يصل اليوم الى الجزائر وفد من الأممالمتحدة برئاسة الرئيس البرتغالي السابق ماريو سواريش في "مهمة استطلاعية" تستغرق اسبوعين. ويتوقع ان يبحث الوفد في وضع حقوق الإنسان في الجزائر. ويتزامن وصول الوفد مع الاجتماعات التي تعقدها اللجنة الخاصة لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة في جنيف للبحث في سجل الجزائر الحقوقي. ويضم الوفد الدولي ست شخصيات دولية معروفة اختارها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في الثاني من تموز يوليو الجاري. ومن المقرر ان يقدم الوفد، في ختام مهمته، تقريراً الى انان عن حصيلة الزيارة. وكانت الجزائر التي بادرت بتوجيه الدعوة الى زيارة الوفد، وعدت بتسهيل الاتصالات التي يود اعضاؤه اجراءها. لكنها شددت على ان الاتصالات لن تشمل سوى الاحزاب والهيئات "الشرعية"، اي انها ستستثني قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة. وفي هذا الإطار أصدرت منظمة "هيومن رايتس واتش" التي تُعنى بالدفاع عن حقوق الانسان بياناً أمس رحبت فيه بزيارة وفد الاممالمتحدة. لكنها قالت ان الزيارة يجب ان "تركّز على موضوع حقوق الانسان" اذا كان لها ان تنجح. ولاحظت ان وفد الأممالمتحدة هو الاول من نوعه الذي تسمح الجزائر به منذ اعلنت مفوضة حقوق الانسان في الأممالمتحدة ماري روبنسون العام الماضي ان "المجتمع الدولي لديه اهتمام مشروع بوضع حقوق الانسان في الجزائر". وقالت ان على الأممالمتحدة ان توضح ان زيارة وفدها هذا لا تعني الاستغناء عن ارسال وفد من مقرري المنظمة الدولية في موضوع القتل خارج نطاق القانون والتعذيب. كذلك أصدر رئيس البعثة البرلمانية في الجبهة الاسلامية للانقاذ السيد أنور هدام بياناً أمس رحّب فيه بزيارة الوفد. وقال انه يود ان يرى اعضاء الوفد يتصلون بقطاعات الشعب الجزائري المختلفة بما فيها قادة "الانقاذ" وعلى رأسهم الشيخ عباسي مدني والشيخ علي بن حاج. وأكد ان حزبه "حزب سياسي لا يؤمن بالعنف". واعتبر ان رفض الحكم الجزائري انشاء لجنة تحقيق، محلية او دولية، في المجازر التي شهدتها البلاد، "شهادة على رغبته في إطالة دوامة العنف". وفي جنيف رويترز، ا ف ب، أعلن أمس مندوب الجزائر في مقر الأممالمتحدة السيد محمد الصالح دمبري ان بلاده اعطت موافقتها على زيارة وفد رفيع من منظمة الصليب الاحمر الدولي للجزائر. وستكون هذه الزيارة التي ستتم في تشرين الأول اكتوبر المقبل الزيارة التفقدية الأولى من نوعها يقوم بها الصليب الاحمر للسجون الجزائرية منذ 1992. وأوضح دمبري ان الزيارة كان مقرراً ان تتم في تموز يوليو الجاري. غير ان ناطقة باسم الصليب الاحمر في جنيف قالت ان هذه المنظمة لم تتبلغ بعد رسمياً الموافقة الجزائرية على زيارة الوفد وتفقده السجون الجزائرية. وكان دمبري عزا أول من أمس امام لجنة الاممالمتحدة لحقوق الانسان، مسؤولية المشاكل المتعلقة بهذه الحقوق على اراضي الجزائر الى الارهاب، ودعا المجتمع الدولي الى "تضامن فعلي" لمكافحة هذه الآفة.