دعا مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري اصحاب المنازل الفارغة في مدينة القدس الى السكن فيها او تأجيرها الى مؤسسات اسلامية لحمايتها من عمليات الاستيلاء التي نشطت الجماعات الاستيطانية اليهودية في القيام بها أخيراً. وحذر خلال خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى امس من ان من لا يستجيب لهذا النداء "سيضع علامات استفهام حوله ويقع موضع الشبهات". ودعا مفتي القدس الى مقاطعة هؤلاء الذين يبقون بيوتهم فارغة في الحياة وعدم الصلاة عليهم وعدم دفنهم في مقابر المسلمين. وجاءت فتوى الشيخ صبري في اعقاب استيلاء جمعيات استيطانية يهودية على أراض ومنازل فلسطينية لا يستغلها اصحابها ويعيشون فيها داخل اسوار البلدة القديمة وفي حي سلوان الملاصق لسور البلدة من الجهة الجنوبية مما سهل على المستوطنين اليهود احتلالها. وتسعى جمعيات دينية يهودية الى السيطرة على كل العقارات الفلسطينية الواقعة في الجزء الجنوبي من البلدة القديمة لوصلها مع حي سلوان الملاصق لاحياء ما يعتقد اليهود انها مدينة داوود المندثرة منذ آلاف السنين. وقال مفتي الأراضي المقدسة انه حذر قبل ما يزيد عن عام ونصف عام من امكانية استيلاء المستوطنين اليهود على أرض "برج اللقلق" القريبة من باب الساهرة في البلدة ودعا في حينه الى استغلال قطعة الأرض لصالح الفلسطينيين الا ان ذلك لم يحدث. وجدد الشيخ صبري الاعلان عن الفتوى التي اصدرها قبل ما يزيد عن سنة بحق سماسرة الأرض والعقارات الفلسطينيين الذين يبيعون عقارات الى جهات اسرائيلية وقال: "يتوجب على كل إمام مسجد ان يسأل ان كان المتوفى سمساراً خارجاً عن الدين ومفارقاً للجماعة بائعاً لبيته او أرضه او عقاره لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين". وأشار الى ان الدولة العبرية تسارع في عملية تهويد المدينة المقدسة التي بدأت منذ احتلالها في العام 1967. وفي الاطار ذاته، حذرت القيادة الفلسطينية من خطورة الهجمة الاستيطانية الجديدة على القدس معلنة انها لن تقف مكتوفة الأيدي امام عملية تهويد المدينة. وجاء في بيان القيادة الفلسطينية في ختام اجتماعها الاسبوعي في مدينة غزة مساء الخميس انه "لا يمكن التسليم ولا يمكن السكوت على الهجمة الاستيطانية الزاحفة كالسرطان على مدينتنا المقدسة". وأعلنت القيادة الفلسطينية انها قررت "وضع كل الامكانات المتوافرة لتعزيز صمود اهلنا وجماهيرنا في القدس". وفي الوقت الذي كان فيه الشيخ صبري يلقي خطبته، اعلنت جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية المتطرفة عن تقديمها طلبا لسلطات الاحتلال لبناء مدرسة دينية لليهود قرب باب الساهرة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان تنفيذ مشروع بناء المدرسة اليهودية على الأرض المستولى عليها يقتضي هدم ثلاثة بيوت فلسطينية في الموقع ادعت انها شيدت بدون تراخيص من سلطات الاحتلال.