طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن وفد "الترويكا" الأوروبية الى طهران أمس انه لمس تغيراً في المواقف الايرانية، مؤكداً اقتناعه بأهمية "تحسين العلاقات" بين الجمهورية الاسلامية والدول ال 15 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و"استجابة مؤشرات مشجعة" ايرانية. وطلب الوفد التخلي عن فتوى كان اصدرها الإمام الخميني باهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي. واللافت ان محادثات الوفد في طهران، والتي شكلت عملياً معاودة للاتصالات بين الجانبين ستنقلها الى "الحوار الشامل"، شملت قضايا أمنية الى الأوضاع في الخليج والعراق وافغانستان وأزمة كوسوفو. في الوقت ذاته تراجعت السلطات الايرانية عن قرارها رفض السماح لمصارعين ايرانيين بالمشاركة في دورة "النيات الحسنة" التي بدأت في نيويورك أول من أمس. والتقى وفد "الترويكا" الأوروبية الذي يرأسه الأمين العام لوزارة الخارجية النمسوية البيرت روهان أمس وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، وصرح روهان بعد الاجتماع بأن المحادثات التي استمرت يومين كانت "خطوة أولى في عملية طويلة يجب أن نزيد عبرها تحسن العلاقات" الأوروبية - الايرانية. وزاد ان الاتحاد الأوروبي "لمس تغيراً" في مواقف ايران منذ انتخاب الرئيس محمد خاتمي و"كل هذه مؤشرات مشجعة نريد استجابتها. نعتقد اننا على الطريق الصحيح والأمور ستتحسن" بين الجانبين. وأوضح ان المحادثات تطرقت الى كل المواضيع التي رغب الجانبان في إثارتها. وامتدت المحادثات أول من أمس سبع ساعات، وشارك فيها نائب وزير الخارجية الايراني مرتضى سرمدي الذي أكد طرح الوفد موضوع رشدي. ونقل التلفزيون الايراني عن سرمدي قوله ان بلاده تنظر الى المسألة باعتبارها "نتيجة لصراع الحضارات، وتدعو الى تفادي اهانة الأديان والحضارات". وكان ذكر أن المحادثات مع الوفد تشكل تحولاً في سياسة الاتحاد الأوروبي السابقة التي اعتمدت "الحوارالنقدي" مع ايران، فيما أفاد ديبلوماسيون ان النقاش شمل قضايا عدة بينها التعاون الاقتصادي ومسائل أمنية، بالاضافة الى ملف حقوق الانسان في ايران والاتهامات الموجهة اليها بالسعي الى امتلاك أسلحة دمار شامل. معروف ان العلاقات بين طهران والاتحاد شهدت أزمة حادة العام الماضي بعدما دانت محكمة في برلين القيادة الايرانية بالضلوع في اغتيال أربعة أكراد معارضين ايرانيين في المدينة. وسحبت دول الاتحاد سفراءها من طهران لفترة. وبثت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الايرانية أمس ان الوفد الأوروبي طلب من طهران اسقاط مكافأة مقدارها 2.5 مليون دولار خصصتها مؤسسة دينية ايرانية غير رسمية لمن ينفذ الفتوى باهدار دم رشدي، فيما وصف سرمدي اجواء المحادثات بأنها "ايجابية". لكن الاذاعة الايرانية حضت ضمناً على عدم الافراط في التفاؤل مشيرة الى أن مستقبل العلاقات مع أوروبا ما زال "غير واضح".