احتجزت قوات السواحل التركية سفينة تجارية روسية تحمل علم مالطا للاشتباه بأنها تنقل معدات صاروخية الى قبرص، وأعلنت وكالة "الأناضول" للأنباء ان سبع منصات متنقلة لاطلاق الصواريخ عثر عليها في عنابر االسفينة. وذكرت شبكة تلفزيون اخبارية تركية لاحقاً ان المنصات كانت متوجهة الى مصر. وأوقفت السفينة "ناتاشا - 1"، صباح أمس خارج ميناء غاليبولي في مضيق الدردنيل إثر معلومات أفادت انها تنقل منصات روسية الصنع لاطلاق صواريخ الى الشطر الجنوبي من قبرص. ومعروف ان نيقوسيا عقدت صفقة لشراء صواريخ ارض - جو من طراز "إس - 300" أكدت موسكو غير مرة انها ستسلمها في آب اغسطس المقبل. وأفادت تقارير تركية ان حاويات المنصات كانت مبعثرة بين 144 تراكتوراً في العنابر السفلى للسفينة، ولكن "الأناضول" ذكرت ان سلطات السواحل لم تكن متأكدة من ان المنصات خاصة بصواريخ "إس - 300" وكانت في انتظار وصول خبراء للتحقق من نوعيتها. يذكر ان تركيا هددت غير مرة بأنها ستهاجم الشطر الجنوبي اليوناني من الجزيرة المقسمة في حال نشرت نيقوسيا صواريخ "إس - 300"، التي تعتبر انقرة ان وجودها سيغير ميزان القوى في المنطقة كون نشر هذه الصواريخ سيضعف القدرات الهجومية الجوية لتركيا، التي تحتل منذ 1974 شمال قبرص حيث اعلن سكانها الاتراك في الثمانينات "الجمهورية التركية لشمال قبرص" التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويبلغ مدى "إس - 300" 150 كيلومتراً ما يجعلها قادرة عملياً على اصابة الطائرات التركية حتى قبل ان تغادر اجواء تركيا. وكانت السلطات التركية أوقفت السنة الماضية سفينة مصرية كانت تنقل صواريخ واطلقتها بعدما تلقت تأكيداً رسمياً من القاهرة ان الصواريخ اشترتها مصر من روسيا. ومن الناحية الاجرائية يحق لجميع السفن المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل من دون قيود بموجب معاهدة مونترو لعام 1936، التي تمنع السلطات التركية من ايقافها وتفتيشها إلا لأغراض صحية. ولكن المسؤولين الاتراك يؤكدون ان أي "حادث" ولو كان تافهاً، يمكن ان يُستخدم ذريعة لايقاف اي سفينة، وحالما تتوقف لا يعود حق المرور سارياً عليها. وعلى هذا الأساس يُعتقد ان روسيا ستجد طرقاً أخرى لنقل الصواريخ الى قبرص