تدرس جهات حكومية في السعودية تأسيس هيئة عليا لتنشيط السياحة بهدف تنويع مصادر الدخل ورفع كفاءة التأهيل السياحي تمهيداً لقيام صناعة سياحية بعدما توافرت لها بعض المقومات الأساسية وبينها قاعدة البنى التحتية. ورفعت لجان التنشيط السياحي مسودة مشروع متكامل لجهات حكومية لدرس تطوير فاعلية صناعة السياحة وفق ضوابط وآليات محددة تضمن وجود برامج سياحية مختلفة. وتتنافس المدن الرئيسية في السعودية: أبهاوجدةوالطائف والباحة وغيرها، على الإستحواذ على أكبر قدر من السياح السعوديين الذين تراوح نسبة المشاركين في انشطة السياحة الداخلية منهم بين 15 و 17 في المئة من اجمالي عدد السياح السعوديين. ويفضل السياح السعوديون التوجه عادة الى الدول العربية بنسبة تزيد عن 40 في المئة، والولايات المتحدة الأميركية بنسبة 25 في المئة مقابل 20 في المئة لبقية دول العالم. ويراوح عدد السياح السعوديين بين خمسة ملايين وستة ملايين سائح تقريباً، وتتقدم مقاطعة عسير في المنطقة الجنوبية المناطق السياحية في السعودية في استقطاب المصطافين السعوديين او الخليجيين فيما تحوز جدة على المركز الأول بين المدن السعودية في استقطاب الزوار والسياح والمصطافين لإعتبارات عدة في مقدمها كونها بوابة الحرمين الشريفين ونقطة انطلاق الى بقية مدن الإصطياف جنوب السعودية، وبعدها تأتي الطائف والباحة وغيرها. وتعتمد السياحة الداخلية في السعودية إعتماداً مباشراً على المهرجانات وعوامل الجذب التسويقية ومن بينها الجوائز العينية من سيارات وتذاكر السفر وحاجات الأسرة وغيرها. وحققت مقاطعة عسير وحدها السنة الماضية نحو بليون ريال 266.7 مليون دولار من خلال برامجها السياحية لصيف 1997. ويراهن السعوديون على نجاح فكرة تنشيط السياحة الداخلية خلال الأعوام المقبلة استناداً الى تجاربهم الاولية في الاعوام الماضية والتي حازت على قبول المواطنين والخليجيين. ويقدر رئيس اللجنة السياحية في غرفة تجارة مدينة جدة السيد عبدالعزيز النويصر عدد السياح السعوديين الذين يفضلون قضاء اجازاتهم في الخارج ب 5.4 مليون فرد، فيما يقدر عدد سياح الداخل بنحو مليون فرد، وقال في لقاء مع "الحياة": نطمع في العامين المقبلين في تطوير آلية السياحة الداخلية بما يلائم تطلعات السائح السعودي الذي يبحث دائماً عن المشاريع السياحية غير المألوفة. واشار الى أن برامج السياحة الصيفية في السعودية تستهدف السياحة العائلية في المرتبة الاولى، وتسعى كذلك من خلال منتجاتها وبرامجها المختلفة الى كسب جيل الشباب، وقدر الحد الأدنى لعوائد المشاريع الإستثمارية السياحية في مدينة جدة ب 25 في المئة، لكنه لاحظ أن ما يغري السائح السعودي للقيام بالسياحة الداخلية، ما زال محدوداً سواء من جهة المشاريع السياحية أو غيرها. ووصف السياحة الداخلية في جدة بأنها ما زالت "عشوائية"، وأضاف: "أحلامنا للتنظيم سنبلورها خلال السنوات الثلاث المقبلة، ونأمل في أن يرتفع دخلنا السياحي بما يحقق زيادة ملحوظة لدخلنا النفطي". وقال: "حتى الآن لانملك قاعدة معلومات واحصاءات دقيقة وشاملة عن السياحة في محافظة جدة واتجاهات السياح وأعدادهم، ولكننا شرعنا في إعداد القاعدة أخيراً". وأضاف أن أمانة محافظة جدة ستعمل في الفترة المقبلة على إعداد نماذج مشاريعها الإستثمارية على الشواطيء وعلى المستثمرين تنفيذها بحسب الإمكانات المتوافرة. يذكر أن شاطيء مدينة جدة الشمالي يضم 70 مشروعاً سياحياً وإستثمارياً، والدراسات قائمة لمشاريع في الجزء الجنوبي منه ربما تظهر نهاية السنة الجارية. وتسعى مدينة جدة جاهدة الى تحقيق نجاح موازٍ للنجاح الذي تحقق لها العام الماضي محلياً وخليجياً، ومثلها عسير. وسخرت جدة جدة سخرت البحر لصيفها من خلال 24 منافسة تنظم خلال الموسم الجاري ومن خلال العروض الترفيهية والتسويقية والحسومات. اما عسير فهي تبرز بليلها الثقافي والطبيعة والأجواء الباردة التي تسودها في فترة الصيف. ويتركز أهم مناطق الجذب السياحي في السعودية في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة عروس البحر احدى أقدم وأجمل مدن الشرق الأوسط والطائف عروس المصايف، وعسير ميدان السياحة السعودية والباحة وجيزان الشواطيء، ونجران الآثار والنقوش التاريخية القديمة وحائل أغنى مدن السعودية بالآثار. ويقول وكلاء السفر والسياحة في مدينة جدة ان ظاهرة حديثة دخلت قائمة إعتبارات السائح السعودي الى الخارج هي الإقبال على سفر المجموعات وفق جداول زمنية محددة يتجاوز أغلبها العشرين يوماً إضافة الى حرص البعض على المفاضلة بين العروض المقدمة من وكلاء السفر والسياحة بإتجاه اختيارات السعر والخدمات الاكثر ملاءمة للموازنات الفردية وهي عناصر جديدة قلما يستخدمها السائح السعودي.