أعلنت سورية أمس رفضها عقد قمة عربية في الوقت الراهن ما دامت قرارات القمة العربية الأخيرة "لا تزال تنتظر التنفيذ" في شأن وقف التطبيع مع إسرائيل. وقالت: "إننا لسنا في حاجة إلى قمة جديدة بقدر ما نحن في حاجة إلى سياسة واضحة تجعل المخطئ يتراجع عن خطأه"، في إشارة إلى الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وفي لندن اجتمع المنسق الأميركي لعملية السلام أمس مع مسؤولين فلسطينيين للبحث في سبل تحريك عملية السلام. وحمل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وصل إلى مسقط أمس، على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعدم تنفيذها الاتفاقات الموقعة، وبحث مع السلطان قابوس بن سعيد في موضوع عقد القمة العربية واتفقا على ضرورة الاعداد الجيد لها. تفاصيل ص 3 وجاء في تعليق بثته أمس "الوكالة السورية للأنباء" سانا أن دمشق أوضحت "ان المواطن العربي يريد قمة عربية حقيقية وفاعلة قادرة على إلزام الأطراف العربية كافة بمقرراتها وبانتهاج السبل الكفيلة بالضغط" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وزادت ان المواطن العربي "الذي يشعر بالقهر والإذلال من الحال التي وصلنا إليها بسبب توجيه الطعنات للتنسيق العربي منذ مؤتمر مدريد، لا يريد انعقاد القمة لمجرد الانعقاد أو للتغطية على الانفراد والتفرد والتسلل سراً إلى عواصم العالم لعقد صفقات من وراء ظهر الأمة". وأفادت "ان هذا الاسلوب اثبت فشله ولا معنى تالياً لتشبث أصحابه به". وتابعت "سانا" في تعليق سياسي استثنائي: "نحن لسنا في حاجة إلى اجتماع قمة جديد بقدر حاجتنا إلى الموقف والسياسة الواضحة اللذين يجعلان المخطئ يتراجع عن خطأ ويجبران الواهم على الاستفاقة على صوت صفعات نتانياهو التي وجهها أولاً إلى الذين راهنوا على امكان تغيير سياسته بالتنازلات واللقاءات العلنية والسرية"، مشيراً إلى أن قرارات قمة القاهرة "لا تزال تنتظر التنفيذ"، لذلك فإن العرب "ليسوا في حاجة إلى قرارات جديدة فأمامهم جملة قرارات لو طبقت لكان الوضع العربي برمته غير ما هو عليه الآن ولشهدنا موقفاً أميركياً وأوروبياً مختلفاً" وتساءلت: "هل نحن في حاجة إلى قرار جديد لا يلتزم؟". وتكتمت واشنطن امس على تحركات منسق الجهود الاميركية في عملية السلام في الشرق الاوسط السفير دنيس روس، وسط أنباء أكدتها مصادر ديبلوماسية غربية في لندن ومصادر فلسطينية في غزة عن اجتماع روس امس في العاصمة البريطانية مع كل من امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السيد أحمد قريع ابو علاء. وعلمت "الحياة" ان اجتماع لندن عقد بناء على طلب من واشنطن لاطلاع الجانب الفلسطيني على ما طرأ من مستجدات في الموقف الاسرائيلي من المقترحات الاميركية لتحريك عملية السلام. وامتنع البيت الابيض الاميركي امس عن التعليق على نبأ اجتماع لندن فيما قال مسؤول في الخارجية الاميركية ردا ًعلى سؤال عن الموضوع "لا تعليق". وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي امس من ان فشل الحكومة الاسرائيلية في تحديد مساحة أراضي الضفة الغربية التي ستسلمها للسلطة الفلسطينية قد يفجر أعمال عنف، وقال في الكنيست ان "الافتقار إلى القرارات قد يؤدي الى مواجهة وعنف ويتعين توقعهما". واضاف وزير الدفاع الاسرائيلي الذي اجرى محادثات مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة اول من امس انه يعتقد ان من الممكن تحقيق تقدم في محادثات السلام على الرغم من الجمود الحالي. وفي واشنطن، سئلت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت عن تصريح السفير الأميركي لدى إسرائيل إدوارد ووكر بأن الإدارة ستتخذ قرارها خلال أيام وليس أسابيع في شأن مصير جهودها لإحياء عملية السلام، فقالت في مؤتمر صحافي أمس: "تجرى الآن محادثات بناءة بطرق مختلفة. واعتقد ان بعض هذه المفاوضات مفيد وبناء، ولكنني قلت مراراً اننا سنتابع المحادثات إذا كانت بناءة وسأكون أول شخص يعلن أنها غير بناءة عندما أشعر بذلك، وسأتخذ هذا القرار في حينه، ولن أحدد موعداً زمنياً لكن ذلك سيكون قريباً. إنها مسألة لن تستمر طويلاً". وكان السفير الاميركي لدى اسرائيل قال أمس الاربعاء ان الولاياتالمتحدة تنتظر قراراً اسرائيلياً في شأن انسحاب من الضفة الغربية في غضون أيام، لا اسابيع، كما أوحى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأوضح السفير انه برغم ان الولاياتالمتحدة لم تحدد لاسرائيل موعداً نهائياً لقبول اقتراحها انسحابا اسرائيليا من 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية "فإن المدى الزمني قصير جداً". وزاد ووكر ان الولاياتالمتحدة ستتخذ عما قريب قرارا في شأن ما اذا كانت ستواصل مبادرتها السلمية، وقال: "انه القرار سيتخذ في غضون أيام وليس أسابيع، أما في أي يوم أو ساعة بالتحديد فلا أدري. الأمر يعتمد على مدى التقدم".