حذر الرئيس المصري حسني مبارك اسرائيل من تغيير أوضاع القدس، واصفاً ذلك بأنه "لعب بنار لن تنطفئ". اما العاهل الأردني الملك حسين فأشار الى أن تغيير أوضاع المدينة من "أخطر القضايا التي تمس العلاقات العربية - الاسرائيلية". واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان القمة الثلاثية التي عقدت أمس في القاهرة "بداية لقمة عربية من أجل القدس فهي ليست عاصمة لدولة فلسطين فحسب، وانما هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام". ورفض بيان مشترك بعد القمة مشروع توسيع القدس، كما طرحته الحكومة الاسرائيلية أخيراً، وطلب القادة الثلاثة من اسرائيل "بالغاء المشروع فوراً وعدم اتخاذ أي اجراءات لتنفيذه" راجع ص . وبادرت اسرائيل أمس أ ف ب إلى رفض دعوة القمة الثلاثية لها بالتخلي فوراً عن مشروعها لتوسيع الحدود الإدارية لمدينة القدس مؤكدة ان هذا المشروع "لا ينطوي على أي معنى سياسي". وبدا واضحاً، إثر محادثات مبارك والحسين وعرفات، انهم يريدون اعطاء فرصة للجهود الأميركية "التي لم تتوصل بعد الى نتيجة نهائية" في ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. وحذر الرئيس المصري اسرائيل من "عواقب وخيمة في حال عدم تنفيذ الاتفاقات المبرمة" على المسار الفلسطيني ومن "عدم القدرة على السيطرة على الوضع في حال اندلاع العنف في الأراضي الفلسطينية"، مشيراً الى دخول الدبابات الاسرائيلية مناطق الحكم الذاتي و"ازدياد شحن الرأي العام العربي والإسلامي بفعل مهاترات اسرائيل". وقال مبارك في مؤتمر صحافي، بعد انتهاء القمة، ان "الوضع في الاراضي الفلسطينية متأزم وصعب، وأخشى استمرار الممارسات الاسرائيلية التي ستؤدي الى اندلاع العنف"، وزاد: "ليت حكومة اسرائيل تتفهم خطورة الوضع". واستنكر مبارك "استهانة" اسرائيل بالقمة الثلاثية، إذ كان متحدث باسم رئيس وزراء اسرائيل قال ان هذه القمة لن تنجح في تحريك عملية السلام وتستهدف الضغط على إسرائيل، وقال مبارك: "كلما زادت القمم زاد الوعي العربي والاسلامي ضد مهاترات اسرائيل". وعقّب عرفات بأن العرب "معتادون أن يسمعوا هذه العبارات التي يحاول الاسرائيليون بها استفزاز ليس الفلسطينيين فحسب، وانما استفزاز الأمة العربية كلها". ودعا مبارك الى ترك قضية القدس للمفاوضات حول الوضع النهائي. فيما شدد الملك الحسين على ان القدس "تهم المسلمين جميعاً والعرب والمسيحيين". قمة عربية وحول جهود عقد قمة عربية أكد مبارك انها ستعقد "عندما نصل الى طريق مسدود تماماً، ستعقد لأمر لا بد منه، لاتخاذ ما يمكن اتخاذه من اجراءات او تصرفات لمواجهة الموقف الناشىء عن تجميد عملية السلام. نحن نتدارس الأمور، ولا اعتقد ان الامة العربية سوف تتخلف عن هذا الاجتماع القمة لاتخاذ ما تراه من اجراءات". لكنه لفت الى ان المبادرة الاميركية "لم تصل الى نتيجة نهائية وعندما تفشل هناك المبادرة المصرية - الفرنسية التي لا نزال ننشطها، واذا لم نصل الى حل هناك اجتماع عربي وعلى مستوى عالٍ لبحث الموقف واتخاذ ما تراه القمة في هذا الشأن". ولفت مبارك الى اهمية الحوار مع انصار السلام من الاسرائيليين، وقال: "هذا امر ضروري لتوضيح ان السياسة الحالية للحكومة الاسرائيلية لن تؤدي الى استقرار من دون اعطاء الفلسطينيين حقهم". واعتبر عرفات عقد القمة الثلاثية بداية لقمة عربية عندما يتعلق الوضع بمدينة القدس "لأن السلام ليس مصلحة فلسطينية أو عربية ولكنه مصلحة إسرائيلية وعالمية". ورداً على سؤال عن مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في إطار عربي، أكد الملك الحسين "نعتبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس من مطالبنا الرئيسية والأساسية، لا نحيد عن هذا إطلاقاً". واضاف مبارك: "القدس لا تهم العالم الاسلامي فقط بل العالم المسيحي ايضاً كما تهم اليهودي ويجب الا تستأثر بها اسرائيل، هذا موضوع حساس"، وتابع الملك الحسين: "القدس من المواضيع التي يجب ان تبحث في الحل النهائي ... والملك الحسن الثاني، كما سمعنا من الرئيس عرفات، يفكر في دعوة لجنة القدس لبحث الوضع"