طهران - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - صعّد التيار الاصلاحي وأنصار الرئيس الإيراني محمد خاتمي لهجتهم في المواجهة مع المحافظين، بعد ساعات على اعلان خاتمي رغبته في عودة رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي إلى مزاولة مهماته في منصب رسمي. وكانت محكمة في طهران جردت رئيس البلدية من حقوقه التي تخول إليه تولي مناصب في الإدارة، لفترة عشرين سنة وقضت بسجنه 5 سنوات بعدما دين في قضية اختلاسات في البلدية. وفيما أعلن كرباستشي أمس عزمه استئناف الحكم، حمل وزير الداخلية الإيراني الجديد عبدالواحد موسوي لاري على المحافظين بسبب محاولاتهم "احتكار" السلطة. وتعهد السعي إلى تطبيق الاصلاحات التي وعد بها خاتمي. وأضاف مهاجماً المحافظين ان "الحرية ليست شيئاً تمنحه الحكومة أو المسؤولون. إنها حق. ومهمة الحكومة تقتصر على ضمان ألا يؤذي أحد هذا الحق". وزاد: "لا يمكن أن نمنح ترخيصاً لأحزاب سياسية ونلجأ بعدها إلى اغلاقها إذا كانت آراؤها تختلف عن آرائنا. ليس مهارة ألا نسمح بالكلام إلا لمن يتفق معنا". وكان المحافظون نجحوا في حجب الثقة عن وزير الداخلية السابق عبدالله نوري، لأنه سمح بتنظيم تجمعات سياسية وخفف القيود على الحريات. ولمح نوري أثناء احتفال في وزارة الداخلية لمناسبة تولي موسوي لاري مهماته إلى أن لاري وخاتمي مستعدان للمعركة، وقال: "كان هناك من يعتقد أن على الرئيس أن يتراجع عن وعوده الانتخابية، وأن يتوصل إلى مساومة، لكنه لم يفعل، واختار واحداً من أحسن الاشخاص المقتنعين برؤيته السياسية". وخلال الاحتفال كرر وزير الداخلية الجديد وسلفه دعمهما كرباستشي الذي حوكم أخيراً. ونقلت "وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء" الإيرانية الرسمية أمس عن خاتمي قوله أمام مجلس الوزراء الأحد: "بمعزل عن الجوانب القضائية والقانونية لهذه المحاكمة وبصفتي رئيساً للسلطة التنفيذية والحكومة، أحيي الخدمات التي قدمها كرباستشي". واعتبر الرئيس الإيراني ان رئيس البلدية أثبت من خلال عمله فيها تسع سنوات أنه "مبدع وفاعل". ولمح إلى ان روح "العدالة الإسلامية السمحة" قد تشمل كرباستشي ليعود فوراً إلى تولي منصب عام. واستدرك: "آمل في مرحلة الاستئناف ومن خلال الاستفادة من عدالة الإسلام السمحة، ومع وضع النظرة الشاملة المنتظرة من سلطات قضائية أعلى في الاعتبار، أن تستفيد الحكومة قريباً من خدمات هذا الأخ المحب للعمل، وهذا المدير المبدع". القرض الايطالي على صعيد آخر، منح مصرف "ميد يوبنكا" الايطالي قرضاً قيمته 2،1 بليون دولار إلى كونسورتيوم يضم ستة مصارف تجارية إيرانية مؤممة. ووقع وزير التجارة الخارجية الايطالي الغوستو فانتوتزي ووزير المناجم والمعادن الإيراني اسحق جهانغيري الاتفاق في طهران في حضور ممثلين عن البنك الايطالي والمصارف الإيرانية. ويأتي الاتفاق اثر الاجتماع الاقتصادي الإيراني - الايطالي المشترك الذي اختتم أمس، وسيساعد إيران في شراء مصانع جاهزة وخدمات ومعدات صناعية. ووقع الوزيران أيضاً "بروتوكول اتفاق" لاحياء التعاون الاقتصادي بين روماوطهران. وتعكس هذه الخطوات مزيداً من الانفراج في العلاقات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي. وسيزور وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين العاصمة الإيرانية قريباً.