كشفت مرسيدس-بنز الثلثاء الماضي الصور الرسمية الأولى للجيل الجديد من موديل "إس" الذي يمثّلها في أعلى قطاعات السيارات السياحية حجماً وتجهيزاً. وأول ما يبرز في الموديل الجديد الذي سيُطلق في معرض باريس الدولي للسيارات في تشرين الأول أكتوبر المقبل، هو تحاشي الماركة الألمانية هذه المرّة الضجةَ التي أثارتها ضخامة الجيل الحالي من الموديل عند إطلاقه في آذار مارس 1991 ما دفع الصانع الى الإسراع بتنحيفه تجميلياً في آذار/مارس 1994، وتحوّله خصوصاً لدى حركات حماية البيئة الى رمز لكثرة الإستهلاك ولتلويث البيئة، على الرغم من شبه الإجماع على ريادته في أعلى هرمية السيارات الفخمة العليا. لذلك لا يكتفي الجيل الجديد الذي عُرف حتى الآن برمز "دبليو 220" بتشكيلة من التجهيزات التي سيتوافر بعضها للمرّة الأولى في أي سيارة في العالم، بل سيتمتّع بمقصورة أكبر من الحالية ب17 ملم وفي هيكل أقصر من الحالي ب75 ملم، وفي تصميم لا يخجل إطلاقاً من دمج الرزانة والجدّية الضروريتين في هذا القطاع، مع طابع رشق يبدو جاهزاً بإستمرار للنهوض. وفي صيغة الهيكل الطويل، سيزيد طول المقصورة 37 ملم عن الصيغة الحالية الموازية لها. ولئلا تنحصر الرشاقة بالجانب التصميمي، سيهبط إستهلاك المحرّكات التي ستتوافر أولاً بصيغ الأسطوانات الست V، 2.3 ليتر/224 حصاناً أو الثماني V، 3.4 ليتر/275 حصاناً أو 0.5 ليتر/306 أحصنة، قبل إنضمام الأسطوانات ال12 أواخر 1999، بين 13 و17 في المئة عمّا في المحرّكات الحالية، وبنسبة 7 في المئة إضافية مع محرّك الأسطوانات الثماني بفضل تقنية وقف البخ أوتوماتيكياً عن بعض الأسطوانات عندما يُطلَب من المحرّك بذل نسبة بسيطة من قدراته. وستتماشى إنبعاثات العادم مع متطلّبات ولاية كاليفورنيا للسيارات ذات الإنبعاثات الفائقة التدني ULEV, Ultra Low Emission Vehicles. بعد الرشاقة التصميمية والحجمية والإستهلاكية، تكتمل الحلقة بتقنيات تخفيف الوزن حتى هبط معدّل وزن كل من الفئات نحو 300 كلغ عن الحالية الموازية لها، علماً بأن الجيل الجديد يأتي أغنى تجهيزاً من سابقه إذ يضم مثلاً الستارة الهوائية التي تحمي الرؤوس من الإصطدام بالنوافذ أو بإطار السقف، إضافة الى الوسادات الأمامية والجانبية المتدنية والأخيرة تحمي الجسم من الورك الى الكتف ووسائل منع الإنزلاق وضبط الثبات المعروفة في موديلات أخرى لدى الصانع، ومنها برنامج الثبات الإلكتروني إي إس بي ونظام دعم الكبح بي آي إس. ومن التحديثات التي سيتميّز بها الموديل عالمياً يُذكر نظام "ديسترونيك" Distronic الذي لا يكتفي بضبط السرعة عند المجال المطلوب، بل يحفظ مسافة آمنة بإستمرار عن السيارة المتقدّمة. أما نظام الملاحة الإلكترونية فهو يأتي مدمّجاً في نظام متكامل يشمل معه التلفون والراديو والتلفزيون. إضافة الى تلك التجهيزات ستحظى "إس" الجديدة بنظام يُغني عن المفتاح التقليدي للفتح والإيصاد ولتشغيل المحرّك، كما تُجهّز المقاعد بنظام تهوئة داخلية مع ظهر يتأقلم مع شكل الجسم لزيادة الراحة في الرحلات الطويلة، خصوصاً مع نظام التعليق الهوائي الضغط تجهيز أساسي في مختلف الفئات وذي التخميد المتغيّر القسوة واللين إلكترونياً حسب القيادة والطريق.