أبدى مقاتلو جيش تحرير كوسوفو مقاومة شرسة للاحتفاظ بالأراضي والطرق التي حرروها وتؤدي الى ألبانيا، على رغم التعزيزات التي نقلتها القوات الصربية الى المنطقة وقوامها مزيد من الدبابات والمصفحات. وجاء ذلك في وقت طالبت موسكو الدول الغربية اعطاء بلغراد مهلة اضافية لتنفيذ وعودها في شأن التفاوض مع زعماء ألبان كوسوفو وارسلت اثنين من ديبلوماسييها الى منطقة البلقان في مهمة تهدف الى ايجاد حل لأزمة العنف المتفاقم في الاقليم. ونقلت المصادر الإعلامية في تيرانا أمس الاثنين عن مصادر ألبان كوسوفو ان معارك عنيفة تدور منذ يومين في منطقة غوريني كلينا قرب سربتسا، "إثر محاولة القوات الصربية المدعومة بالدبابات السيطرة على طريقين رئيسيين يقعان ضمن الأراضي المحررة اضافة الى معارك عنيفة في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا". وذكرت المصادر نفسها ان جيش تحرير كوسوفو "أنزل خسائر فادحة بالوحدات الصربية وشن هجوماً مضاداً أسفر عن سيطرته على مصنع تربشا قرب مدينة ميتروفيتسا لانتاج معدات الاطفاء، كانت حولته القوات المعتدية الى قاعدة لها". وأضافت المصادر ان المقاتلين الألبان "فرضوا حصاراً على محطات الشرطة الواقعة في محيط الطريق التي تربط مدينة بيتش بقرية كييفو". وشنت السلطات الصربية في المناطق الخاضعة لسيطرتها حملة اعتقالات واسعة ضد المواطنين الألبان. ومن بين الذين شملتهم الاعتقالات، ثلاثة من القياديين في الحركة الوطنية هم علي صدري وغاني شاهيني وأحمد أحمدي". وفي بلغراد، اعترف الناطق باسم وزارة الداخلية الصربية بوجيدار فيليتش بأن جيش تحرير كوسوفو "سيطر على طرق برية جديدة ما زاد من صعوبة الوصول الى بعض مناطق كوسوفو". ونشرت مجلة "دوغا" نصف الشهرية الصادرة في بلغراد في عددها الأخير رسالة من جندي صربي في الجيش اليوغوسلافي لم تذكر اسمه لأسباب أمنية وصف فيه المعارك التي شارك فيها في كوسوفو بأنها "مرعبة تفقد الانسان صوابه يستخدم فيها الطرفان أنواع الأسلحة بما فيها راجمات الصواريخ". وعرض مسؤولو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في مدينة بايزي الألبانية جنديي الخدمة الاجبارية في الجيش اليوغوسلافي: فخرالدين بوريتش وفخرالدين افديتش وهما مسلمان من البوشناق من بلدية روجاي في منطقة السنجق في الجبل الأسود وأفادا أنهما "فرا من الخدمة لأن الضباط المسؤولين عنهما طلبا قتل المدنيين في اقليم كوسوفو". وأعلن ممثل المنظمة الأوروبية الذي قدم الجنديين الى وسائل الإعلام انه "سيتم نقلهما الى تيرانا بانتظار حصولهما على اللجوء السياسي في ألبانيا أو في بلد آخر". من جهة أخرى، اعترض وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف في حديث الى تلفزيون موسكو تشديد الغرب على ضرورة انسحاب القوات الصربية بشكل كامل من كوسوفو. ووصف انسحاب القوات الصربية من الاقليم بأنه "أمر خطير سيؤدي اذا حصل، الى هجرة جماعية تشمل نحو 150 ألف صربي من الاقليم". وأشار بريماكوف الى ضرورة منح الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش مزيداً من الوقت "ليثبت انه صادق في وعوده بالتفاوض مع قادة ألبان كوسوفو". وانتقد وزير الخارجية الروسي الديبلوماسيين الغربيين الذين وصفهم بأنهم "منحازون الى طرف واحد وينبغي ان يمارسوا مزيداً من الضغوط على ألبان كوسوفو". وأكد الموقف الروسي الذي "يقف ضد اتخاذ أي اجراء عسكري ضد يوغوسلافيا". ووعد بريماكوف بأن "تكثف روسيا جهودها لايجاد حل سياسي لمشكلة كوسوفو". وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي نيكولاي افانسيفسكي محادثات خلال اليومين الماضيين في كل من بلغراد وبريشتينا "في وساطة روسية تهدف انهاء النزاع في كوسوفو". كما يجري نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر افدييف محادثات مع حكومتي ألبانيا ومقدونيا بخصوص أزمة كوسوفو