اللجنة اللبنانية لمهرجانات صور والجنوب، دعت مساء أول من أمس الى لقاء موسيقي أطلقت عليه شعار "الليلة التراثية الفنية المصرية" بمشاركة الفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة الموسيقى العربية في مصر. غير أن الترتيب الفني لم يأتِ موازياً للنوايا الحسنة، فهندسة الصوت كانت شبه معدومة، إذ راحت الباقة الصوتية تتشرذم، تارة أعلى مما تحتمله الأذن وطوراً بما يكفل شك المستمعين بقدراتهم الطبيعية على السماع. في الجزء الأول أجهد الحضور نفسه للتورّط في معزوفات كلاسيكية من الأربعينات والستينات قدمتها بجدارة، ولكن من دون حرارة أو اضافة تذكران، فرقة الموسيقى العربية بقيادة صلاح الدين غباشي. ولم تتحرّك الصالة في انفعال ملحوظ إلاّ في الجزء الثاني مع الفرقة القومية للفنون الشعبية التي افتتحت برنامجها برقصة الشمعدان. وهي تعتمد ظهور الراقصات وعلى رؤوسهن تيجان تحمل شموعاً مضاءة. بعدئذ قدمت الفرقة موشح القدود الحلبية معزوفاً في مقاربة تطريبية تعتمد التكرار والتطويل. ثم أعلن مقدم البرنامج ان رغبة الفرقة في جمع التراث الفولكلوري العربي دفعتها الى التدرب على رقصات عدّة بينها الدبكة اللبنانية، ما أثار ترقب الجمهور وحماسته. والواقع أن الأداء الكوريغرافي وألوان الملابس واتقان الراقصين والراقصات للخطوة البعلبكية عناصر سمحت بنجاح هذه الوصلة. وكان لا بدّ من دخول الزغاريد في المشهد حين اندفعت الراقصات بألوان شديدة التنوع والبريق لأداء وصلة مستوحاة من العرس الشعبي. وأذهل الجمهور الى حدّ التصفيق الحاد، مشهد كوميدي على ايقاع الطبل والمزمار البلدي: قزمان متماسكان يتصارعان بضراوة وغير مرّة يتعرضان للسقوط عن خشبة المسرح، ثم يسقطان بالفعل وعندما يصعدان من جديد إذا بهما ينفضّان عن راقص واحد! قبيل نهاية الأمسية بتحية للقدس أعلن مقدم الحفلة عن تسليم درع وزارة الثقافة المصرية الى السيدة رندة برّي، رئيسة مهرجان صور، والى وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة اللبناني جان عبيد. سلّم الدرعين سفير مصر في لبنان عادل الخضري، ثم اتخذت الأمسية منحى ميلودرامياً للختام.