بعد الانتهاء من مشروع ترميم تمثال "ابو الهول" الذي استغرق عشر سنوات، بدأت تثار في مصر قضية لحية "ابو الهول" الموجودة في المتحف البريطاني في لندن. وكان عدد من علماء الآثار طالب بعودتها مرة أخرى. وتثير هذه القضية مسألة الآثار المصرية التي خرجت من مصر من دون موافقة السلطات المصرية وبطريق غير شرعي. وكان مغامر ايطالي يدعى كافيليا اجرى في 1816 حفائر حول "ابو الهول"، ادت الى عثور على 13 في المئة من لحيته، واستطاع الخروج من مصر بثلاثة في المئة من اللحية. واستقر باقي الجزء المكتشف في المتحف المصري في القاهرة، أما الجزء الذي خرج من مصر، فقد استقر في المتحف البريطاني. ويؤكد المدير العام لآثار الجيزة والهرم الدكتور زاهي حواس أن عودة اللحية من بريطانيا لا تعني إعادتها الى تمثال "ابو الهول"، لصعوبة ذلك من الناحية الفنية، فضلاً عن انه من الناحية الاثرية يجب الحفاظ على وجه "ابو الهول" بالشكل الذي اعتاده العالم، منذ اكتشاف التمثال من دون لحية او أنف. ويذكر أن "ابو الهول" فقد لحيته وانفه حين صوب أحد الامراء الاتراك مدفعه نحو التمثال، فاسقطهما. وشاع بين المصريين ان نابليون بونابرت هو الذي فعل ذلك ليشوه التمثال في نوع من التحدي لحضارة الفراعنة. وكانت مفاوضات جرت بين المجلس الاعلى المصري للآثار والمتحف البريطاني لاعادة الجزء المحتفظ به في بريطانيا من اللحية، الا انها باءت بالفشل. ويرى الخبراء ان موافقة المتحف البريطاني على اعادة اللحية يفتح الباب امام المطالبة بعودة أعداد كبيرة من مقتنياته من الآثار الفرعونية والاسلامية والقبطية التي خرجت من مصر بطرق غير شرعية، ولا سيما ان هناك مطالبات من جهات مصرية عدة مثل المجلس المحلي لمدينة رشيد لعودة حجر رشيد مرة اخرى، والذي اخذه الانكلير من الفرنسيين لدى خروجهم الفرنسيون من مصر وجاء ذلك في إطار اتفاق بين الطرفين على ان يخرج الفرنسيون على السفن الانكليزية. ويؤكد حواس على اهمية المطالبة بعودة لحية "ابو الهول" مرة اخرى لتوضع الى جوار الجزء الموجود منها في المتحف المصري، لانها تمثل جزءاً من تراث المصريين ولأن "ابو الهول" رمز من رموز مصر الفرعونية. ومعروف أن اعداداً لا حصر لها من الآثار الفرعونية والاسلامية، نقلت من مصر الى اوروبا وتركيا والولايات المتحدة وكندا في القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين على يد لصوص الآثار والمغامرين.