كما جرت العادة، وبعد موجة من الاحتجاجات والمواجهات العنيفة مع الفلسطينيين، نفذت الجمعيات الاستيطانية اليهودية تساندها سلطات الاحتلال الاسرائيلي مخططها للسيطرة على جزء آخر من البلدة القديمة في القدسالمحتلة. وابتداء من صباح اليوم الأحد يباشر 25 من اعضاء جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية اليهودية بالتعاون مع سلطة الآثار الاسرائيلية بأعمال الحفر والتنقيب في أرض "برج اللقلق" القريبة من باب الساهرة داخل اسوار البلدة القديمة التي تم الاعلان عن الاستيلاء عليها اخيراً بعد التوصل الى اتفاق بين الطرفين في خطوة تمهيدية لاقرار بناء مستعمرة يهودية في قلب الحي الاسلامي في المدينة المقدسة. وتشمل المستعمرة التي تلقت لجنة التنظيم والبناء الاسرائيلي امراً مباشراً من رئيس البلدية ايهود اولمرت ليكود ببحثها غداً بناء ثلاثة ابنية بارتفاع ستة طوابق على أرض "برج اللقلق" التي تبلغ مساحتها الفي متر مربع في نفس الموقع الذي نصب فيه اعضاء الجمعية المتطرفة بيوتاً متنقلة الشهر الماضي. وأكدت مصادر قريبة من "عطيرت كوهنيم" ان الخطة الاستيطانية تقضي بانشاء معهد ديني كبير للمتطرفين اليهود ومساكن لطلبته ومرافق خدمات عامة لهذه الجمعية التي نشطت في عمليات الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة وتحويلها الى مدارس دينية يهودية. ومن المنتظر ان يقر المخطط الاستيطاني المطل على المسجد الاقصى وقبة الصخرة ضمن اجراءات سريعة بضغط ودعم من وزير البنية التحتية الاسرائيلي ارييل شارون ورئيس وزرائه بنيامين نتانياهو. وكان رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت قد اكد خلال احتفال لتأبين مستوطن قتل في القدسالمحتلة ان "اي قوة في العالم لن تمنع اليهود من الاستيطان في كل شبر من القدس بما في ذلك البلدة القديمة". وحذر الفلسطينيون من اندفاع صدامات جديدة على غرار تلك التي رافقت فتح السلطات الاسرائلية النفق بمحاذاة المسجد الاقصى في أيلول سبتمبر 1996 والتي أدت الى مواجهات مسلحة بين الشرطة الفلسطينية وقوات الجيش الاسرائيلي وسقط خلالها 90 قتيلاً فلسطينياً. وقال رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني احمد الزغير ان عمليات البناء في برج اللقلق ستكون "اعلاناً للمواجهة" محذراً من "واجهات اكثر عنفا" من مواجهات ايلول. ويتزامن البدء في عمليات الحفريات في برج اللقلق مع استئناف دائرة الآثار الاسرائيلية حفرياتها في محيط الحرم القدسي بحثاً عن آثار لهيكل الملك سليمان الذي تزعم المجموعات الدينية الاسرائيلية ان المسجد الاقصى مشيد على انقاضه على الرغم من تشكيك علماء آثار اسرائيليين بذلك. واستند الاستاذان في جامعة تل أبيب اسرائيل فنكلشتاين وديفيد اوشيسكن الى نتائج التنقيب التي اجريت في المواقع التي تشير اليها التوراة في كتاب الملوك في تشكيكهما في وجود آثار الهيكل تحت المسجد الأقصى المبارك.