أظهرت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة شمال لبنان والتي تأخر صدورها رسمياً، مؤشرات سياسية مهمة، فرزت مواقع القوى والتحالفات لاستحقاقات مقبلة. وعزت مصادر وزارة الداخلية التأخر في ظهور النتائج الى كثرة المرشحين وعدد اقلام الاقتراع. ففي مدينة طرابلس مثلاً بلغ عدد المرشحين إلى عضوية المجلس البلدي الذي يضم 24 عضواً 161 مرشحاً، وعدد اقلام الاقتراع 276 قلماً. لكن هذا لم يمنع توقع النتيجة، في ضوء الاقلام التي فرزت الى الآن ودققت فيها لجان القيد المختصة. فظهَرَ تقدّم للائحة المدعومة من رئىس الحكومة السابق النائب عمر كرامي في مواجهة اللائحة المدعومة من خصومه من النواب عمر مسقاوي وأحمد كرامي وعبداللطيف كبارة ومصباح الأحدب، والنقيب السابق للمحامين في الشمال سمير الجسر واللائحة الاخرى التي تمثل "الجماعة الاسلامية". اما في مدن وبلدات اخرى فقد اظهرت النتائج شبه النهائية، فوزاً كبيراً للائحة المدعومة من الوزراء سليمان فرنجية في زغرتا ضد اللائحة المدعومة من التحالف الرباعي بين النائبة نائلة معوض والسادة سمير فرنجية وسليم كرم ويوسف الدويهي. وتلقى الرئىس كرامي من رئىس الجمهورية الياس الهراوي اتصالاً في ذكرى اغتيال شقيقه رشيد كرامي وهنأه على تقدم لائحته. وزاره الوزير فرنجية للغاية نفسها وقال بعد اللقاء "ان الحق عاد الى اهله بعد الانتخابات البلدية في الشمال"، مضيفاً "ان البلاد هي لأهلها". اما كرامي ففضّل عدم التعليق في انتظار صدور النتائج النهائية للانتخابات. وفي بشري، حقق تيار "القوات اللبنانية" المحظورة انتصاراً، بفارق كبير، على اللائحة المدعومة من نائبي المنطقة قبلان عيسى الخوري وجبران طوق بلغ نحو ألفي صوت. وكذلك كانت الحال في عدد من قرى قضاء بشري. وفي القبيّات عكار فازت اللائحة المدعومة من الوزير السابق مخايل ضاهر في القبيات ب 13 مقعداً في حين نالت لائحة "التحالف القبيّاتي الحر" التي يدعمها الوزير فوزي حيش بخمسة مقاعد. ولم يتمكن المرشحون المنفردون من خرق اللوائح. وفي بلدة ببنين عكار اصيبت "الجماعة الاسلامية" بخسارة كبيرة في الانتخابات، وفاز من اللائحة التي يدعمها الوزير السابق الضاهر خمسة اعضاء في مقابل 10 أعضاء من اللائحة الاخرى و3 أعضاء من لائحة مستقلة. وفي الكورة حققت اللوائح المدعومة من الحزب السوري القومي الاجتماعي، بجناحيه الطوارئ والمجلس الاعلى، بالتحالف مع عائلات وبعض الاحزاب والنواب تقدماً كبيراً. وفي تنورين، اكبر البلدات في لبنان، فازت اللائحة الإئتلافية المدعومة من النائب بطرس حرب والنائب السابق مانويل يونس وعائلات البلدة وفاعلياتها. اما في مدينة البترون فخرقت اللائحة المدعومة من النائب سايد عقل باثنين من لائحة مدعومة من منافسه جورج ضو وبواحد من لائحة التيار العوني. ومع بدء العد العكسي للمرحلة الثالثة من الانتخابات في بيروت والجنوب، تعلن اليوم لائحة "التوافق البيروتي" المدعومة من رئىس الحكومة رفيق الحريري الذي عقد امس سلسلة اجتماعات ركّز فيها امام جمهور الناخبين، على وجوب الحفاظ على التوازن في التصويت لأعضاء المجلس البلدي، لأن هذا الأمر يؤكد وحدة بيروت واقتناع الناس بأن العاصمة هي لجميع الفئات. وذكرت مصادر مقربة من الحريري ان اللائحة التي ستعلن اليوم ستضم مقرّبين من الاحزاب المسيحية، خصوصاً ان الوزير السابق فؤاد بطرس الذي تولى مشاورات التوافق، أكد ان تمثيل الحزبيين بين المرشحين المسيحيين الإئتلافيين أمر لا بد منه. وعلمت "الحياة" أنه ينتظر ان يسمي الرئيس بري لعضوية المجلس البلدي في بيروت على اللائحة الائتلافية السيد فادي شحرور.