ظفرت إيران بالنقاط الثلاث كاملة من مواجهتها المرتقبة مع الولاياتالمتحدة عندما فازت عليها 2-1 على ملعب جيرلان في ليون أمام 44 الف متفرج ضمن المجموعة السادسة من مونديال فرنسا. وقد لا تكون المباراة درساً في فنون اللعبة، لكن الغلاف السياسي التي احاط بها فضلاً عن السيناريو الذي رسم نفسه خلال الدقائق التسعين، جعلا منها نموذجاً للاثارة والترقب الساخنين. وقاد لاعبا الوسط حميد استيلي ومهدي مهداوي كيا المنتخب الايراني الى الفوز بتسجيلهما الهدفين في الدقيقتين 24 و83، وهو أول انتصار لايران في تاريخ النهائيات وعلماً بانها شاركت مرة واحدة من قبل عام 1978، ولم ينفع في شيء الهدف الاميركي الذي احرزه براين ماكبرايد في الدقيقة 87. وكان بمقدور الايرانيين إنهاء اللقاء بثلاثة أهداف نظيفة لو وفق علي دائي في استثمار الفرصة التي سنحت له ولو لم يخطيء الحارس عبدزادة في الخروج من مرماه مفسحاً في المجال أمام ماكبرايد لتسجيل الهدف. في كل حال، وحتى لو فاز الايرانيون 3 نقاط بعشرة أهداف، فان أملهم في بلوغ الدور الثاني ينحصر بالفوز على المانيا 4 نقاط ولو بهدف واحد الخميس المقبل، باعتبار ان فوز يوغوسلافيا 4 نقاط على الولاياتالمتحدة صفر في اليوم ذاته أمر مفروغ منه. وجاء اللقاء بقيادة الحكم السويسري "المحايد" أورس ماير نظيفاً ، وكان للحظة واحدة أكثر من محايد لانه حرم الايرانيين ركلة جزاء واضحة كعين الشمس لان الحارس كايسي كيلر تعمد مخاشنة خداداد عزيزي داخل المنطقة قبل ان يأتي الهدف الاول. وبعد عزف النشيدين الوطنيين الايراني والاميركي تبادل اللاعبون باقات الورود والدروع التذكارية، ثم اخذوا صورة تذكارية حيث شبكوا ايديهم ببعضها البعض امام عدسات مئات المصورين. في هذه الاثناء، انتزع رجال الشرطة من بعض الايرانيين المعارضين في المدرجات صورا عملاقة لمريم رجوي زوجة زعيم منظمة مجاهدي خلق معارضة مسعود رجوي. وطرأ أكثر من تغيير على الصفوف الاميركية وتغيير واحد على الصفوف الايرانية باشراك الحارس عبدزاده. وظهر الارتباك والتوتر على أداء الايرانيين منذ الدقيقة الاولى، فقطعت تمريراتهم وهاجم الاميركي وردت العارضة الإيرانية رأسية من ماكبرايد بعد 3 دقائق فقط. وكان واضحاً اعتماد الايرانيين على ارسال الكرات الطويلة الى على دائى العملاق الذي يجيد ضربات الرأس وتحضير الكرة لزملائه. وبعد 6 دقائق وصلته الكرة فتخلص من ادي بوب الذي راقبه كظله طيلة المباراة وسدد كرة زاحفة من خارج المنطقة لكن خارج المرمى 6. وتدخل الحارس عبد زاده في توقيت مناسب ليسبق ماكبرايد على الكرة 10، وتوغل مهدي مهداوي، احد نجوم المباراة، داخل المنطقة لكن مدافعاً شتت الكرة في اللحظة الاخيرة الى ركلة ركنية 14. وانبرى كريم باقري هداف تصفيات المونديال برصيد 17 هدفا منها 7 في مباراة واحدة لركلة حرة مباشرة من 40 متراً بين احضان كايسي كيلر 17... ولم يظهر باقري كثيراً في اللقاء لانه ركز على الدفاع أكثر. وانفرد عزيزي بالحارس الاميركي فاجتاحه الاخير بشكل متعمد من دون ان يحتسب الحكم السويسري اورس ماير ركلة جزاء لا غبار عليها وسط احتجاج منقطع النظير في المدرجات. وسدد باقري ركلة حرة مباشرة فوق العارضة 28، وكلاوديو راينا كرة قوية من حدود المنطقة اصطدمت باسفل لقائم الايسر للمرمى الايراني، واطلق تاب راموس كرة قوية من حدود المنطقة سيطر عليها الحارس الايراني بسهولة 37... ومثل هذه الكرات التي سددها الاميركيون من خارج المنطقة تعددت من دون ان يجد لها الدفاع والوسط الايرانيان حلاً برغم خطورتها. وفي هجمة طويلة، مرر دائي الكرة الى الظهير الايمن جواد زارينشاه الى مهداوي ثم زارينشاه من جديد فرفعها داخل المنطقة الى استيلي الذي سددها بإتقان في الزاوية اليمنى العليا للمرمى الاميركي. وأنهى عزيزي الشوط الاول بكرة فوق العارضة 43، وبدأ الايرانيون الشوط الثاني بداية جيدة فسدد مهداوي رأسية خارج المرمى 50. لكن خط الوسط الاميركي أمسك بمنطقة المناورات مرة جديدة، وتعددت الركلات الركنية ضد الايرانيين، وسدد توماس دولي كرة رأسية فوق العارضة وهو يلعب قلباً للدفاع 60، وسنحت فرصة ذهبية امام راينا عندما سيطر على الكرة امام المرمى الايراني ثم استدار على نفسه وسددها استعراضية مرت بجانب القائم الايمن 62. وبعد تمريرات قصيرة بين لاعبين اميركيين عدة وصلت الكرة الى هايدوك فاطلقها قوية باتجاه الحارس عبد زاده 65، وموّه ماكس مور بجسده خادعا ثم سدد كرة قوية من خارج المنطقة ارتطمت بالشباك الخارجية 70، وكاد ريجيس ان يدرك التعادل للولايات المتحدة عندما انسل من وراء الدفاع الايراني وسدد كرة برأسه صدها القائم الايمن للمرمى 72. وانقذ عبدزاده مرماه من هدف اكيد عندما تصدى بشكل رائع لكرة هيدوك عند باب المرمى 79، ثم تعثر اللاعب نفسه وهو منفرد بالحارس فاضاع فرصة ذهبية اخرى 80. ووصلت الكرة الى دائي في منتصف الملعب فسيطر عليها ببراعة ومررها الى مهداوي الذي هرب الى الجهة اليسرى للافلات من الرقابة، فشق طريقه باتجاه المرمى ثم سددها لحظة خروج الحارس الاميركي لملاقاته مسجلاً الهدف الثاني 83. بعد ذلك بدقيقتين، مرر مهداوي الكرة الى دائي فانفرد بالحارس لكنه فشل في التسجيل ثم سدد مرة أخرى فأبعدها ريجيس قبل ان تجتاز خط المرمى 85. ورد ماكبرايد بهدف للولايات المتحدة عندما تطاول لكرة برأسه وسددها باتجاه المرمى، وقد حاول محمد خاقبور ابعادها لكنه أخفق... وبقي الضعط الاميركي مستمراً الى ان ضحك الايرانيون كثيراً لأنهم ضحكوا أخيراً. تصريحات - ستيف سامبسون مدرب الولاياتالمتحدة: لعبنا كما كان متوقعا باسلوب هجومي لانه عندما تسعى الى الفوز يجب ان تجازف. لكن للأسف سجل استيلي هدفا في الشوط الاول مما اجبرنا على المجازفة اكثر. انا فخور بفريقي واهنىء ايران، لقد دافعوا ببراعة ونجحوا في الهجمات المرتدة. المباراة الثالثة مهمة ويبقى الهدف هو نفسه، سنلعب من اجل الفوز. - جلال طالبي مدرب ايران: اعتقد انه من الناحية الفنية قدم المنتخب الاميركي عرضاً جيداً، فقد سيطر على مجمل مجريات اللعب. اتخذت المباراة طابعاً سياسياً، فزادت الضغوطات على اللاعبين وانا اوجه لهم تحية حارة وانا سعيد لكل ايراني يحب كرة القدم. يبقى لنا بعض الامل لكن المباراة ضد المانيا في غاية الصعوبة. ردود فعل في طهران أ ف ب، نزلت مجموعات من الشبان الايرانيين الى الشوارع في طهران بعد الفوز، واطلقت السيارات ابواقها واضاءت مصابيحها. وفي ساحة واناك الكبرى، في شمال طهران، بدأ مئات من الاشخاص، رجالاً ونساء، بالرقص وهم يرفعون الاعلام الايرانية ويرددون "عاشت ايران" ويرمون المفرقعات. احتفل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل اسرائيل والسوريون في الجولان بفوز ايران على الولاياتالمتحدة في مباراة كرة القدم التي جرت بينهما مساء امس الاحد في اطار نهائيات كأس العالم في فرنسا، عبر تظاهرات فرح عمت المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية استمر بعضها حتى ساعات الفجر الاولى. وبدت شوارع المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية خالية تماماً من المارة ومهجورة خلال المباراة، واكتظت المقاهي بالرواد لمتابعة اللقاء تلفزيونياً. وبعدما انهى الحكم المباراة سار عشرات الشبان وسط مدينة رام اللهبالضفة الغربية وهم يطلقون التكبيرات والهتافات المعادية للولايات المتحدة التي وصفوها بأنها "عدوة الشعوب"، وأحرقوا العلم الاميركي واطلاق الالعاب النارية. وفي محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، قال شهود عيان ان النساء في عدد من المناطق خرجن الى سطوح المنازل وشرفاتها واطلقن الزغاريد والدعاءات بعد "فوز الاسلام" على "السفاح الاميركي الكافر"، بينما كانت مجموعات من الشبان تهزج وتطلق الهتافات في الشوارع. وفي مخيم بلاطة المجاور لمدينة نابلس اطلق عدد من الشبان النار من اسلحة فردية في الهواء ابتهاجا بفوز ايران. وأفاد شهود عيان في قطاع غزة ان هتافات جماعية مدوية كانت تسمع في كثير من الاحياء بعد ادخال ايران لهدف في المرمى الاميركي، كان ابرزها "الله اكبر والحمد لله والنصر للإسلام" وهو الهتاف الذي تردده عادة حركة المقاومة الاسلامية حماس ومؤيدوها. كما عبر الفلسطينيون داخل اسرائيل عن فرحتهم بفوز ايران. فقد سارت في بلدة راحات جنوب التي يقطنها بدو تظاهرة ضمت حوالي الفي فلسطيني اطلقوا خلالها التكبيرات والهتافات المعادية للولايات المتحدة التي كان بعضها باللغة الانكليزية. وشهدت بلدة الطيرة في شمالي اسرائيل مسيرات فرح صاخبة شارك بها مئات الفلسطينيين الذين عبروا عن سعادتهم بفوز ايران على "الشيطان الأكبر". وفي بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة، انطلقت قافلة من السيارات في تظاهرة جابت كافة القرى في الهضبة ثم عادت الى وسط البلدة حيث رفعت الاعلام السورية. وقد هتف المتظاهرون "الجولان عربية" و"بالطول والعرض مسحنا بأميركا الارض". واحتفل انصار حزب الله الشيعي اللبناني بفوز المنتخب الايراني باطلاق الرصاص في سماء العاصمة اللبنانية بيروت. وذكر بعض المصادر ان المشهد نفسه تكرر في مدينة بعلبك شرق بيروت معقل حزب الله. وخرجت سيارات تحمل الاعلام الايرانية واعلام حزب الله واطلقت العنان لابواقها في شوارع بيروت وتوجهت الى السفارة الايرانية في منطقة بئر حسن ضاحية بيروتالجنوبية. واطلقت مجموعة من الشبان خرجوا من نوافذ سياراتهم هتافات "الله اكبر والموت لأميركا" و"إيران هزمت الشيطان الاكبر"