السيد المحرر ، تحية طيبة ، اشارة الى رسالة الحزب الديموقراطي الكردستاني - مكتب لندن المنشورة في صحيفتكم يوم 24 أيار مايو 1998 نود اعطاء التوضيحات الآتية: تحتوي رسالة الحزب المذكور على جملة من الافتراءات والمغالطات لعلّ في مقدمتها الدعوة الى نسيان امور تاريخية تتعلق بعائلة بارزاني. وهي في حقيقتها امور اتسمت بأحداث قتل دامية طالت شخصيات ورؤساء عشائر جرت تصفيتهم في اطار سياسة لا يزال مسعود بارزاني يواصل انتهاجها من اجل التسلط على شعبنا الكردي. ان الرسالة تعطي عائلة البارزاني وحدها الحق في التحدث باسم الاكراد وتنكر على بقية المواطنين هذا الحق. كما تحاول ايضاً غمط احقية والدي وأقربائه من ان يكونوا رؤساء عشيرة السورجية. لكن الحقيقة ان العودة الى التاريخ كفيلة بدحض تلك الافتراءات، بما فيها القائل اننا ننتمي الى طبقة فقيرة يحصل افراد عشيرتنا على قوتهم من بيع الاخشاب المفحمة. اننا اذ نقول ان الفقر والعمل الشريف لا يمكن ان يكونا من الصفات المعيبة، نريد التأكيد ان مسعود بارزاني يعتبرهما مثلبة. ان قرية "كلكين" الفقيرة في نظر بارزاني، كانت ملاذاً للعديد من افراد عائلته بمن فيهم الملا مصطفى. كما انها احتضنت اول اجتماع للجبهة الكردستانية في دار المرحوم الشهيد حسين آغا السورجي بعد آذار مارس 1991. وتزعم الرسالة ان الثورة الكردية اندلعت برئاسة الملا مصطفى عام 1961، في حين ان الحركة الكردية بدأت قبل هذا التاريخ وشارك فيها مناضلون ما زال البعض منهم على قيد الحياة. والكل يتذكر ان الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم هو الذي دعا مصطفى بارزاني من الاتحاد السوفياتي وأسكنه مع شقيقه المرحوم احمد بارزاني في بغداد بهدف استخدامهم كأدوات لقمع الحركة. واستطاع بارزاني فرض نفسه على قيادة الحزب الديموقراطي بعد ان قام عبدالكريم قاسم بتهيئته لهذا الدور ودعمه بصورة كاملة. لكنه انحرف عما رسم له في حين بقي المرحوم الشيخ احمد بارزاني في بغداد موالياً كأول شيخ عشيرة كردية تم تسليحه وتجهيزه من قبل الحكومة. ويُذكر ان الشيخ احمد اتهم في خطاب له عام 1962 عبر الاذاعة الكردية في بغداد شقيقه مصطفى بخيانة عبدالكريم قاسم، وطلب من الشعب الكردي عدم القيام بأية ثورة. ومهّد ذلك الطريق امام الحكومة العراقية لمواصلة توزيع السلاح على العشائر التي لها عداوات تاريخية مع عائلة بارزاني. ويتذكر الشعب الكردي الذي يدعوه مسعود الى نسيان تاريخه انه عندما احترقت قرية "كلكين" بنيران دبابات الحكومة العراقية عام 1963 كان كل سكانها من البيشمركة او من الذين احتضنوهم وقدموا للثورة كل أنواع العون والمساعدة في وقت كانت فيه قرية بارزان تكاد تختنق بالتجهيزات والمواد الغذائية المقدمة مجاناً من الحكومة. هكذا بدأت عملية صنع "الجحوش" انطلاقا من قرية بارزان واستمرت حين ظل قرابة ثلاثة أرباع البارزانيين يوالون الحكومة العراقية وينتفعون منها. اما بالنسبة الى ادعاء الرسالة ان الشهيد حسين السورجي كان له دور في عمليات الانفال، فهذه اكذوبة تدحضها الوثائق المتوافرة. كما ان العديد من رؤساء العشائر الاكراد الموالين للحكومة المركزية من الذين كان لهم دور في حماية الكثير من الاكراد والقرى من الدمار اثناء الحرب العراقية - الايرانية، يقرّون بذلك. ان استشهاد الشيخ حسين السورجي على أيدي جماعات بارزاني يدل على وطنيته وتفانيه من اجل انقاذ الاكراد. وبالنسبة الى تشبيه "جمعية العشائر الكردية العراقية" بالدكاكين السياسية، فهو تعبير يفتقر الى الموضوعية واللياقة الادبية. ولنا ان نذكر بما آلت اليه الاوضاع في مناطق تهيمن عليها عائلة بارزاني التي فتحت حدود كردستان على مصراعيها للقوات العسكرية الاجنبية، اذ يعمل افرادها كمخبرين للأجنبي الذي استباح القرى وشرد شعبنا. المحرر: نشرت "الحياة" حتى الآن أكثر من رسالة تضمنت اتهامات واتهامات مضادة بين السيد السورتشي والحزب الديموقراطي الكردستاني. ومن الواضح ان هناك علاقات معقدة بين العشيرتين السورتشية والبارزانية، كما تشير اليه هذه الرسائل التي تطرقت ايضا الى مسائل قد يصعب على القارىء العام فهمها من دون خلفيات وتفاصيل كثيرة. والأهم من ذلك هو أن الأمر قد يتجاوز في النهاية حدود الموضوعية الى المهاترات، وهو أمر لا نرغب في أن نكون طرفا فيه. لذا فالرسالة اعلاه هي آخر ما ننشره في هذا الموضوع.