ظهر الى العلن الخلاف السوري - الأردني حول شروط انعقاد القمة العربية وصيغتها ومكانها وذلك بعد يومين من محاولات ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تقريب وجهتي نظرهما في هذا الشأن. ووجهت صحيفة "الثورة" الرسمية أمس انتقادات قوية لنائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية السيد جواد العناني ولقائه في الموقف مع ديفيد بار - ايلان "المستشار الصهيوني" لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واعتبار السيد العناني "التطور مع العدو التاريخي للأمة العربية مشروع استثمار سياسي". وجاءت تلك الانتقادات بعد يومن من تأكيد نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام وجود "خلاف في الرؤية وفي السياسة" بين دمشق وعمان. وكتب المدير العام ل "الوكالة السورية للانباء" سانا الدكتور فائز الصائغ في مقاله الاسبوعي: "في زمن فقدان التوازن وانعدام الجاذبية الوطنية والقومية عند البعض ينبري مسؤول عربي لتسويق نهج نتانياهو المدان عربياً ودولياً، ويعتبر ان التورط مع اسرائيل، العدو التاريخي للأمة العربية، هو مشروع استثمار سياسي على العرب اغتنامه ليتحول هذا التورط الى انجاز. وهو كذلك لمن لا يملك في تاريخه أي انجاز يصيب بالفائدة، أما الضرر فحدّث ولا حرج". وكان الدكتور الصائغ يشير الى كلام أدلى به السيد العناني قال فيه ان اتفاق السلام العربي - الاسرائيلي "يخدم العرب". وجاء كلام العناني في غضون حديث عدد من المسؤولين العرب عن قمة عربية ومساعي الأمير عبدالله للتقريب بين الأردن وسورية التي تطالب بأن تتخذ القمة العربية المتوقعة موقفاً معارضاً للتطبيع التزاماً بقرارات القمة العربية للعام 1996. وأضافت "الثورة" ان الاغرب من تصريحات السيد العناني ان يبت مستشار نتانياهو "من عنده بالرجوع الى اتفاق اوسلو وان يقول ان الحديث عن قمة عربية يعتبر خرقاً لاتفاقات اوسلو". وتابع المدير العام لپ"سانا" ان بار - ايلان "المستشار الصهيوني يلتقي مع المسؤول العربي في وجهة النظر والموقف كل على طريقة فهمه واسلوب تعامله والإرث الذي يستند اليه في فهم الصراع". وزاد: "ان ينحاز صهيوني الى صهيونيته ... هذا أمر نعرفه جيداً، أما ان ينحاز عربي الى الصهيونية ويسوق نهج نتانياهو ويجد له التبريرات في ما يتخذ من مواقف واجراءات أدانها ويدينها العالم كله، بمن فيه الادارة الاميركية، كمقياس للتعاطف والتضامن مع اسرائيل، فهذا أمر يستدعي الوقفة المتأنية". وكان الرئيس حافظ الأسد والملك حسين التقيا على هامش القمة العربية في القاهرة، وأوقفا حملات اعلامية بين بلديهما رغم ملاحظات دمشق الكثيرة على اتفاق وادي عربة. وقال الدكتور الصائغ ان "الصوت العربي المنحاز للصهيونية لا يزال في الجسم العربي ويتشدق بالتضامن العربي ويتكلم باللسان واللغة والمفردات العربية". وزاد ان "الغريب ان يصبح العربي مطرباً في فرقة نتانياهو العنصرية وهذا بيت القصيد ... ان السقوط الذي نشهده يسيء الى الأمة".