا، لكنه يقف امام فرصة كبيرة ليتفوق على القيصر ولو لمرة واحدة اذ في حال حقق اللقب العالمي سيكون فوغتس ثاني مدرب الماين يضم سجله لقبي بطولة العالم واوروبا سجل بكنباور يضم كأس العالم فقط.