كتب معلق صحافي برازيلي مشهور: أنا لا أحب "فياغرا", وأضاف مستدركاً: "بل أعشقها". ذكرت ذلك مجلة "نيوزيك"، التي خصصت غلاف أحد أعدادها الأخيرة لتغطية ردود الأفعال العالمية على انتشار أقراص "فياغرا" التي يعتقد بأنها تعالج العجز الجنسي. وتشير التقديرات الى أن مبيعات "فياغرا" تجاوزت المليوني وصفة طبية في الولاياتالمتحدة وحدها. وتحولت هذه الأقراص، التي يُعتقد بأنها تحفز القدرة الجنسية، الى مصدر أرباح طائلة لتجارة الأدوية ومتاعب كبيرة للسلطات الصحية في كثير من البلدان. ومع أن معظم الدول لم يصرح ببيعها حتى الآن، إلاّ أنها تتوفر في السوق السوداء، وتحول اسم "ُفياغرا" في بعض البلدان الى علامة تجارية ناجحة لسلع استهلاكية ومآكل. وحذر المسؤولون في بلدان عدة من أنها قد تؤدي الى انهيار موازنات الرعاية الصحية العامة في حال تحمل الحكومات نفقات علاج المرضى والمتمارضين. وتحولت "فياغرا" الى "حصان طروادة" لصناعة الأدوية الأميركية التي أنتجتها. "بيتزا فياغرا" ابتكرت الولاياتالمتحدة "فياغرا"، إلاّ أن ايطاليا حوّلتها الى سلعة استهلاكية شاملة. وعلى رغم أنها لم تطرح في الأسواق الايطالية بعد إلاّ أنها تباع في مدينة روما كنظارات "فياغرا" الزرقاء اللون. وفي صقليه تقدم المطاعم "بيتزا فياغرا" المغطاة بالفلفل الأحمر الحار، وفي جنوى يتزاحم الجمهور على شراء أجبان "فورماجيو فياغرا" الناعمة كالزبدة، ومثلجات "جيلاتي فياغرا" التي يقسم صانعها أنها لا تحتوي على أي عقار! وقامت حركة سياحية نشطة على الحدود بين بلدان ما تزال تحرمها، مثل كندا والأقطار الأوروبية وبلدان تطلق بيعها مثل الولاياتالمتحدة وجمهورية سان مارينو الصغيرة. وعلى رغم أن المكسيك لم تصرح لها بعد إلاّ أنها تتوفر للسياح الأميركيين من دون وصفة طبية في المدن القريبة من حدود الولاياتالمتحدة. ونشأت سوق سوداء دولية تحقق أرباحاً فاحشة من مبيعات الأقراص الحقيقية أو المزيفة. يبلغ سعر القرص الواحد في بانكوك 45 دولاراً وفي هونغ كونغ 77 دولاراً. وفي دبلن يبلغ سعر الزجاجة التي تحتوي 24 قرصاً 140 دولار، وفي نابولي 200 دولار. وفي هاواي تتقاضى شركات سياحية تنظم رحلات "فياغرا" للسياح اليابانيين 1379 دولاراً. ويغطي المبلغ اجرة الطائرة والفندق والاستشارة الطبية مع عبوتي فياغرا تحتويان 30 قرصاً. حصان "فياغرا"! وتنافس "فياغرا" سوق المنشطات الجنسية الشعبية في بلدان عدة. ففي بومباي يباع القرص الواحد بسعر 25 دولاراً، في حين لا يزيد سعر قرص الدواء الشعبي عن الدولار. ويدّعي تجار العقاقير الشعبية أن بضاعتهم أقوى من فياغراً مرات عدة. وأكدّ بائع في نيودلهي أن دواءه يمكن أن يحول الرجل الى "حصان في القوة والحجم"! لكن "فياغرا" الأصلية تحولت الى "حصان طرواده" لصناعة الأدوية الأميركية التي أنتجتها. وعبّرت الدول الأوروبية عن الخوف من أن تؤدي الى افلاس موازنات الرعاية الصحية العامة. في بريطانيا وافقت السلطات الصحية على ادخال العلاج بها ضمن الخدمات الصحية المجانية لمرضى العجز الجنسي. إلاّ أن المسؤولين ذكروا أنهم سيراقبون تأثير ذلك على موازنات الرعاية الصحية العامة. ويتوقع أن يبلغ سعر قنينة "فياغرا" التي تحتوي 30 قرصاً 150 جنيها استرلينياً، أي ما يعادل نحو 225 دولاراً. وقد يشكل علاج مرضى العجز الجنسي الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين شخص أعباء جسيمة على الموازنة الصحية العامة. ويتوقع الأطباء أن يواجهوا مشاكل مع أصحاء يدّعون العجز من أجل الحصول على الأقراص التي يعتقد بأنها منشطة للرغبة الجنسية. وتتردد مخاوف مماثلة في فرنسا، اذ دعت وزارة الصحة الى مؤتمر لمناقشة المشاكل المالية والصحية المعلقة بذلك. وفي ألمانيا تتردد مخاوف من أن يؤدي ادخال القرص في الخدمات الصحية المجانية الى افلاس موازنة الرعاية الصحية العامة. ويتوقع المسؤولون أن تزيد نفقات تجهيز كل مريض بالعجز الجنسي 8 أقراص شهرياً عن 10 بلايين مارك، أي ما يبلغ نحو 3.34 بليون دولار