قبل ساعات من اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس أبو مازن الذي عقد مساء أمس في تل ابيب، أعلنت إسرائيل إحباط عملية "كبيرة" لتفجير شاحنة مفخخة في القدس الغربية. في الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استعداده لمحادثات متواصلة مع الفلسطينيين "تستمر ليلاً نهاراً" من أجل التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى "تقليص حجم الأرض التي ستعطى للفلسطينيين وتحسين شروط الأمن" لإسرائيل. راجع ص3 وفي القاهرة، أكد الرئيس حسني مبارك أن دور القمة العربية الناجحة هو إصدار قرارات مؤثرة، وقال: "أرفض أن تكون القمة العربية تظاهرة إعلامية". وشدد في حديث إلى "وكالة أنباء الشرق الأوسط" على أن المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر لإنقاذ السلام ليست بديلاً عن المبادرة الأميركية، مشيراً إلى أن "هذه المبادرة تهدف إلى دعم الدور الأميركي في عملية السلام". ورفض بشدة ممارسة أي ضغط على الفلسطينيين، مؤكداً أنهم أصحاب القرار. وأعلن مبارك أنه سيلتقي قريباً الرئيس حافظ الأسد في القاهرة، وسيجتمع مع الرئيس التركي سليمان ديميريل في أنقرة. ودعا نتانياهو الأردن إلى المساهمة في تحريك عملية السلام خلال استقباله في القدس نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية جواد العناني. وأفاد بيان لرئاسة الحكومة أن رئيس الوزراء قال للعناني إنه "مصمم على إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق، ومصمم على مفاوضات متواصلة" معهم. وأوضح العناني أنه أراد "تقويم وضع عملية السلام بالاستماع إلى مواقف الطرفين"، مشيراً إلى أن الأردن لا يقوم ب "وساطة بين إسرائيل والفلسطينيين". إلى ذلك، اتهم نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات إسرائيل ب "افتعال" ما أعلنته عن إحباط تفجير شاحنة مفخخة من أجل إفشال محادثات موردخاي - "أبو مازن". وقال نتانياهو قبل الاجتماع إن وزير الدفاع الإسرائيلي يحظى بدعمه الكامل في محادثاته مع الفلسطينيين، في إشارة إلى الأنباء التي تحدثت عن تقييد رئيس الوزراء التفويض الممنوح لموردخاي في شأن المفاوضات. ودعا نتانياهو الفلسطينيين إلى "محادثات مكثفة على أعلى المستويات" للتوصل إلى اتفاق، قال إن إسرائيل تريده في أقرب وقت، مشيراً إلى تعهد حكومته "تنفيذ اتفاقات أوسلو على رغم المسائل المعقدة فيها، والتي أثارت بعض الاشكالات، وذلك على أساس تقليص حجم الأرض التي ستعطى للفلسطينيين وتحسين شروط الأمن" لإسرائيل. وتابع نتانياهو انه مستعد للانخراط في محادثات مستمرة ليلاً نهاراً مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه "في حال التوصل إلى اتفاق جيد معهم مبني على أساس التبادلية والأمن، لن يكون هناك أي اعتبار ائتلافي" بالنسبة إلى حكومته. وتنصل نتانياهو من الرد على سؤال عن المدة التي ستستغرقها المفاوضات وإن كانت ستنتهي قبل بدء البرلمان الإسرائيلي الكنيست اجازته نهاية الشهر، علماً أنه يتوجب تصويت الكنيست على الاتفاق مع الفلسطينيين قبل تنفيذه. وذكر نتانياهو أنه لم يفكر في هذه القضية "التقنية"، مضيفاً أن المهم هو التوصل إلى الاتفاق