وصل الى الأراضي الألبانية خلال الساعات ال 48 الأخيرة أكثر من ألفي لاجئ من ألبان كوسوفو فيما انتقل سبعة آلاف آخرين الى مناطق أكثر أماناً داخل الاقليم في انتظار تقرير مصيرهم: العودة الى منازلهم أو الهجرة نهائياً". ووصف مسؤولو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ألبانيا موجة النزوح هذه بأنها الأكبر منذ اندلاع أعمال العنف في الاقليم مطلع آذار مارس الماضي. وناشد زعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا الأممالمتحدة فتح مكتب لها في الاقليم "لمراقبة الارهاب الذي يتعرض له سكانه الألبان". وطالب في تصريح أدلى به في نيويورك المجتمع الدولي بأن يتواجد عسكرياً في كوسوفو "من أجل وقف المجازر التي يتعرض لها سكان الاقليم الألبان نتيجة هجمات القوات الصربية". وجدد روغوفا اقتراحه وضع اقليم كوسوفو تحت ادارة دولية كحل مؤقت يسبق الوصول الى حل نهائي للمشكلة وهو الحل الذي لا يتم إلا بحصول الاقليم على الاستقلال الكامل، "ما سيساعد في استقرار الوضع في البلقان وينقذ صربيا من أخطر مشاكلها". وكان روغوفا التقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وحضه على التعجيل في مساعدة الاقليم أمنياً وانسانياً. جاء ذلك في وقت شهد اقليم كوسوفو قتالاً ضارياً أرغم الآلاف من سكانه الألبان على النزوح عن منازلهم. وذكرت مصادر منظمات اللاجئين العاملة في ألبانيا انها سجلت دخول أكثر من ألفي لاجيء من ألبان كوسوفو غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين يومي الثلثاء والاثنين وان عدداً متزايداً لا يزال يتدفق عبر الحدود هرباً من القتال". وناشدت الحكومة الألبانية المجتمع الدولي امس اتخاذ اجراءات عاجلة "لوقف عمليات التطهير التي تقوم بها سلطات بلغراد في محاولة لتصفية وجود العرق الألباني في كوسوفو". وأفاد لاجئون وصلوا الى مخيمات دولية في مدينة كوكيس شمال ألبانيا انهم من سكان قرى قريبة من الحدود مع البانيا في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا اللتين تتعرضان لهجوم عنيف تشنه القوات العسكرية الصربية التي "تقوم بقصف المنازل ومن ثم نهبها وحرقها". ونقلت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد امس عن شهود ان "ألسنة النار وأعمدة الدخان تتصاعد في أنحاء مدينة ديتشاني وسبع قرى قريبة منها". وأضافت الصحيفة ان المشاهد المرعبة تخيم على ديتشاني وقراها وحقولها "حيث الجثث المشوهة المبعثرة فيها وبينها جثث أطفال لم يبلغوا الثانية عشرة من عمرهم وشيوخ تجاوزوا الثمانين ونساء كثيرات". وأشارت الصحيفة الى أن القوات الصربية تحاصر المنطقة الغربية من كوسوفو بشدة وتمنع وصول ممثلي المنظمات الانسانية والصحافيين اليها.