بدأت قضية تدوير النفايات في السعودية وكيفية التخلص منها تأخذ بعداً اقتصادياً، إضافة إلى بعدها البيئي، من خلال التسويق للفرص الاستثمارية المتاحة عند تدويرها أو حرقها. إذ ينوي برنامج التوعية البيئية السعودية، وهو أحد برامج التوازن الاقتصادي، إقامة ندوة عن إدارة النفايات غداً في الرياض بالتعاون مع مصلحة الارصاد وحماية البيئة، لطرح الأفكار والرؤى الممكنة في مجال إدارة النفايات واستثمارها أمام رجال الأعمال والمستثمرين، وعرض بعض التجارب التجارية التي نجحت في تحقيق عوائد استثمارية مجدية من إعادة تصنيع النفايات. ويشارك في الندوة مختصون في المجال البيئي من الجهات الحكومية والقطاع الخاص وباحثون من الجامعات الحكومية. ويعتبر تدوير النفايات مجالاً خصباً للاستثمار، خصوصاً بعد الاهتمام المتزايد لدى الجهات الرسمية بالحفاظ على البيئة والتخلص من النفايات بكافة أشكالها سواء الخطيرة منها أو غير الخطيرة، والتي تأتي في مقدمها النفايات الطبية التي تساهم المستشفيات بالجزء الأعظم منها بعد التطور الكبير الذي شهدته الخدمات الصحية في السعودية. يذكر أن السعودية تضم نحو 290 مستشفى وأكثر من 1700 مركز صحي تابع لوزارة الصحة ونحو 1300 مجمع للعيادات في القطاع الخاص، ما يجعل قيام شركات مختصة للتخلص من النفايات التي تنتجها هذه المنشآت ضرورة ملحة. وفي هذا الإطار تم الاعلان عن توقيع عقد تنفيذ مشروع "كايد" للتخلص من النفايات الطبية، بين ممثلي الشؤون الصحية في الحرس الوطني ورئيس مجلس إدارة مشروع مراكز التخلص من النفايات الطبية الخطيرة. ويتوقع أن يحظى المشروع بتمثيل برنامج التوازن الاقتصادي بعد تلقيه عروضاً من مصارف محلية وعالمية لتمويله بما يعادل 300 مليون ريال 80 مليون دولار. يذكر أن الاستثمار في مجال التخلص من النفايات ليس جديداً على القطاع الخاص السعودي، إذ هناك عدد من المشاريع القائمة مثل "الشركة السعودية لتصنيع الورق" التي تعتبر أكبر المستخدمين للنفايات الورقية في السعودية والشرق الأوسط، و"الشركة الوطنية لصهر الرصاص المحدودة" رصاص وهي شركة سعودية - المانية يبلغ رأس مالها 120 مليون ريال. كما أعد مركز خدمات ترويج الاستثمار في "الدار السعودية للخدمات الاستشارية" جهة حكومية عدداً من الفرص الاستثمارية لمشاريع تعتمد على النفايات. إلا أن مختصين في شؤون البيئة في السعودية يرون أن النفايات لا تزال ثروة مهدرة وتنتظر المزيد من ضخ الاستثمارات ودراسات الجدوى الاقتصادية. وتوضح احصاءات وزارة الشؤون البلدية والقروية أنه يتم جمع نحو 7،4 مليون طن من النفايات سنوياً ونحو 4500 طن من النفايات من مدينة الرياض يومياً، لا يستفاد منها حالياً إلا بنسبة ضئيلة.