واشنطن، نيوريورك - رويترز، أ ف ب - أفاد تقرير نشرته امس صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ان الولاياتالمتحدة تتغاضى عن تهريب العراق "ملايين الاطنان من النفط والوقود الى تركيا". ونقلت الصحيفة عن مصادر تركية واميركية لم توضح هويتها ان عمليات التهريب تشمل ايضاً منتجات مكررة تنقل بواسطة مئات من الشاحنات عبر طريق تخضع لسيطرة طلعات استكشافية جوية تنفذها طائرات التحالف الغربي. واكدت هذه المصادر ان ادارة الرئيس بيل كلينتون على علم بهذه الشحنات لكنها تجاهلتها رسمياً على رغم ان الرئيس صدام حسين يستفيد منها، وذلك لأنها مرسلة الى تركيا التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة. وزادت المصادر ان الاكراد في شمال العراق يستفيدون ايضاً من عمليات التهريب. وقال احد مسؤولي الادارة الاميركية ان "صدام يكسب المال من ذلك لكن الاتراك والاكراد يكسبون ايضاً. ونسبت "نيويورك تايمز" الى خبراء نفط ان عدي نجل الرئيس العراقي يدير عملية التهريب، مشيرة الى ان الزعماء الاكراد العراقيين بالاضافة الى شركات الشحن التركية ومسؤولين اتراك محليين يتقاضون عمولات من التهريب. وصرح مسؤول في ادارة كلينتون الى الصحيفة بأن 50 - 60 الف برميل من النفط العراقي ومشتقاته تهرّب يومياً عبر جسر الخابور على الحدود العراقية - التركية. واوضح مسؤولون في الادارة للصحيفة ان بدايات عمليات التهريب تعود الى عام 1992 وشددوا على انه بدأ اثناء ولاية الرئيس جورج بوش. وجاء في التقرير ان العراق "يهرّب نفطاً بحراً الى ايران ودبي ومناطق اخرى" وان التهريب "يفيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي كان يتلقى تمويلاً في الماضي من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. اي. ونسبت الصحيفة الى مسؤولين في الاستخبارات ان بارزاني خذل الولاياتالمتحدة بدعوته الجيش العراقي الى التدخل في شمال العراق في آب اغسطس 1996 وسحقه برنامج عمل سرياً اميركياً كان يعتمد على الدعم الكردي. واشارت الى ان الجماعات الكردية المتنافسة تعتقد ان عمليات التهريب تكسب بارزاني ملايين الدولارات وتجعله يدخل في علاقة تجارية مباشرة مع عدي صدام حسين