جيبوتي، باريس - أ ف ب - رغم اعلان حيادها، وقعت جمهورية جيبوتي بين فكي كماشة النزاع الاريتري - الاثيوبي بسبب موقع مرفأها الاستراتيجي وسيطرتها شبه الكاملة على وسائل تموين اثيوبيا التي فقدت عام 1993 مع اعلان استقلال اريتريا كل منافذها على البحر الاحمر. فباستثناء مرفأي عصب ومصوع في اريتريا، يشكل مرفأ جيبوتي الآن المنفذ الوحيد لأثيوبيا على البحر الاحمر. وتبعد حدود جيبوتي اقل من مئة كيلومتر جنوب غرب، عن منطقة المعارك، فيما لا يبعد مرفأها في العاصمة سوى 200 كلم عن منطقة عصب الاريترية. وذكر مصدر ديبلوماسي غربي في جيبوتي ان الجيش الجيبوتي انتشر في شمال البلاد لحماية الحدود مع اريتريا منذ اقتربت المعارك بين الاريتريين والاثيوبيين من أراضيه. وأوضح ان "الجيبوتيين يتابعون عن كثب ما يجري بين اثيوبيا وأريتريا خصوصاً منذ بدأت المعارك على جبهة بوريه القريبة من مرفأ عصب ومن الحدود الجيبوتية". وأشارت مصادر الى ان "الحكومة الجيبوتية اتخذت قرار ارسال قوات على طول الحدود الشمالية لتجنب اي محاولة دخول الى اراضيها او احتمال قيام حركة عفار الانفصالية الناشطة في هذه المنطقة بأي تحرك". ورأت المصادر ان جيبوتي التي يحتفظ فيها الجيش الفرنسي بقاعدة برية - جوية - بحرية دخلت اللعبة رغماً عنها "لأن امداد اثيوبيا بالنفط والبضائع الاستراتيجية في زمن الحرب يمر عبر اراضيها". وفي الخامس من حزيران يونيو الجاري، شوهدت في مرفأ جيبوتي سفن حربية ترفع العلم الاثيوبي. ورست في المرفأ سفينتان قديمتان مزودتان قاذفات صواريخ، وثلاثة طرادات، ولكن ليست هناك اي سفينة لنقل الجنود، ويصل النفط والمساعدات الغذائية الدولية الى اثيوبيا عبر هذا المرفأ. وكان الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون الذي يتلوى رئاسة "الهيئة الحكومية للتنمية" ايغاد توجه منتصف ايار مايو الماضي الى اسمرا وأديس أبابا في محاولة لاحتواء النزاع الحدودي في منطقة التيغري بين البلدين. يذكر ان فرنسا تحتفظ في جيبوتي بقوة عسكرية هي الاكبر في افريقيا، بموجب اتفاق دفاعي بين الدولتين. ويبلغ عدد هذه القوات حالياً 3200 عنصر من اللواء الثالث عشر للفرقة الاجنبية ووحدة طيران خفيفة، ووحدة من سلاح الجو مع ثماني طائرات "ميراج" وطائرة "ترانسال سي - 160". وتشكل جيبوتي مركزاً استراتيجياً يسمح لفرنسا بمراقبة البحر الاحمر والمحيط الهندي. وتنفذ طائرة "بريغيه اتلانتيك" تابعة لسلاح الجو الفرنسي مجهزة معدات الكترونية طلعات يومية لمراقبة هذه المنطقة. كما تقوم مروحيات فرنسية بانتظام بمهمات في البحر الاحمر لمراقبة الوضع بانتظار التحكيم بين اليمن وأريتريا في خلافهما على السيادة على جزر حنيش.