وصف تقرير خبراء الأممالمتحدة، الذين زاروا العراق لدرس حال منشآته النفطية بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، قطاع النفط في هذا البلد بأنه "في حال متدهورة جداً"، وأكد "أن قدرة الحقول الانتاجية التي طُورت انخفضت في شكل كبير، وبعضها لا مجال لاستعادته". وشدد على أن "وسائل معالجة النفط والمصافي ومرافئ التخزين في العراق أصيبت بأضرار جدية وحالها مستمرة في التدهور". وطرح في مجلس الأمن مشروع قرار يسمح للعراق بشراء قطع غيار لمنشآته النفطية، قدمته ست دول. وأفاد التقرير، الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه وأعده فريق خبراء من شركة "سيبولت" الهولندية زار العراق في آذار مارس الماضي، ان زيادة انتاج نفط العراق ستكون محدودة نتيجة تدهور الطاقة الانتاجية وقدرة وسائل معالجة النفط، بالاضافة إلى أن شبكة النقل والتخزين في حال متدهورة جداً وتتطلب اصلاحات أساسية. وأشار إلى تدهور حال خط الأنابيب في الشمال وقدرة الضخ والتخزين ومشاكل مماثلة في الجنوب. ولفت إلى مشكلة ثالثة تحد امكانات زيادة انتاج نفط العراق، هي الحاجة إلى تنسيق مواعيد تحميل النفط في ميناء البكر. واستنتج التقرير أنه من دون استثمار سريع في اصلاح الآبار وتطوير الحقول الأصغر حجماً، ستكبر الفجوة بين انخفاض القدرة الانتاجية وزيادة الانتاج المتوقعة في إطار القرار 986، على رغم أن صناعة النفط في العراق "لديها الخبرة والمعرفة التقنية لزيادة الانتاج تدريجاً خلال الأشهر ال 18 المقبلة". واعتبرت مجموعة الخبراء ان الانتاج الحالي من النفط العراقي معدله 160،2 مليون برميل في اليوم، يصدر منه 200،1 مليون برميل في اليوم، علماً أن طاقة التصدير تبلغ 530،1 مليون برميل. وأكدت أن العراق يمكنه بعد ستة شهور، وفور وصول قطع الغيار لمنشآته النفطية وبدء الاصلاحات في الآبار، انتاج 360،2 مليون برميل في اليوم. ويحدد التقرير المبلغ اللازم لشراء قطع الغيار ب 210 ملايين دولار، ويستبعد أن يتمكن العراق من تصدير كميات من النفط خلال الستة شهور المقبلة، قيمتها 256،5 بليون دولار، لأن ذلك يفرض أن يكون سعر برميل النفط العراقي 90،16 دولار للبرميل. وبنى التقرير توقعاته على أسعار تتراوح بين 5،12 دولار و5،14 دولار للبرميل، على أن تكون قيمة مبيعات العراق خلال ستة شهور 9،3 بليون دولار إذا كان السعر 5،12 دولار للبرميل، و5،4 بليون دولار إذا كان السعر 5،14 دولار، علماً أن المسؤولين العراقيين أعلنوا أن ليست هناك امكانية لبيع نفط بأكثر من 3 بلايين دولار خلال الشهور الستة. وسعر النفط العراقي الآن هو 25،9 دولار للبرميل، أي أن على العراق أن يزيد انتاجه في شكل كبير للتوصل إلى المبلغ الذي حدده الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة، وهو 3،4 بلايين دولار، يقتطع منه 3،1 بليون دولار لتغطية نفقات نشاطات الأممالمتحدة في العراق. وعاودت الأمانة العامة للأمم المتحدة النظر في هذا الرقم بسبب تدني أسعار النفط، والقدرة الانتاجية للعراق. وقال ل "الحياة" مصدر مطلع إن واشنطن ولندن ترفضان طلب العراق المبلغ المطلوب لشراء قطع غيار لمصافي النفط 210 ملايين دولار لقطع لاصلاح الآبار و90 مليون دولار لقطع للمصافي، وتعتبران أن ذلك لا يتعلق بانتاج النفط. وحذر المصدر من ان حال مصافي النفط العراقية تؤثر في المشتقات النفطية التي أصبحت متدهورة جداً حتى أنها باتت مسمة ومضرة للبيئة. في نيويورك أ ف ب، أعلن ديبلوماسيون أن ست دول قدمت ليل الأربعاء إلى مجلس الأمن مشروع قرار يسمح للعراق باستيراد قطع غيار لمنشآته النفطية قيمتها 300 مليون دولار. وفي بغداد، أعلن مسؤول في الاممالمتحدة امس ان من الصعب ان تبلغ قيمة الصادرات النفطية العراقية في المرحلة الرابعة من اتفاق "النفط للغذاء" 4.5 بليون دولار. وقال منسق النشاطات الانسانية في المنظمة الدولية في العراق دنيس هاليداي ان هذه الصعوبة ناجمة عن النقص في قطع الغيار التي تحتاجها المنشآت النفطية العراقية وانخفاض اسعار النفط الخام. وحذر من ان "التأخير في مصادقة مجلس الأمن على تخصيص 300 مليون دولار لقطع الغيار سيكون له أثر جدي على البرنامج الانساني برمته"