جاكرتا - أ ف ب، رويترز - تدهور الوضع سريعاً في اندونيسيا امس بعدما قتل خمسة اشخاص واصيب ثمانون آخرون بجروح في مواجهات عنيفة بين طلاب متظاهرين والشرطة في مدينة ميدان الشمالية، ما دعا الجيش الى التدخّل بقوة محذّراً الطلاب من الاستمرار في "أعمال الشغب" ووعدهم بدراسة مطالبهم والبدء بتنفيذها حسب "الاصول الدستورية". وذكرت صحيفة "واسبادا" ان اربعة من القتلى قضوا حرقاً في متجر أضرم فيه الطلاب المتظاهرون النار. ونقل شهود عن شقيق الضحية الخامس انه قتل برصاصة في رأسه أطلقها علىه رجال الامن. واشارت الصحيفة الى ان الثمانين أصيبوا بجروح جراء اطلاق قوات الامن النار عليهم في محاولة لتفريق المتظاهرين ووضع حد لأعمال نهب المحلات التجارية في المدينة. وطلب القائد الاعلى للجيش وزير الدفاع الجنرال ويرانتو من الطلاب امس الخميس التوقف عن التظاهر مؤكداً ان الجيش يدرس وسائل الرد على المطالب الاصلاحية. واكد الجنرال ويرانتو من جديد ان الجيش مع الاصلاحات ولكن "تدريجاً وفي اطار الدستور". واعلن للصحافيين في ختام اجتماع للقيادة "ناقشناً جدولا زمنياً جديداً لكيفية تمكّن الجيش من الرد على المطالب الاصلاحية". واكد من جديد الموقف الرسمي للجيش وقال انه "جاهز لمناقشة الاصلاحات والبدء بتنفيذها ولكن ذلك يجب ان يتم تدريجاً وفي اطار الدستور". واضاف "سنواصل المناقشات على امل ان نتوصل معاً بسرعة الى مبادئ عامة في ما يجب ان تكون عليه" هذه الاصلاحات. وكان الجنرال ويرانتو اعلن في تصريح سابق بعد زيارة قام بها الى ميدان شمال البلاد ان الجيش "يكافح الجريمة" وانه سيضع حداً لأعمال اللصوص والمشاغبين. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب امس الاندونيسية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق مظاهرة طلابية اشترك فيها نحو 15 الف شخص خارج مجمع احدى جامعات جاكرتا. وقال شهود ان الاشتباكات بين الطرفين اندلعت عندما بدأت الشرطة تضرب الطلاب لإجبارهم على العودة الى داخل حرم الجامعة. وأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي في الهواء والغاز المسيل للدموع قبل ان تطلق اعيرة مطاطية على المتظاهرين. وقال الجنرال ويرانتو قائد القوات المسلحة الاثنين الماضي ان تظاهرات الطلاب تتجه الى الفوضى وانه سيأمر "بعمل حازم" ضد من يخرق القانون. ويتظاهر الطلاب في اندونيسيا بشكل شبه يومي احتجاجاً على ارتفاع الاسعار اضافة الى مطالبتهم في الأونة الاخيرة بإجراء اصلاحات سياسية وانهاء حكم الرئيس سوهارتو المستمر منذ 32 عاماً ويلقون علىه اللوم في الازمة الاقتصادية التي تواجه البلاد. وفي مدينة ميدان الشمالىة خفت حدة التوترات بعد ثلاثة ايام من اعمال الشغب الا ان القوات المسلحة قامت باستعراض للقوة بإنزال حشود عسكرية الى الشوارع.