أفادت مصادر في جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في مصر ان مكتب الارشاد الذي يسيّر أمور الجماعة، عقد اجتماعاً أخيراً بحث في أسباب استقالة رئيس الجهاز السياسي للجماعة وستة من أعضاء الجهاز. وقالت المصادر ل "الحياة" إن جزءاً كبيراً من الاجتماع خصص للتحقيق في معرفة كيفية تسريب نبأ الاستقالة إلى الصحف، مشيرة إلى ان أعضاء المكتب، وعلى رأسهم المرشد السيد مصطفى مشهور ونائبه المستشار مأمون الهضيبي اعتبروا تسريب "الخبر" محاولة للضغط على قادة "الجماعة" من المعارضين لسياستهم بهدف الحصول على مكاسب تتعلق بالمستويات التنظيمية للمعارضين. وذكرت المصادر أن مكتب الارشاد أصدر قراراً حذر فيه الأعضاء المستقيلين من تكرار تجربة حزب "الوسط" التي تسببت في حدوث انقسامات داخل "الجماعة". وهدد بفصل من يجهرون بمعارضتهم للقيادة على أساس أن ذلك يزيد من التحديات التي يواجهها التنظيم ويعصف بمستقبل "الجماعة". وفي المقابل، استبعدت المصادر إقدام الأعضاء المستقيلين من الجهاز السياسي على تقديم استقالة جماعية من "الجماعة". وأوضحت أن هؤلاء يعارضون سياسات مكتب الارشاد، لكنهم حريصون على "الجماعة" ويعتبرون ان مسلك القادة يخالف المبادئ التي ارساها مؤسسة "الجماعة" حسن البنا. ولاحظت المصادر أن أحد الأعضاء المستقيلين كان أحد المشاركين في تأسيس حزب "الوسط" في 1996، لكنه خضع للضغوط التي مارسها ضده قادة الجماعة، فاضطر إلى التوقيع على إقرار أعلن فيه انسحابه من لائحة المؤسسين. ولفتت إلى أن وجود العضو المذكور بين المستقيلين سبب ازعاجاً شديداً لقادة "الجماعة" الذين خشوا أن تكون التطورات الأخيرة مقدمة لانشقاق جديد عن "الجماعة" التي لم تتجاوز بعد الأزمة التي سببها خروج عدد من أبرز كوادرها وانضمامهم إلى حزب "الوسط". وذكرت المصادر ان الأعضاء المستقيلين اشترطوا ان تكون قرارات الجهاز ملزمة لمكتب الارشاد حتى يعودوا عن الاستقالة بعدما رأوا ان استئثار مكتب الارشاد وهيمنة كبار السن على مقدرات الأمور في "الجماعة" تحول دون تفعيل النشاط السياسي ل "الجماعة" أو ملاحقة التطورات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية. وعلمت "الحياة" أن أقطاباً في التنظيم الدولي، مقيمين خارج مصر، أجروا اتصالات بقيادة "الاخوان" في الداخل أبدوا فيها انزعاجهم من التطور الأخير، وحذروا من ان استمرار النهج الذي يسير عليه مكتب الارشاد في إبعاد الأصوات المعارضة وأن عدم منح الفرص للشباب، يهدد مستقبل "الجماعة". وكان قادة "الاخوان" في مصر أصدروا في 1996 وثيقة ردوا فيها على انتقادات وُجهها لهم أعضاء في التنظيم الدولي عقب تفجر أزمة حزب "الوسط"، اعتبروا فيها أن "الجماعة" تتعرض لمحنة. على صعيد آخر، أشادت هيئة قريبة من تنظيم "الجماعة الإسلامية" بموقف أعضاء جبهة علماء الأزهر الذين دخلوا في صراع مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي. وأصدرت "الرابطة الإسلامية للعاملين بالكتاب والسنّة" مقرها لندن، بياناً أمس، حصلت "الحياة" على نسخة منه، توجه إلى اعضاء جبهة علماء الأزهر، قائلاً: "إن حل جبهتكم لهو وسام شرف على صدوركم يشهد بأنكم لم تداهنوا ولم تركنوا". وحمل البيان توقيع الأمين العام للرابطة السيد محمد مصطفى المقرئ، الذي تعتبره السلطات المصرية واحداً من قادة تنظيم "الجماعة الإسلامية" في الخارج، وورد اسمه مرات عدة في تحقيقات أجرتها نيابة أمن الدولة العليا مع أعضاء في التنظيم في شأن قضايا تتعلق بمخططات للتنظيم وضعت في الخارج ونقلت تكليفات في شأن تنفيذها إلى داخل البلاد.