لعلّ الطموحات التي حدت بشركة كازينو لبنان وبالتالي بالدولة اللبنانية الى إعادة تأهيل منشآت هذا المرفق السياحي الذي اكتسب شهرة قبل الحرب لما يحققه من مداخيل للخزينة العامة، لا تلغي اهمية المهرجانات الفنية والاستعراضات العالمية التي استضافها في السبعينات، وتعمل الادارة الحالية على استقطابها مجدداً لإعادة مسارح الكازينو الى عزّها السابق. فبعد عام وثمانية أشهر على انطلاق نشاط الكازينو، سجّل خطوات مهمة في المجالين السياحي والمالي على صعيد الرواد الزائرين والنتائج المالية التي سمحت لشركة الكازينو بتسديد الحصة السنوية للدولة من المداخيل والبالغة 20 مليون دولار اضافة الى تغطية دفعات من استحقاقات الدين في مواعيدها مع الفوائد. وتستعد الشركة حالياً لإدراج اسهمها في بورصة بيروت، وهي قيد التداول حالياً في السوق الثانوية ويبلغ سعر السهم 200 دولار أميركي. وأشار رئيس مجلس ادارة شركة كازينو لبنان حبيب لطيف الى ان "الشركة ومنذ انطلاق نشاطها نهاية عام 1996، تستمر بإنتاجها ومداخيلها على المستوى نفسه الذي بدأت به. واستقرت نسبة المداخيل من دون اي تراجع كما توقع البعض. اذ ان عدد الزوار الاجانب يرتفع مع مرور الوقت ومع تحسن البنية الاقتصادية في لبنان، خصوصاً مطار بيروت". واعتبر ان "قدرة هؤلاء الرواد على الصرف اكبر من قدرة الرواد اللبنانيين الذين يؤمّون الكازينو بين وقت وآخر". استقرار المداخيل وقال لطيف ان تقرير "ديلويت اند توش"، الشركة المكلفة مراقبة الحسابات والتدقيق فيها، عن اعمال العام 1997 "يظهر ان شركة كازينو لبنان دفعت ايرادات للدولة اللبنانية كحصة من المداخيل بلغت نحو 30 بليون ليرة لبنانية اي ما يعادل 20 مليون دولار اميركي. وسددت ايضاً مستحقات فوائد على القرض البالغ 50 مليون دولار اميركي المخصص لتمويل اشغال اعادة التأهيل زادت عن خمسة ملايين دولار. كما اتخذ الكازينو مؤونات لتغطية اعادة الاملاك الى الدولة اللبنانية في نهاية عقد الامتياز بعد 30 عاماً، اذ من شروط هذا العقد اعادة الكازينو بممتلكاته من ارض ومنشآت قائمة حالية وأخرى ستنشأ مستقبلاً وتجهيزات صالحة للاستعمال الى الدولة. لذا، كان على الشركة ان تأخذ من مداخيلها السنوية احتياطاً لتغطية قيمة هذه المنشآت ليحافظ على قيمة سهمه، عدا المؤونات الاخرى الضرورية والعادية. وبلغت مداخيل الشركة نحو 8.16 بليون ليرة ما يعادل 11 مليون دولار اميركي". وأوضح لطيف ان "شركة الكازينو عند انطلاقها لم تطلب من المساهمين زيادة في رأس المال ولم تأخذ اموالاً رسمية او غير رسمية بل وفرت التمويل عن طريق اصدار سندات دين اداره المصرف اللبناني - الفرنسي بقيمة 50 مليون دولار". وأشار الى ان "الشركة دفعت في شباط فبراير 1998 من اصل الدين مبلغ 2.4 مليون دولار وستسدّد في آب أغسطس المقبل مبلغ 2.4 مليون دولار". ورجّح ان "يسمح التدفق النقدي نهاية السنة الجارية بتسديد قيمة كبيرة من هذا الدين قبل استحقاقه"، متوقعاً ان "تحقق السنة 1998 نتائج مالية تعادل تلك المسجلة في العام الماضي ان لم تكن افضل بقليل". فندق درجة ممتازة وعلى رغم ان شركة كازينو لبنان انجزت تأهيل كل المنشآت العاملة، الا ان المشروع المتكامل لم ينجز بمراحله النهائية بعد، اذ يلحظ ايضاً بناء فندق من الدرجة الممتازة اعدت دراسته النهائية "دار الهندسة - شاعر ومشاركوه"، وكان يفترض المباشرة بتنفيذ اشغاله، الا ان تنفيذ المشروع، بحسب لطيف، اعترضه تخطيط وضعته الدولة باستملاك طريق تمرّ ضمن املاك الكازينو التي ستصبح بعد 30 عاماً ملكاً لها". وأضاف ان "هذا الطريق ربما يدفع الى اعادة النظر في موقع اقامة الفندق. وتعالج دار الهندسة الاستشاري لشركة الكازينو هذا الموضوع مع المديرية العامة للتنظيم المدني والمراجع المختصة. وعند الانتهاء من هذه المعالجة سينظر مجدداً في وضع بناء الفندق". وأشار لطيف الى ان "بناء الفندق يكلّف 20 مليون دولار وسيضم بين 150 و200 غرفة". ولن تقتصر خدمات الكازينو على هذه المنشآت بل ستنفذ مشاريع اخرى في المستقبل، منها مسبح ومرفأ لليخوت وتوسيع بعض الصالات واحياء مطاعم متعددة الجنسية. يذكر ان كازينو لبنان مجمع سياحي متكامل، يملك امتيازاً يحصر فيه كل انواع الألعاب. كما انه يضم مطاعم ومسارح تقدم الاستعراضات الفنية والثقافية. وقال لطيف ان "الايرادات التي تحققها الألعاب تسمح بإحياء مسرحيات ثقافية وغنائية ذات مستوى عالٍ لأن مثل هذه النشاطات لا تجني عادة الربح الكافي لتأمين تكاليفها المرتفعة". الاستعراضات العالمية وعُرف كازينو لبنان في السابق باستعراضات فنية شهيرة احياها شارلي هانشيز، وتعمل الادارة الحالية الآن على استعادة هذا المستوى من الاستعراضات من خلال الافساح في المجال امام محققي هذا النوع من الاستعراضات من اجانب ومحليين للتقدم بعروضهم لإحياء مهرجانات تحمل المستوى الذي اشتهرت به في الماضي. علماً ان هذه الاستعراضات بدأت في مستوى معقول ثم تطورت الى ان وصلت الى المستوى العالمي في السبعينات. والبنية الاساسية لعودة هذه المهرجانات اصبحت جاهزة بإعادة بناء صالة السفراء المزودة بأحدث التجهيزات العالمية على ان يطوّر الاستعراضات تدريجاً لتحقيق المستوى المطلوب لاحقاً.