دخلت المواجهة بين شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ومعارضيه من اعضاء "جبهة علماء الازهر" مرحلة جديدة، اذ فتشت لجنة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية مقر الجبهة، وخضع خمسة من قادة واعضاء الجبهة امس للتحقيق أمام لجنة خاصة شكلها مجلس جامعة الازهر الذي يرأسه طنطاوي بتهمة "الاساءة الى مقام الامام الاكبر". وكان هؤلاء قادوا حملة ضد قانون تطوير الازهر الذي يتبناه طنطاوي وأقره مجلس الشعب البرلمان اخيراً. وشمل التحقيق رئيس الجبهة الدكتور العجمي دمنهوري خليفة وهو رئيس قسم الحديث وعلومه في كلية أصول الدين، والرئيس السابق للجبهة الدكتور عبدالمنعم البري والامين العام السابق الدكتور محيي اسماعيل ورئيس قسم الشريعة في كلية اصول الدين الدكتور محمود حماية والاستاذ في كلية اللغة العربية الدكتور ابراهيم الخولي. وواجهت لجنة التحقيق هؤلاء بمقالات وحوارات نشرت في صحف مصرية وعربية وبيانات حملت توقيع "جبهة علماء الازهر" اعتبرت اللجنة انها تتضمن اساءة الى مقام شيخ الازهر. وينتظر القانون، الذي عارضه ايضاً مفكرون ودعاة وعلماء اسلاميون ويتضمن مادة تنص على اختصار عدد سنوات الدراسة في المعاهد الثانوية الازهرية من اربع الى ثلاث سنوات - توقيع الرئيس حسني مبارك عليه حتى يدخل حيز التنفيذ. وبدا ان الاجراءات ضد "جبهة علماء الازهر" لن تقتصر على التحقيقات مع اعضائها، اذ قامت لجنة تابعة لادارة الجمعيات في وزارة الشؤون الاجتماعية امس بتفتيش مفاجئ لمقر الجبهة التي تعمل بترخيص من الوزارة. وفحصت اللجنة دفاتر الجبهة ومحاضر الجمعية العمومية الاخيرة التي عقدت قبل نحو شهرين وتم خلالها انتخاب مجلس ادارة جديد للجبهة. وأبدت اللجنة عدداً من الملاحظات مثل عدم امكان عقد جمعية عمومية يحضرها 350 عضواً في الجبهة في مقر لا يتسع لخمسين شخصاً وترشيح اعضاء وعدم العثور على دفاتر وايصالات مالية في المقر. ورد ممثل الجبهة بأن ممثلين لقسم الشرطة وثلاثة موظفين من وزارة الشؤون الاجتماعية حضروا اجتماع الجمعية العمومية، وأوضح ان الدفاتر المالية المشار اليها لدى المراقب المالي للجبهة. واعتبر مصدر في الجبهة في تصريح الى "الحياة" ان هذا الاجراء يأتي في اطار الضغوط التي تمارس ضد الجبهة لوقف معارضتها لسياسات شيخ الازهر. من جهة اخرى، بدأ عدد من علماء الازهر واساتذة الجامعة جمع توقيعات من ازهريين وسياسيين وقادة رأي للدعوة الى عقد مؤتمر قومي يناقش وضع الازهر و"التخريب" الذي يتعرض له. وقال مصدر قريب من هؤلاء العلماء لپ"الحياة" ان "هناك قبولا كبيرا لهذه الدعوة التي ستكون قريبة"، لكنه لم يعلن عن اسماء القائمين على هذه الدعوة