يرد اسم نتسكيب كوميونيكيشنز، منافسة شركة مايكروسوفت في سوق برامج تصفح انترنت مئة وثلاثين مرة في دعوى الحكومة الاميركية التي تتهم فيها مايكروسوفت بمخالفة احكام القانون الذي يحرّم الاحتكار، وفي المذكرة التي تدعم الدعوى. ولكن على رغم تركيز دعوى وزارة العدل الاميركية، في المقام الاول، على سوق برامج التصفح، لا تذكر وثائق الدعوى، التي اقيمت رسمياً الاثنين قبل الماضي، الا قليلاً اسم شركة منافسة اخرى لمايكروسوفت هي شركة صن مايكروسستمز انك. وتتوسع وثائق وزارة العدل الاميركية في التحدث عن نوايا مايكروسوفت الخاصة بوضع حد لنجاح لغة البرمجة جافا التي ابتدعتها شركة صن، ذاكرة مقتطفات فعلية من رسائل مايكروسوفت الالكترونية الداخلية التي لا تخلو من بذاءة والنوايا العدوانية. وتقول الحكومة الاميركية ان هذه النوايا او الخطط ذات اهمية للدعوى وذات صلة وثيقة بها لأن جافا تتضمن تكنولوجيا تسهّل على مطوري البرامج كتابة البرامج التي بالامكان تشغيلها على مختلف انظمة الكومبيوتر، اي ان هذه اللغة تتحلى بما يسمّى بالقدرة على العمل في مختلف "المنابر"، ما يعني ان في تكنولوجيا جافا من القوة الكامنة ما يمكّنها من تخفيف الهيمنة التي يمارسها نظام ويندوز التشغيلي الذي ابتدعته مايكروسوفت والحد من هذه الهيمنة، علماً بأن ويندوز يشكل المقياس التكنولوجي الذي يكتب بموجبه معظم تطبيقات سطح المكتب في ايامنا الراهنة. وتقول وزارة العدل الاميركية ان ممارسات مايكروسوفت في سوق برامج التصفح غيّرت مسار التهديد المتأتي من جافا فلم يعد تهديداً ذا اهمية، لأن شركة نتسكيب كوميونيكيشنز كورب تضمّن برنامج التصفح نافيغيتر، الذي تدعمه تكنولوجيا جافا، ولهذا من شأن احباط نتسكيب في سوق برامج التصفح ان يسد او يلغي قناة التوزيع الرئيسية الخاصة بلغة جافا. رخصة بتعديلات وكانت مايكروسوفت ايضاً حصلت على رخصة لاستخدام جافا من شركة صن عام 1996 لكنها بدأت بعد ذلك اضافة تعديلات الى اللغة/ الرمز، ما جعل نسخة مايكروسوفت من جافا معدّلة بحيث لا تشتغل الا في ويندوز وهو ما يتعارض مع الهدف الاصلي من جافا، اي ان تعمل من "المنابر" كافة. وثمة دعوى مدنية اقامتها شركة صن على شركة مايكروسوفت تتناول هذه المسألة بالذات وتتهم فيها الاولى الثانية بخرق مواد عقد بينهما وبممارسات تجارية غير منصفة. ولم تنظر المحاكم حتى الآن في هذه الدعوى. وفي المذكرة التي رفعتها الحكومة الاميركية الى المحكمة تنقل رسالة ارسلها في حزيران يونيو 1996، وبواسطة البريد الالكتروني، بول ماريتز، احد نواب رئيس مجموعة مايكروسوفت، قال فيها بالحرف الواحد: "بصرف النظر عمّا سيحدث، يتعيّن علينا ابطاء مقدرة نتسكيب على ترسيخ بروتوكولات او مقاييس جديدة". واستطرد مارتينر فقال ان من "الضروري والاساسي ان نقطع زخم جافا" لكي "نحمي ممتلكاتنا الاساسية وهي ويندوز". وفي المذكرة التي رفعتها الحكومة الاميركية الى المحكمة تعلّق على هذا وتقول: "باختصار شديد، خشيت مايكروسوفت من التطورات وسعت الى عرقلة تطوير ما يمكن ان يستخدم مع تكنولوجيات اخرى على الشبكة الدولية، مثل برنامج نتسكيب نافيغيتر وجافا، لكسر احتكارها". الاجهاز على جافا وتقول مذكرة الحكومة الاميركية ايضاً، مشيرة الى وثيقة تم تداولها ايضاً في داخل دوائر شركة مايكروسوفت بغاية التخطيط للمستقبل، ان هدف مايكروسوفت المدرج تحت عنوان "الغاية الاستراتيجية" هو "الاجهاز على جافا التي يمكن استخدامها في البرامج كافة من طريق تنمية سوق جافا الملوثة". وفي حاشية تقول المذكرة: "تذكر وثائق مايكروسوفت تعبير ملوث للاشارة الى تطبيقات جافا التي لا تعمل الا مع ويندوز". وتنقل مذكرة الحكومة الاميركية، المرفوعة الى المحكمة، ايضاً ما جاء في رسالة ارسلت بالبريد الالكتروني في ايلول سبتمبر 1997 على لسان مسؤول في مايكروسوفت، تأكد انه بي سريداران، حرفياً: "لنتحرك قدماً باتجاه سرقة لغة جافا. ويجب ان نتساءل عن الفترة التي يستغرقها قيام مايكروسوفت بانشاء جافا تعمل مع التكنولوجيات كافة بفعالية. ومن الطبيعي اننا لن نتمكن ابداً من هذا، لكن التفكير في فترة من هذا القبيل يعطينا فكرة عن الوقت الذي يتعيّن علينا قضاءه في قتل جافا التي ابتدعتها شركة صن". ويصف وليم نيوكوم، احد كبار نواب رئيس شركة مايكروسوفت، المسؤول عن الشؤون القانونية، قيام وزارة العدل الاميركية باقتطاف جُمَل مما قيل حرفياً في عدد كبير من آلاف الوثائق التي قدمتها مايكروسوفت الى الحكومة الاميركية، بانها "محاكمة بواسطة المقتطفات". الهاب المشاعر ويقول نيوكوم ان التعليقات التي تبدو وكأنها تثير المشاعر وتلهبها عندما تُفصل عن سياقها الطبيعي في الوثائق، ستظهر على انها تعليقات او عبارات تستخدم في الاتصالات التجارية اليومية العادية مع شركة معروفة ومحترمة لما فيها من قوة تنافسية ومن رغبة شديدة في التنافس، وذلك عندما تعرض مايكروسوفت وجهة نظرها القانونية في الدعوى المرفوعة ضدها. ويقول مارك ماري، احد الناطقين باسم مايكروسوفت، عن صيغة او نسخة شركته عن جافا، ان هذه الصيغة اسرع واقوى من جافا شركة صن. ويضيف ماري ان معظم الناشطين في قطاع الكومبيوتر يدرك ان البرمجة التي تعمل مع التكنولوجيات كافة ليست بفعالية جافا المكتوبة من اجل نظام تشغيلي معيّن مثل ويندوز. ويصف ماري دعوى شركة صن القضائية ضد مايكروسوفت بأنها "لا اكثر من محاولة من صن لاعادة كتابة عقد مبرم من طريق رفع دعوى قضائية". لكن رؤية شركة صن مايكروسستمز وموقفها يختلفان عن هذا كله. ويقول لويد داي الابن، الشريك في شركة الاستشارات القانونية كولي غودوارد، الناشطة من بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا، والتي تمثل شركة صن، ان مايكروسوفت "تعمل منذ فترة طويلة على تقسيم تكنولوجيا جافا واختطافها". وطلبت شركة صن الثلثاء الماضي من المحكمة الاقليمية في سان جوزيه في كاليفورنيا نشر اوراق المحكمة في دعواها ضد مايكروسوفت بعدما افصحت الحكومة الاميركية عن بعض الوثائق المرتبطة بلغة جافا في دعواها هي ضد مايكروسوفت بحجة مخالفتها للقوانين التي تحرّم الاحتكار. وبصرف النظر عمّا ستسفر عنه الدعوى القضائية، يقول محللو شؤون قطاع الكومبيوتر ان مايكروسوفت افلحت على ما يبدو في ابطاء تقدم جافا كما ابتدعتها شركة صن. ويقول سكوت وينكلر، احد المحللين العاملين في مجموعة غارتنر الناشطة في مجال الابحاث: "لقد حقّقت مايكروسوفت نجاحاً كبيراً في بث بذور الشك في جافا بين زبائنها من الشركات"