أعلنت "وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء" الإيرانية الرسمية أن انفجاراً وقع في مبنى "محكمة الثورة الإسلامية" في طهران أمس، وأن "ثلاثة أشخاص جرحوا عندما انفجرت مواد ناسفة". لكن تقارير أخرى أوردت معلومات متباينة عن عدد الجرحى، وتردد أنه بلغ سبعين، فيما أكد شهود سقوط قتيلين. ونقلت الوكالة "رواية مكتب العلاقات العامة في المحكمة" التي أفادت "ان الحادث وقع أثناء نقل مواد متفجرة متصلة بقضية قيد التحقيق إلى المحكمة". وعلمت "الحياة" من أوساط رسمية ان الحادث نجم عن "انفجار قنبلة يدوية كانت مخبأة في حقيبة شخص، فيما كان يهم بعبور حواجز التفتيش في المحكمة باتجاه قاعة المحكمة الكبرى ومكاتب المسؤولين القضائيين". وأوضحت المصادر ذاتها ان هذا الشخص "نجح في عبور حاجز التفتيش الأول، لكنه أثار ريبة أمام حاجز التفتيش الثاني داخل المحكمة، فأوقفه شرطي ألح عليه لفتح الحقيبة، وانفجرت القنبلة اليدوية". وتابعت ان الحادث أوقع "قتيلاَ وأربعة جرحى على الأقل". وأشارت إلى أن "المجرم معروف بأنه أحد المتهمين بتهريب مخدرات ولكن لم يعرف هل دوافع الحادث مرتبطة بقضية تنظر فيها محكمة الثورة أم أنها ذات طابع ارهابي مرتبط بجهات خارجية". وشددت على أن "الطريقة التي تمت بها العملية وتوقيتها يدفعان إلى الاعتقاد بأن المنافقين مجاهدين خلق هم وراء المحاولة الارهابية". وفي مكان الحادث، لم تلاحظ "الحياة" انتشاراً كثيفاً أو استثنائياً لقوات الشرطة، لكن شهوداً أكدوا كثافة رجال الأمن بالزي المدني. ومُنع الصحافيون من دخول مبنى محكمة الثورة عند تقاطع جادة علي شريعتي الشهيرة وشارع معلم شمال شرقي طهران. وتوجد مبان "عسكرية" مجاورة للمحكمة. وتحدث شهود عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى يتجاوز عشرة نقلوا إلى المستشفى العسكري المجاور لمكان الحادث. وروى الشهود أن القتيلين هما صاحب الحقيبة والشرطي الذي كان يحاول تفتيشها. يذكر ان إيران تحيي هذه الأيام الذكرى التاسعة لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، وستنظم أمام ضريحه غداً مراسم ضخمة في حضور كبار أركان النظام والحكم. وأفادت وكالة "رويترز" في نبأ لها من دبي انها تلقت اتصالاً من الناطق باسم منظمة "مجاهدين خلق" فريد سليماني اعلن فيه مسؤولية المنظمة عن الانفجار. وقال سليماني الذي كان يتحدث من بغداد ان "العشرات من المحققين والذين يتولون التعذيب قتلوا أو اصيبوا بجروح في تفجير المحكمة الثورية". من جهة اخرى ق ن أ حذر اللواء رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الايراني من عناصر "تعمل على زعزعة اركان النظام". وقال في خطاب القاه في جامعة طهران وشن فيه هجوماً شديداً على الليبراليين والموالين لليسار الديني، انه سيفضح هذه العناصر في القريب العاجل وانه "حين تينع الثمار سنقطفها بأيدي رجال التعبئة". وأضاف "ان الجبناء في بلادنا كثروا ونحن آسفون لذلك، لكننا سنواجه العناصر المعادية للثورة التي تقوم بالمؤامرات ولن نتوانى لحظة في هذا السبيل". وقال انه "حين يحين الوقت، سنخلع الاقنعة عن هذه الجماعة ونكشف الايادي الاجنبية التي تقف خلف هذه الاقلام والاقنعة. فبعض هذه الجماعات مشغول بجمع الاسلحة وسنرد على السلاح بلغة السلاح".