القدس المحتلة - أ ف ب - لا يزال التوتر مهيمنا على القدسالمحتلة ومرشحا للتصعيد،اذ كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان المستوطنين الراغبين في الاقامة في القدس باتوا غير مضطرين الى طلب اذن مسبق من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. في غضون ذلك، طعن شاب فلسطيني رجل امن اسرائيليا كان يحرس منزلاً في القدسالمحتلة خلال مشادة كلامية في شأن اعمال تنقيب اثرية في المدينة. كذلك وقعت صدامات بين عشرات من الشبان الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في القدسالمحتلة خلال تشييع فلسطيني كان قتل طعنا بالسكين اول من امس. وافادت صحيفة "هآرتس" امس ان نتانياهو تخلى قبل اسابيع قليلة عن تطبيق تعليمات كان اصدرها في ايلول سبتمبر الماضي بعد الضوء الاخضر الذي اصدرته الحكومة لبناء 132 مسكناً في حي رأس العمود العربي في القدسالشرقية. وموّل عملية البناء هذه المليونير اليهودي الاميركي ايرفينغ موسكوفيتش الذي يدعم منظمة "عطيريت كوهانيم" القومية المتشددة التي تقف وراء هذا المشروع. وأصدر نتانياهو هذه التعليمات حتى يمنع موسكوفيتش الذي اشترى منازل اخرى في القدسالشرقية، من اعطائها للمستوطنين للاقامة فيها، واضعا بذلك الحكومة امام الامر الواقع. وانتقد رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت هذه التعليمات يومها واعتبر ان رئيس الوزراء اعطى نفسه صلاحيات كثيرة. والغيت هذه التعليمات المتعلقة بعمليات البناء "في المنطقة ذات الكثافة العربية الكبيرة" في القدسالمحتلة التي ضمتها اسرائيل العام 1967، قبل ان يحتل اعضاء من "عطيريت كوهانيم" الاسبوع الماضي ارضا قرب باب الساهرة في القدس القديمة. وبدأ هؤلاء المستوطنون الاحد الماضي بموافقة البلدية عمليات تنقيب بهدف اقامة مستوطنة جديدة تضم اربعة مبان. لكن "هآرتس" نقلت عن مسؤولين قولهم انه لا يزال بامكان رئيس الوزراء الاعتراض على اقامة مستوطنين حتى في منازل اشتريت بطريقة شرعية اذا "كان من شأن هذه العملية اثارة اضطرابات". من جهة اخرى، اعلنت الشرطة ان فلسطينيا طعن رجل امن اسرائيليا كان يحرس منزلا في حي سلوان في القدس امس واصابه بجروح طفيفة في الرأس قبل ان يلوذ بالفرار. وكان مستوطنون استولوا على اربعة منازل في حي سلوان الاثنين الماضي قائلين انهم يمتلكونها، مما اثار مشاحنات مع الفلسطينيين ودعاة سلام اسرائيليين. وقال الناطق باسم الشرطة شموليك بن روبي ان المهاجم وصل اثناء مشادة بين اسرة عربية والحارس الاسرائيلي في شأن اعمال تنقيب عن اثار تحت منزل الاسرة الفلسطينية0 وخلال المشادة طعن الرجل الحارس ولاذ بالفرار. ويقول ناشطون اسرائيليون مدافعون عن السلام ان 16 اسرة يهودية انتقلت الى سلوان التي يعيش فيها 30 ألف فلسطيني على مدى السنوات العشر الماضية. الى ذلك قال شهود ان صدامات بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين وقعت لدى بدء جنازة الشاب المقدسي انور ابراهيم علي 26 عاما في منطقة باب العامود عند احد مداخل البلدة القديمة في القدسالشرقية. والقى عشرات الشبان الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه الجنود الاسرائيليين الذين ردوا بمطاردتهم في الشوارع المحيطة. وتجددت الصدامات بعد الصلاة على جثمان ابراهيم في المسجد الاقصى ولدى التوجه لمواراته الثرى في مقبرة الاسباط، حيث رشق الشبان الفلسطينيون مجددا الجنود الاسرائيليين الذين احاطو بمسيرة التشييع بكثافة. وكان اسرائيلي يقطن في مستوطنة "نتسريت شيون" يدعى اوفيل بن تسيون 37 سنة طعن ابراهيم بسكين في بطنه فارداه. وحسبما افادت الشرطة الاسرائيلية فأن القاتل كان يعمل سوية مع الضحية في شاحنة توزيع تابعة لاحدى شركات المشروبات الخفيفة قبل ان يقدم على فعلته. ونفت عائلة ابراهيم ما قالته الشرطة الاسرائيلية لاحقا من ان القاتل "مضطرب عقليا" مؤكدة ان "المستوطن قتل ابنهم بشكل مقصود وعلى خلفية تطرف عنصري". وقال احد اقارب ابراهيم: "لقد وجه القاتل قبل اسبوع من ارتكاب جريمته تهديدات بالقتل الى انور وعمال عرب لاسباب عنصرية مقيتة". واضاف: "ان ادعاءات الشرطة الاسرائيلية بأن القاتل مضطرب عقليا هي كاذبة وتهدف الى التغطية على الجريمة والتمهيد للافراج عنه لاحقا". يذكر ان عمليات طعن المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس تزايدت اخيرا، اذ وصلت الى سبع عمليات ادت الى مقتل فلسطيني آخر الشهر الماضي. وكان فلسطيني تعرض للطعن اول من امس في حي "مئة شعاريم" الذي يقطنه اليهود المتشددون واصيب بجروح. وترى اوساط سياسية فلسطينية في القدس ان تنظيمات يهودية متطرفة تقف وراء عمليات الاعتداء هذه. واتهمت الشرطة الاسرائيلية بعدم القيام بخطوات جدية لاعتقال منفذي الهجمات، معلنة "استغرابها لعدم قدرة اجهزة الامن الاسرائيلية على اكتشاف الفاعلين واعتقالهم"