بدت الحلقة الأخيرة من برنامج «كلام الناس»، وقد حملت عنواناً جريئاً هو «ماذا لو سقط النظام السوري؟»، مختلفة عن سائر الحلقات السابقة، في طريقة معالجتها القضية المطروحة للنقاش. فلعلها من المرات النادرة يتحول الاستوديو إلى منبر مفتوح بين المتحاورين في الداخل والخارج من خلال الإعلامي مارسيل غانم الذي أدى كعادته في برنامجه على شاشة «أل بي سي» دور المحرض والمهدئ والجامع بين الآراء المختلفة حتى التناقض في أحيان. كانت الفكرة فتح الاستوديو على الخارج، سواء كان هذا الخارج جهة سياسية أم كان الشارع الذي طالما التقط غانم إيقاعه. غدا الحوار على درجة من الغنى والتعدد خصوصاً أن القضية المطروحة هي غاية في الالتباس والتعقيد وقد حمل عنوانها عنواناً آخر مناقضاً له وهو: «ماذا لو لم يسقط النظام السوري؟»، وبين السؤالين اتسع السجال وتداخلت الآراء بين الداخل والخارج وسمع الجمهور كلاماً غير جاهز كالعادة، فالفرصة كانت سانحة للجميع ليبدوا آراءهم ووجهة نظرهم ويختلفوا مع الضيوف ويتخطوا حاجز الاستوديو. كانت الحلقة للضيوف مثلما كانت للذين كانوا في الخارج وبات غانم صلة وصل بينهم جميعاً لا بصفته مراقباً أو «شرطياً» كما يفعل بعض الإعلاميين، بل بصفته مشرفاً على السجال وموجهاً له ومذكياً ناره. ولم تغب التحقيقات الحية عن الحلقة وأدّت هي أيضاً دور الشاهد غير الحيادي ولكن غير المنحاز إلا إلى الحقيقة المطروحة للنقاش. لم يكن عمل الكاميرا الخارجية دخيلاً على القضية بمقدار ما كان في صلبها وقد نقلت الكاميرا آراء الآخرين بحرية وجرأة. اختلط الداخل بالخارج في هذه الحلقة الفريدة اختلاطاً يشبه الحالة اللبنانية نفسها، بعفوية ليست بريئة كل البراءة. مارسيل غانم يواصل غداً في الحلقة الجديدة من «كلام الناس» مغامرته الجديدة فيطل على السياسة من وجهة فنية وتحديداً عبر الفيلم الجديد للمخرجة نادين لبكي «وهلق لوين» الذي يحمل مقاربة أخرى للحرب اللبنانية ويمكن وصفها بالمقاربة النسوية. والحلقة ستكون حتماً مثيرة للنقاش نظراً إلى أن الفيلم نفسه مثير للنقاش سياسياً خصوصاً.