لكي يستفيد الجهاز القلبي الدوراني من التمارين الرياضية، يجب على هذه الاخيرة ان تكون منتظمة، متوسطة الشدة، ومستمرة لفترات طويلة. والا فإن التمارين القصيرة والعنيفة تزيد من خطر حدوث الامراض الوعائية القلبية والدماغية، عن طريق زيادة نسبة الكوليسترول من نوع LDL المتأكسد الجائل في الدم. هذا ما جاء في دراسة من جامعة اتلانتا في ولاية جورجيا، حيث درس الباحثون تأثير التمارين الرياضية عند ثلاث مجموعات من الاشخاص. شملت المجموعتان الأولى والثانية طلاباً من كلية الطب في الجامعة المذكورة، الا ان المجموعة الأولى تميزت بأن اشخاصها يحبون الحياة المريحة والخاملة، بينما طبق على المجموعة الثانية برنامج رياضي لفترة غير طويلة. وجاءت نتائج مقارنة معدل الكوليسترول LDL المتأكسد بين هاتين المجموعتين مخالفة لكل توقعات واعتقادات الناس حول فائدة التمارين الرياضية، حيث ازدادت معدلات الكوليسترول LDL المتأكسد عند الطلاب الذين مارسوا التمارين الرياضية مقارنة مع المجموعة التي يهوى افرادها الحياة الكسولة المتميزة بالجلوس الطويل وعدم ممارسة اي تمارين رياضية. اما المجموعة الثالثة فكانت عبارة عن رياضيين يمارسون رياضة الجري باستمرار، ولدى معايرة الكوليسترول LDL المتأكسد عندهم، كانت النسبة قليلة مقارنة مع المجموعتين السابقتين. ولتفسير هذا الامر، قال الباحثون ان التمارين الخفيفة تزيد من تأكسد الكوليسترول LDL، الا انه مع استمرار التمارين الرياضية تبدأ هذه النسبة من الكوليسترول المتأكسد بالزوال. والسبب في الانخفاض عائد الى انها تظهر في الدوران الدموي فيعمل الكبد على التخلص منها وازالتها من جهة، ولأن التمارين الرياضية تزيد من مضادات التأكسد الجائلة في الدم معطية حماية اضافية من جهة ثانية. ارتفاع شحوم الدم اسبابه اما وراثية ناجمة عن خلل في استقلاب الشحوم، او ثانوية نتيجة امراض مسببة لهذا الارتفاع مثل: مرض السكري، وتناول الكحول المفرط، وانخفاض هرمون الغدة الدرقية، والقصور الكلوي. ارتفاع شحوم الدم من اهم العوامل المؤدية لتضيق وتصلب الشرايين بشكل عام والاوعية القلبية خصوصاً، مسببة نقص التروية القلبية او سكتة دماغية. وتكون هذه الشحوم جائلة في الدم مرتبطة مع البروتين. وهناك اربعة انواع من هذه الشحوم، اهمها على الاطلاق هو LDL: Low Density Lipoprotein، الذي يتألف بمعظمه من الكوليسترول ذي العلاقة المباشرة بتصلب وتضيق الشريان نتيجة ترسب بلوراته على الجدار الداخلي للشرايين. الفائدة من التمارين الرياضية هي في حالة ارتفاع الكوليسترول عند الرجال فقط، بينما لا ينطبق هذا الامر عند النساء في المرحلة ما قبل سن انقطاع الطمث، سواء كن قليلات الحركة ام يمارسن التمارين الرياضية بانتظام، والسبب انهن محميات بالهرمون الانثوي الاستروجين. ومع ان هذه الدراسة لم ترد على جميع التساؤلات المطروحة في هذا المجال مثل: متى يتوقع المرء ان يحصل على الفائدة المرجوة من التمارين الرياضية؟ وما نوع هذه التمارين؟ الا انها مهدت الطريق وفتحت المجال لدراسات اوسع متممة في هذا المجال.