بلغت الدنمارك الدور ربع النهائي من مسابقة كأس العالم لكرة القدم إثر فوزها الكبير على نيجيريا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد مساء على استاد فرنسا في ضاحية سان دوني الباريسية أمام 80 ألف متفرج. وحققت الدنمارك بالتالي مفاجأة من العيار المتوسط. ذلك ان الكثيرين رشحوا نيجيريا لتخطي الفريق الاسكندينافي وبلوغ ربع النهائي للمرة الاولى لمواجهة ابطال العالم البرازيل. وهي المرة الاولى التي تبلغ فيها الدنمارك هذه المرحلة المتقدمة من المونديال علماً انها تخوض النهائيات للمرة الثانية فقط بعد العام 86 في المكسيك عندما بلغت الدور الثاني وخسرت امام اسبانيا بهدف مقابل خمسة اهداف. واستعادت الدنمارك المستوى الذي سمح لها بتحقيق المفاجأة العام 92 لترفع لقب كأس الامم الاوروبية في السويد، علماً انها قدمت مستوى عادياً في الدور الاول ضد السعودية وجنوب افريقيا وفرنسا ففازت على الاولى وتعادلت مع الثانية وخسرت امام اصحاب الضيافة. أما نيجيريا بطلة مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية قبل عامين في اتلانتا الولاياتالمتحدة على حساب البرازيل والارجنتين فخيبت آمال الجميع بعد عرض باهت امام الدنمارك، ولم تتمكن من معادلة انجاز الكاميرون الذي بلغت الدور ربع النهائي العام 90 في ايطاليا وهو افضل انجاز لفريق افريقي في النهائيات حتى الآن. وتلقى النيجيريون درساً في اساسيات كرة القدم اذ تبين لهم أن المهارات الفردية إن لم تصهر في قالب واحد لا تجنى ثماراً وهذا ما ظهر واضحاً في مواجهة الدنمارك. وفي مواجهة نيجيريا اعتمدت الدنمارك على حسن انتشار لاعبيها وتنظيم دفاعي قوي وسرعة الانتقال من الدفاع الى الهجوم وعدم اعطاء لاعبي نيجيريا مساحات واسعة لتقديم فنياتهم. ووقع النيجيريون ضحية عدم تركيزهم في بداية المباراة وتلقوا هدفين في اول ربع ساعة ولم يتمكنوا من العودة بفضل تنظيم دنماركي فعال. ونجحت خطة مدرب "الفايكينغز" السويدي بو يوهانسون لان لاعبيه نفذوها بحذافيرها فحققوا فوزاً كبيراً وحصل على شرف مواجهة البرازيل في الدور ربع النهائي نهار الجمعة المقبل على ملعب "لا بوجوار" في نانت. ومما لا شك فيه ان كرة القدم غريبة وهذا ما يظنه ميكايل لاودروب قائد منتخب الدنمارك الذي سيعتزل بعد المونديال، ذلك انه في العام 86 قاد الجيل الدنماركي "الكبير" الذي يضم لاعبين موهوبين مثل يسبر اولسن وسورين ليربي وبريبن الكيار لارسن وبعد دور أول هائل وانتصارين كبيرين على الاوروغواي 6-1 والمانيا 2-صفر، خسر الفريق في الدور الثاني امام اسبانيا، وهو الآن يقود فريقاً من "المحاربين" من دون مواهب خارقة الى الدور ربع النهائي! وفي حال تمكن رفاق لاودروب من تنفيذ الخطة نفسها امام البرازيل فقد يزعجون ابطال العالم كثيراً. وفاجأ الدنماركيون خصومهم باكراً اذ سجل مولر هدفاً بعد دقيقتين و8 ثوانٍ بعدما وصلته كرة عرضية رائعة من ميكايل لاودروب داخل المنطقة النيجيرية وسددها قوية على يسار الحارس بيتر روفاي. وفي الدقيقة العاشرة عززت الدنمارك النتيجة من ركلة حرة عندما لمس ميكايل لاودروب الكرة الى مولر فسددها الاخير قوية فشل الحارس في التقاطها وتابعها براين لاودروب داخل الشباك وكان يفترض بالحارس ان يحول الكرة الى ركنية بدل ان يحاول التقاطها. ورد كانو بتسديدة قوية من خارج المنطقة التقطها شمايكل على دفعتين 11. ومرر اوكوتشا تمريرة خردقت الدفاع الدنماركي ووصلت الى كانو المنفرد لكن الاخير اختار المراوغة فضاعت فرصة ثمينة على نيجيريا لتقليص النتيجة 17، وتلاعب اوكوتشا على طريقته الخاصة بمراقبه على الجهة اليسرى ولعب الكرة عرضية نحو كانو الذي حاول توجيهها برأسه لكنها علت المرمى 30. وفي اجمل لعبة في المباراة، سار فينيدي بالكرة ولعبها الى كانو الذي اعادها بكعب القدم الى زميله فغمزها الى اوكوتشا الذي راوغ مرتين مراقبيه وسدد عالياً لسوء حظه 39. وفي الدقيقة 58، انتفض الدنماركيون اثر خطأ من وست ولعب يورغنسن الكرة خلفية الى براين لاودروب الذي سددها في جسم الحارس. وخرج موللر ودخل ساند بدله وبعد 15 ثانية وصلته كرة خارقة من ميكايل لاودورب فحضرها برأسه وسدد داخل الشباك في الدقيقة 59. وحاول بورا ميلوتينوفيتش تفعيل خط الهجوم فاخرج كانو واشرك يكيني صاحب اول هدف لنيجيريا في المونديال قبل 25 دقيقة من النهاية، ثم لعب ورقة بابانجيدا بدل لوال 72. وارتفعت النتيجة الى اربعة اهداف نظيفة عندما سدد يورغنسن كرة قوية فشل بيتر روفاي في التقاطها فأعادها يورغنسن بهدوء الى هلفيغ ليسجل في الدقيقة 76، وتمكنت نيجيريا من تقليص النتيجة على الفور اثر تمريرة رائعة من فينيدي سددها بابانجيدا على الطاير وخدع بيتر شمايكل. وانقذ شمايكل مرماه من قذيفة لفينيدي 79. واهدر نيلسن فرصة تسجيل الهدف الخامس لبلاده عندما انفرد بالحارس الذي تدخل بفاعلية 81. وهدد ساند المرمى النيجيري وابعد روفاي كرته بجدارة 82. ومحاولتان ليكيني واوكوتشا فوق العارضة 85 و86.