باليرمو ايطاليا - أ ب، أ ف ب، رويترز - أعربت دول الاتحاد الاوروبي ال 15 وشريكاتها المتوسطيات ال 12، في ختام لقاء باليرمو الاوروبي - المتوسطي أمس، عن القلق لتعثر عملية السلام في الشرق الاوسط. لكنها أكدت ان ذلك يجب ألا يوقف التعاون بين دول حوض المتوسط. وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في ختام مؤتمر باليرمو الاوروبي المتوسطي، ان بريطانيا استأنفت الحوار الاوروبي المتوقف مع الجزائر وكررت عرض الاتحاد الاوروبي المساعدة في معالجة الصراع الداخلي في البلاد. لكنه لم يُشر الى حصول تقدم بعد المحادثات التي اجراها في باليرمو مع وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف. وكان الاجتماع بين كوك وعطاف اول اتصال رفيع بين الجانبين منذ اربعة اشهر. لكن مصادر بريطانية قالت ان كوك لم يتمكن سوى من تأكيد قلق اوروبا الشديد من استمرار اراقة الدماء واستعدادها لتقديم معونة انسانية ورغبتها في زيارة لجنة من الاممالمتحدة لتقصي الحقائق. واشار كوك الى ان المسألة ستسلم الان الى النمسا الرئيس المقبل للاتحاد الاوروبي وانه يأمل بان تتولى "الرئاسة التي ستلينا" الجهود الرامية الى الدخول في حوار مثمر مع الجزائر. وقال كوك، ملخصاً ما جرى في الاجتماعات التي استمرت يومين، ان المحادثات عكست القلق العميق "ازاء العقبات التي تعترض عملية السلام، وبالاخص عدم تطبيق بنود اتفاق المرحلة الانتقالية الاسرائيلي - الفلسطيني حتى الآن". وأضاف: "مثلما تعرفون لدينا موافقة من طرف واحد موافقة الطرف الفلسطيني على الاقتراحات الاميركية المتعلقة بالانسحاب من الضفة الغربية. ولا نزال ننتظر موافقة الطرف الثاني اسرائيل". أما وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين فقال إن استمرار الوضع السياسي الحالي على حاله غير مقبول. ورأى انه لا يمكن المزج بين موضوعي عملية السلام العربية - الاسرائيلية والتعاون المتوسطي، "لكن يجب ان نتحدث عن كليهما". ومعروف ان اسرائيل ترغب في ان تبقي عملية السلام منفصلة تماماً عن عملية التعاون الاوروبي - المتوسطي، مع إبقاء مهمة البحث عن حل لأزمة عملية السلام في يد الولاياتالمتحدة والدولة العبرية والفلسطينيين. وشدد وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل، من جهته، على "انه يجب عدم السماح بأن يؤخذ مسار برشلونة رهينة لعملية السلام". واعتبر ان اجتماع باليرمو أظهر رفض جعل التعاون الاوروبي - المتوسطي رهينة السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف ان "الجميع محبط وغير سعيد بالجمود الحالي" بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. وسيعمل الآن خبراء من الاتحاد الاوروبي والدول المتوسطية على تحضير "عقد للأمن والاستقرار" بين الاوروبيين والمتوسطيين بهدف تقديمه في المؤتمر المقبل للدول الاوروبية والمتوسطية في شتوتغارت المانيا في نيسان ابريل العام المقبل.