ارتفعت وتيرة الوضع الأمني في الجزائر في الساعات الماضية وسُجّل قصف على مدينة البليدة، جنوب العاصمة، مما أدى الى سقوط عدد من الجرحى. وتزامن هذا التصعيد مع بدء وفد دولي من الصليب الأحمر زيارة للجزائر يتفقد خلالها بعض السجون. وكانت السلطات الجزائرية وافقت على استقبال الوفد في تموز يوليو الماضي قبل اسابيع من زيارة وفد الأممالمتحدة برئاسة الرئيس البرتغالي السابق ماريو سواريش. ويتوقع ان تكون السلطات الجزائر تُعد حالياً برنامجاً للوفد لتفقد بعض السجون، وكذلك لزيارة مخيمات للاجئين الافارقة على حدود الجزائر - مالي. وكانت الزيارة الأخيرة لوفد من الصليب الأحمر للجزائر تمت في 1992. في غضون ذلك، أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء تيارت غرب 51 حكماً بينها 30 بالاعدام غيابياً في حق "ارهابيين" متشددين اسلاميين، و31 حكماً بالسجن بين ثلاث سنوات و20 سنة مع التنفيذ ل 21 آخرين. وصدرت هذه الاحكام في وقت نجحت قوات الأمن في اعتقال اكثر من 30 شخصاً بتهمة المشاركة في تنفيذ انفجار في مدينة تيارت في منتصف ايلول سبتمبر الماضي مما ادى الى سقوط 34 قتيلاً. وكتبت رويترز، أ ف ب صحيفة جزائرية امس ان اسلاميين متشددين قصفوا مدينة البليدة الحصينة ست ساعات متواصلة. وذكرت "ليبرتي" ان المتشددين المتحصنين في جبال الشريعة التي تشرف على البليدة قصفوا المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة والتي تضم ثكنات عسكرية عدة. واضافت ان ثماني قذائف على الاقل سقطت على المدينة التي يقطنها نحو 700 الف شخص مما ادى الى "جرح عدد" من الاشخاص. وقالت ان القصف بدأ بعد ظهر الاحد واستمر ست ساعات حتى حلول الليل. ولم يصدر اي تأكيد رسمي لانباء القصف. كما لم تؤكد التقرير جهة مستقلة. وقصف متشددون اسلاميون متمركزون في منطقة جبلية قريبة من البليدة المدينة ست مرات على الاقل عامي 1996 و1997. وقالت صحيفة "لو كوتيديان دوران" ان القوات الحكومية قتلت 38 اسلاميا متشددا على مدى الايام الاربعة الماضية في ولاية سعيدة على بعد 330 كيلومترا جنوب غربي العاصمة. وذكرت صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك" ان قنبلة انفجرت الاحد في موقع عمل تابع لشركة الكهرباء الحكومية سونيلغاز في ولاية بجاية على بعد 220 كيلومترا شرق العاصمة مما ادى الى مقتل عامل وجرح آخر.