باريس - أ ف ب، رويترز - يأمل منتخب ايطاليا ، ثاني مونديال 1994، بألا يعيد التاريخ نفسه وان يخرج بنقاط ثلاث من مباراته ضد تشيلي اليوم الخميس الساعة 30،15 بتوقيت غرينيتش، في بوردو، في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من مونديال فرنسا. ففي نهائيات كأس العالم في تشيلي عام 1962، فاز أصحاب الارض على الايطاليين 2-صفر بعد لقاء خشن طرد خلاله لاعبان من ايطاليا وسدد فيه التشيلي ليونيل سانشيز وهو نجل ملاكم محترف لكمة خطافية بيسراه كسر بها انف لاعب ايطاليا. وعرف هذا اللقاء بمعركة سانتياغو وهو من اكثر المباريات التي شهدت احداث عنف داخل الملعب في تاريخ كأس العالم. غير ان المنتخب الايطالي ثأر في كأس العالم 1966 في انكلترا وهزم منتخب تشيلي بالنتيجة ذاتها. وخسارة ايطاليا لا تعني بالطبع خروجها من المنافسة على إحدى البطاقتين لان المنتخبين الاخرين اللذين يكملان المجموعة هما الكاميرونوالنمسا وكلاهما على الورق في متناول المنتخب الايطالي، بيد ان الخسارة ستعني على الارجح احتلالها المركز الثاني واحتمال مواجهة البرازيل مبكرا في الدور الثاني اذا صدقت التوقعات بأن الاخيرة ستحتل المركز الاول في المجموعة الاولى. وبعد ان تأكد بصورة رسمية غياب المهاجم الفذ اليساندرو دل بييرو، فإن روبرتو باجيو احد نجوم مونديال 94 سيحل محله على الارجح. وكانت كل الدلائل تشير الى انتهاء مسيرة باجيو دوليا في مطلع الموسم الحالي بعد موسمين فاشلين لكن انتقاله الى بولونيا كانت ضربة معلم لانه سجل في صفوفه 22 هدفاً وكان جواز سفره الى فرنسا في اللحظة الاخيرة. ولن تشهد التشكيلة الايطالية مفاجآت لكن المدرب تشيزاري مالديني يحار بين اشراك فرانشيسكو مورييرو او انجلو دي ليفيو في مركز الجناح الايمن. وسيعتمد مالديني طريقة مراقبة رجل لرجل نظرا لخطورة المهاجمين التشيليين ايفان زامورانو ومارتشيلو سالاس، وبالتالي فان اليساندرو نيستا سيتولى الاول وسيتكفل فابيو كانافارو بالثاني، ويلعب من ورائهما الليبيرو اليساندرو كوستاكورتا. وكان نستا تولى مراقبة زامورانو في مباراة فريقه لاتسيو ضد انتر ميلان في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي لكن ذلك لم يمنع الاخير من تسجيل هدف الافتتاح 3-صفر. ويواجه زامورانو بين الخشبات الثلاث زميله في فريق انتر ميلان جانلوكا باليوكا الذي بات أساسياً بعد اصابة الحارس الاول انجلو بيروتزي وغيابه النهائي عن المونديال. وفشلت تشيلي في الفوز في اي مباراة لها في النهائيات منذ تغلبها على يوغوسلافيا 1-صفر في المباراة على المركز الثالث في المونديال الذي استضافته عام 1962. أما مشكلتها فتكمن في خط الدفاع الذي تلقى 18 هدفاً في 16 مباراة خلال التصفيات. الكاميرون - النمسا وفي تولوز، تلتقي النمساوالكاميرون، الساعة 00،19 في المجموعة الثانية ايضا. ولم تجد الاولى صعوبة في التأهل وهي تصدرت مجموعتها الضعيفة بفارق نقطتين عن اسكتلندا التي رافقتها، بيد ان الامر مختلف في النهائيات لان مستوى المنتخبات افضل. ولم تحقق النمسا نتائج جيدة في مبارياتها التجريبية لا بل تعرضت لخسارة مخزية على ارضها امام الولاياتالمتحدة صفر-3، قبل ان تستعيد توازنها بفوز معنوي على تونس 2-1. ويعول مدرب المنتخب ونجمه السابق هربرت بروهاسكا على هدافه المخضرم انطون بولستر 34 عاماً هداف تصفيات المجموعة برصيد 7 أهداف وصانع الالعاب اندرياس هرتسوغ الذي سجل بدوره 3 أهداف. ويقول بولستر: "الفوز على الكاميرون يعتبر انطلاقة جيدة وسيعطينا معنويات عالية لمباراتينا الاخريين ويعزز املنا في بلوغ الدور الثاني". ويبدو مدرب الكاميرون الفرنسي كلود لو روا واثقا من قدرة لاعبيه على تقديم اداء مشرف في المونديال ويقول: "يملك لاعبو الكاميرون الحافز لكي يقدموا مستويات رائعة في النهائيات واشعر فعلا بأنهم يريدون تقديم عروض ايجابية". ويقود المنتخب الحارس المخضرم جاك سونغو الذي يشارك في النهائيات للمرة الثالثة والأولى كأساسي بعد اعتزال الحارس الشهير جوزف انطوان بل. ويتمتع المنتخب بدفاع صلب قوامه اثنان هم ريمون كالا وريغوبرت سونغ، بيد ان المنتخب خسر جهود لاعب وسطه العملاق مارك فيفيان فويه لاصابته بكسر في ساقه قبل نحو اسبوعين. أما مسؤولية تسجيل الاهداف فتقع على عاتق الفونسو تشامي وباتريك مبوما وفرانسوا اومام بييك. ويأمل منتخب "الاسود الكاسرة"في محو صورة المونديال الاخير حيث تعادلوا مع السويد 2-2 قبل ان يخسروا امام البرازيل صفر-3 وامام روسيا 1-6 عندما كانت الخلافات على أوجها بين اللاعبين من جهة والاتحاد الكاميروني من جهة أخرى. وكان المنتخب الكاميروني خرج من الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الافريقية في بروكينا فاسو في شباط فبراير الماضي على يد جمهورية الكونغو الديمقراطية، فدفع المدرب المحلي جان مانغا اونغين الثمن، قبل ان يستعين الاتحاد بالفرنسي لو روا الذي يعرف البيت الكاميروني جيدا اذ سبق له ان اشرف على تدريبه وقاده الى احراز كأس الأمم الافريقية عام 1988. يذكر ان رئيس الكاميرون بول بيا وهو من عشاق كرة القدم سيتابع اللقاء كما فعل قبل ثمانية اعوام في المباراة الافتتاحية لمونديال ايطاليا عندما تغلبت الكاميرون على الارجنتين حاملة اللقب 1-صفر.