تجدد التوتر في العلاقة بين السلطة الفلسطينية و"حركة المقاومة الإسلامية" حماس أخيراً، وعبر عن نفسه بتبادل الاتهامات، وذلك قبل يومين من العودة المقررة للزعيم الروحي للحركة الشيخ أحمد ياسين إلى قطاع غزة. وأعلن ناطق باسم "حماس" في الخرطوم أمس ان السلطات المصرية طلبت مهلة قبل اعطاء الموافقة على مرور الشيخ ياسين عبر أراضيها في طريقه إلى غزة بعد انتهاء زيارته للخرطوم. مما يعني احتمال ارجاء هذه العودة بعدما أعلن الأردن عدم استعداده لاستقبال مؤسس "حماس"، بفعل التجاذبات والحسابات المرتبطة بهذه القضية. ووصف الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم قيادات في الحركة ب "احتراف الكذب والتشويش مدفوعة بالحقد الأسود الذي يملأ قلوبها على السلطة الفلسطينية"، وذك رداً على اتهام "حماس" بعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالوقوف وراء بيان حمل بشدة على زيارة الشيخ ياسين لبعض الدول العربية. وصرح عبدالرحيم بأن السلطة الفلسطينية غير معنية بجولة الشيخ ياسين على عدد من الدول العربية والإسلامية، مشيراً في الوقت ذاته إلى "عتب السلطة على بعض التصريحات التي أدلى بها في بعض الفضائيات وحاول من خلالها تشويه صورة الشعب الفلسطيني". وأضاف ان "بعض قيادات حماس يلجأ إلى تعليق عجزه على مشجب السلطة الوطنية كلما عجز عن تنفيذ ما وعد وتوعد به". وأكد عبدالرحيم ان السلطة الفلسطينية غير معنية ب "معركة جانبية تافهة" في الوقت الذي تنصب المعركة الأساسية على حشد الدعم العربي لعقد قمة عربية لمواجهة التعنت الإسرائيلي. وكان البيان الذي حمل توقيع "مجموعة محيي الدين الشريف" ووزع في جامعة النجاح مطلع الأسبوع الجاري، اتهم بعض أجهزة السلطة بالوقوف وراء بيان حمل توقيع "حماس" وانتقد زيارة الشيخ ياسين للكويت وسورية، فيما أشار عبدالرحيم إلى تصريح للناطق باسم "حماس" في عمان إبراهيم غوشة وزع على شبكة الانترنت واتهمه شخصياً بالوقوف وراء البيان. وقال عبدالرحيم إن السلطة الوطنية "تأسف لهذا المستوى من الانحطاط واحتراف الكذب الذي وصل إليه بعض قيادات حماس لتغطية عجزه وصرف الأنظار بعيداً عن أوضاع الحركة الداخلية". وكانت حملة الاتهامات المتبادلة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية توقفت نحو شهرين بعدما شهدت العلاقة بينهما توتراً شديداً في أعقاب مقتل محيي الدين الشريف أحد القياديين العسكريين في الحركة. وفي شأن قضية عودة الشيخ ياسين، يسود اعتقاد في أوساط الديبلوماسيين المصريين بأن الأردن ألقى موضوع عودة الزعيم الروحي ل "حماس" في "ملعب مصر" بعد ابلاغ عمّان الشيخ عدم استعدادها استقباله. ويرد هذا الاعتقاد إلى أن اعلان إسرائيل أنها تدرس "عدم السماح بعودة ياسين إلى غزة" يجعل مرور ياسين في القاهرة للعودة عبر معبر رفح الطريق الوحيد الباقي أمامه. لكن مصادر مصرية مطلعة أعربت عن اعتقادها بأن إسرائيل ستسمح بعودة ياسين كون "بقاؤه في الداخل أفضل من بقائه في الخارج". وقال ممثل "حماس" في الخرطوم جمال عيسى لوكالة "فرانس برس"إنه كان مقرراً أن يستقل مؤسس "حماس" الطائرة مساء الثلثاء إلى القاهرة ليعود منها إلى غزة، لكن السلطات المصرية "أبلغتنا اعتذارها عن عدم استعدادها لاستقبال الشيخ ياسين في هذه اللحظة، وطلبوا منا اعطاءهم مهلة لاتخاذ الترتيبات اللازمة". وأضاف: "ليس هناك منع، لكن المسألة اجرائية. رفضوا اعطاء أي أسباب لذلك، وطلبوا منا الانتظار والبقاء على اتصال معهم". وأوضح ان الحركة اتصلت بالسلطات المصرية في القاهرة مباشرة بعد مراجعة السفارة المصرية في الخرطوم. وقال إن الشيخ ياسين كان ينوي مواصلة علاجه الطبي في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة قبل العودة إلى غزة. وأضاف: "نحن لا نريد من السلطات المصرية استضافة الشيخ ياسين، وإنما تركه يمر عبر الأراضي المصرية إلى غزة، وهذا حق طبيعي له".