ارتكب المدرب الالماني بيرتي فوغتس اخطاء عدة في تشكيلة فريقه ضد يوغوسلافيا، حيث اشرك هاينربخ المتألق دائما في اليسار ظهيراً او جناحا ايمن، ودفع بالثنائي تسيغه وهامان اساسيين وهما بعيدان عن المستوى العالي. وكان طبيعيا ان يرتبك المنتخب الالماني بعنف في الشوط الاول، ولم يكن له أدنى خطورة على مرمى الحارس كراليي، ووقف الثنائي كلينسمان وبيرهوف متفرجين. وانتهز اليوغوسلافي الفرصة واحسن الضغط الدفاعي لا سيما في جانبي الملعب للحيلولة دون تقدم ظهيري المانيا او لاعبي الوسط في الاطراف، وتبادل لاعبوه الكرة بتمريرات دقيقة للحفاظ على تفوقهم واستفادوا معنويا من الهدف المبكر لستانكوفيتش، وهو هدف يتحمل المدافعون والحارس كوبكه مسؤوليته تماماً. وشهد الشوط الثاني عددا من التحولات في سير اللعب، وكان اولها لمصلحة يوغسلافيا وتتابعت التحولات بعدها لمصلحة منتخب المانيا المحظوظ اولا والمصمم دائماً. نقطة التحول الاولى كانت في الخطأ الفادح للحارس كوبكه اسفر عن الهدف الثاني ليوغوسلافيا. وجاء التحول الثاني مؤثراً للغاية بالسلب على يوغوسلافيا باصابة احسن لاعبيها المهاجم كوفاسيفتيش ونزول اونيانوفيتش مكانه، وادرك فوغتس مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبه في تشكيلة فريقه فاخرج هامان البطيء وأشرك ماتيوس، ولكن الاصلاح الحقيقي في الفريق كان في الدقيقة 60، وهو التحول الثالث في المباراة بعودة ماتاوس الى مركزه الاساسي في الدفاع وتقدم اولاف تون الى خط الوسط. وتحول الاسلوب الالماني من 3/5/2 إلى 3/4/3 بوجود كيرستن بديل مولر لاعب الوسط وبيرهوف في عمق الهجوم وكلينسمان في الجبهة اليسرى. ونزل تارنات مكان تسيغه في الدقيقة 67 فاعطى بعداً جديداً للهجوم الالماني لا سيما من الجانب الايسر، ولم تمر دقيقة حتى اصيب المدرب اليوغوسلافي سانترانش بصدمة مؤلمة اثر اصابة لاعب الوسط المتألق ستانكوفيتش وخروجه اضطراريا. واخيرا كان التحول الخامس الذي فتح مرمى يوغوسلافيا من الضربة الحرة التي سددها تارنات وحولها المدافع ميهايلوفيتش عن غير قصد داخل شباكه مسجلا اول الاهداف ومع التحسن الالماني الملموس وجد القناص اوليفر بيرهوف الفرصة مرتين، واعادت العارضة العنيدة هدفا مؤكداً له قبل ان يسجل التعادل، واكد بيرهوف انه ابرز لاعبي العالم حاليا في العاب الهواء. التعادل 2/2 لا يخفي ضعف الدفاع الالماني وترهل خط الوسط في اداء الواجبات الدفاعية، وهو الامر الذي يخرج المنتخب الالماني من المنافسة على اللقب العالمي اذا اصر فوغتس على اشراك اللاعبين غير الجاهزين او غير الموفقين. الارجنتينوجامايكا الفوز الكبير بخمسة اهداف نظيفة لا يعكس مطلقا اداء ممتازا او نموذجياً لمنتخب الارجنتين لان منافسه الجامايكي كان دون المستوى فرديا وجماعيا، مهاريا وخططيا. ولم يجد لاعبا الارجنتين باتيستوتا واورتيغا صاحبا الاهداف الخمسة الطريق سهلا الى المرمى في المباريات المقبلة، وكان يمكن لهما احراز عدد قياسي من الاهداف لو استغلا كل الفرص المتاحة لهما في منطقة الجزاء. الفريق الارجنتيني لم يستهتر بالمباراة ولم يترك المدافعون مواقعهم الخلفية في اي لحظة اي لم يندفعوا للهجوم غير المحسوب مما يعكس حجم سيطرة المدرب باساريللا على لاعبيه والزامهم باداء واجباتهم الخططية والحفاظ على تركيزهم لكل الوقت، وهو امر يحسب ايجاباً للفريق ومدربه خصوصاً عندما تحين المباريات الصعبة. وادى هذا الالتزام الجيد من المدافعين الى انعدام فرص جامايكا تماماً، ولم يتعرض الحارس كارلوس روا لأي هجمة في 90 دقيقة. * ايران والولايات المتحدة فازت ايران لكن وسط سيطرة اميركية ميدانية في معظم الفترات لا سيما في الشوط الثاني. وبادر المنتخب الاميركي الى الضغط والهجوم والانتشار الجيد والتقدم الدائم لجناحي الوسط هايدوك وجونز، ووقف الحظ معانداً للاميركيين مرتين بشكل صارخ عندما ردت العارضة ثم القائم هدفين مؤكدين، وتأكد الجميع ان الدعوات المخلصة للجماهير الايرانية تركت ستارا منيعاً امام مرمى الحارس احمد عبد زادة. ورغم البطء الشديد في دفاع ايران الا ان الهجوم الاميركي ظل عقيما بسبب عدم وجود اللاعب الهداف، وازدادت الصعوبة لدى الاميركيين مع اصرارهم على إرسال الكرات العالية في منطقة جزاء ايران، وكان معظمها صيداً سهلاً للحارس. مدرب المنتخب الايراني جلال طالبي آثر الحرص من البداية، ولعب بأسلوب 4/4/2، ولم يعط الحرية للظهيرين للتقدم في الشوط الاول الا لمرات محدودة، واقتصر التقدم في الجانبين على مهدي مهداوى في اليمين بشكل دائم مع تسديدات بعيدة المدى لكريم باقري ومناوشات امامية لخوداداد عزيز، وبقي علي دائي بعيداً عن المرمى رغم ان خطورته لا تظهر الا داخل منطقة الجزاء. ومن الهجمة الجماعية المكتملة الاولى لايران جاء الهدف الاول، وتواجد خلالها خمسة من لاعبي ايران داخل وعلى حدود منطقة الجزاء، ولم يعط هذا النجاح الدافع للايراني لمواصلة هجومه لانه بقي ملتزماً الدفاع البحت مع الاعتماد على المرتدات. وانحصر اللعب في الشوط الثاني في نصف ملعب ايران مع هجمات متتالية للاميركيين، ولكن سوء انتشار مهاجميهم حال دون استفادتهم من استحواذهم الدائم على الكرة، وتعددت الفرص الهائلة للاميركيين، ووقف الحظ مجدداً سنداً لمنتخب ايران في كرة ردها القائم من ريجيس، وعجز راينا ودولي وجونز عن استغلال 3 فرص امام المرمى... وتألق الحارس الايراني في الحيلولة دون اهتزاز شباكه. وكان لا بد من تتويج جهود مهدي مهداوى المتألق بهدف. وانكشف علي دائي مرتين بعد التقدم 2/صفر واهدر هدفين مؤكدين من انفرادين كاملين بالمرمى، والعجيب ان اصرار الاميركيين ظل قائما حتى نهاية المباراة واستغلوا الخطأ الوحيد للحارس احمد عبد زاده لتسجيل هدف