شيع عشرات الآلاف المغني الجزائري البربري معطوب الوناس الى مثواه الأخير امس في مسقط رأسه قرية توريت موسى قرب مدينة تيزي وزو عاصمة المنطقة القبلية التي شهدت خلال اليومين الماضيين سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات على اغتياله الخميس الماضي. تفاصيل اخرى صفحة 6 وذكرت صحف جزائرية امس ان ثلاثة مدنيين ذبحوا واحرقت جثثهم في جنوب غربي الجزائر على أيدي مجموعة مسلحة. وعكست الاحداث التي شهدتها تيزي وزو وهي عاصمة المنطقة القبائلية في الجزائر مخاوف من ان يكون اغتيال المطرب بداية انتفاضة ذات طابع سياسي في تلك المنطقة. اذ اطلقت هتافات تطالب باعتماد الامازيغية وتهاجم عملية التعريف وتدين الاسلاميين المتطرفين. ولقطع الطريق على استمرار الاحتجاجات وجه رئيس الحكومة الجزائرية السيد احمد اويحيى امس نداء الى سكان ولايتي تيزي وزو وبجاية يدعوهم فيه الى "التعقل" و"الرزانة". وأكد "أن أمام الجزائر الكثير من التحديات والكثير من الصعاب". كما وجه نداءه الى "الشباب والمنتخبين والعقلاء ورجال القوى السياسية" للقيام بپ"الواجب للتحكم في الأوضاع والتحلي بالحكمة، والابتعاد عن تدمير ممتلكات الجزائر". واعرب عن تفهم السلطات لپ"الاستياء والحزن والاستنكار". وقال انها "حرصت على ان تعالجها بالحكمة عن طريق التعليمات والأوامر لعناصر الأمن". وتساءل: "لمصلحة من تحطيم المرافق الاجتماعية والاقتصادية، وخلق اوضاع سيئة واعطاء فرص لاغتيالات اخرى مثلما حدث مع مواطن في تيزي وزو". وأشار الى "عمليات التخريب والمساس بالمؤسسات العامة مثلما حدث في محكمة سيدي عيش ما جعل الظروف تؤدي الى مقتل شاب". وذكر بالموقف الرسمي من الاغتيال وتصريحات الناطق الرسمي، كما قدم تعازيه الى عائلات مجزرة سعيدة التي خلفت 17 قتيلاً والتي وقعت يوم اغتيال الفنان معطوب الوناس. وكشف أويحيى ان "الجزائر لا تزال تقاوم وتكافح اعداء من الداخل، وهم معروفون، وتواجه استفزازات من الخارج". وفي جو مهيب، ودع عشرات الآلاف معطوب الوناس، بحضور قادة الأحزاب العلمانية وعائلة الفنان، وسط حراسة شديدة. وكانت هتافات الشبان، في معظمها ضد النظام وتنادي بالأمازيغية لغة وطنية، وتدين "الاسلاميين". وكان من الصعب الاقتراب من جثمان الوناس، لكن مشاعر العداء للسلطة والاسلاميين والعربية كانت بادية على ملامح المشيعين. وفي أكبر شوارع العاصمة الجزائرية، وهو ديدوش مراد، حيث مقر حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية، كانت مكبرات الصوت تندد بالحكومة والاسلاميين وتطالب باللغة الأمازيغية لغة وطنية رسمية للجزائر. وفتح سجل للتعزيات. ولوحظ اكتظاظ السيارات، واستياء السكان من الضجيج الذي أحدثه أنصار الحزب في الشارع، ما جعل الكثير من المارة يتجنبون الاقتراب من المقر. وكانت قرية الفنان الوناس استقبلت أول من أمس جثمانه الذي نقل من مستشفى في ولاية تيزي وزو الى منزله في توريرت موسى ليدفن منتصف النهار في المقبرة التابعة للقرية. من جهة أخرى أ ف ب، ذكرت صحف جزائرية أمس ان ثلاثة مدنيين ذبحوا ثم أحرقت جثثهم أول من أمس عند حاجز اقامته مجموعة اسلامية مسلحة على الطريق بين خميس مليانة جنوب غربي الجزائر والعاصمة الجزائرية. وأضافت الصحف، ان المهاجمين أوقفوا شاحنة تنقل دجاجاً كانت متجهة الى العاصمة فقتلوا ركابها الثلاثة ذبحاً ثم أحرقوا المركبة وجثث القتلى فجر السبت. وحصل الهجوم في منطقة جبلية تنتشر فيها الغابات التي تؤوي مجموعات مسلحة