للمرة الثانية خلال شهر عقد الحزبان الكرديان الرئيسيان في شمال العراق، الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني اجتماعاً في اطار جهود محلية للمصالحة بينهما. وتم اللقاء في اطار وساطة يقوم بها الزعيم السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد في مدينة كويسنجق التي يسيطر عليها حزب طالباني وشارك في الاجتماع، كما في اللقاء الأول الذي عقد في شقلاوة الخاضعة لسيطرة حزب بارزاني، وفد عن "الاتحاد الوطني" رأسه عضو المكتب السياسي كمال فؤاد وآخر عن "الديموقراطي" رأسه سكرتيره سامي عبدالرحمن. ووصف الناطق باسم حزب بارزاني في لندن دلشاد ميران ل "الحياة" لقاء كويسنجق، الذي شارك فيه عزيز محمد، بأنه كان "ناجحاً وايجابياً والمحادثات كانت جدية لاعادة الثقة بين الحزبين". وأضاف ان المجتمعين "اتفقوا على تشكيل ثلاث لجان فرعية للبحث في تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 986 النفط في مقابل الغذاء وتوزيع الكهرباء والنقل والخدمات"، واعلن ميران ايضاً ان الوفدين اتفقا ايضاً على عقد اللقاء المقبل في بلدة شقلاوة. يذكر ان الحرب الاعلامية ما زالت متوقفة بين الحزبين اللذين رفعا القيود المفروضة على تنقل المواطنين العاديين بين مناطقهما. الوضع الاقتصادي على صعيد آخر قال مسؤولون أكراد تحدثت اليهم "الحياة" ان الوضع الاقتصادي في مناطقهم "ليس سيئا، بل ان هذه المناطق، خصوصاً الخاضعة لسيطرة بارزاني، كأنها سويسرا بالنسبة الى بقية انحاء العراق". وأوضحوا أن القرار 986 كان له تأثير كبير في تحسين أوضاع الأكراد، خصوصاً بالنسبة الى توفير المواد الغذائية "لكن ليس على صعيد الدواء والمعدات الطبية". يُشار الى ان القرار 689 نص على تخصيص مبلغ معين يصل الى 150 مليون دولار من عائدات النفط الذي تبيعه بغداد للمناطق الكردية غير الخاضعة لسلطة الحكومة المركزية. ويسيطر الحزبان الكرديان على ثلاث محافظات تضم نحو اربعة ملايين نسمة. وقالت المصادر ذاتها ان عراقيين من المناطق العربية "يُصابون بصدمة عندما يزورون مناطقنا ويكتشفون ان الدولار يساوي في كردستان 23 ديناراً، بينما يساوي في مناطق الحكم نحو 1600 دينار". معروف ان الاكراد يتعاملون فقط بالدينار الأصلي، المطبوع في سويسرا، ويرفضون قبول الدينار العراقي المطبوع في بغداد. وتابعت انه في غضون ذلك تشهد كركوك "تحركات عسكرية، بينما لوحظ تزايد كبير في حركة الطائرات الحربية فوق اجواء المحافظة. ولكنها استبعدت ان تشن القوات العراقية هجوماً على المناطق الكردية، معتبرة ان "الوضع الراهن في كردستان العراق مريح بالنسبة الى بغداد وهي لن تحتاج الى تغييره، خصوصاً اذا حدثت ضربة اميركية محدودة".